أحمدمحمد فكري زلط يكتب :ركائز الصمود والإزدهار في عالم متغير مليء بالتحديات

تُعتبر إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال من الركائز الأساسية لثبات وصمود أي دولة في عالم اليوم المتقلب. فمع تزايد التحديات والمخاطر المحتملة، سواء كانت طبيعية، تكنولوجية، صحية، أو مالية، يصبح من الضروري للدول أن تكون مستعدة للتعامل مع هذه الأحداث غير المتوقعة لضمان بقائها واستمراريتها.
فإدارة الأزمات هي منهجية شاملة للتعامل مع الأحداث الطارئة التي تهدد استقرار الدول ومكانتها، وتتضمن هذه المنهجية تحديد التهديدات المحتملة، والتخطيط للاستجابات الممكنة، وتقليل الاضطراب والخسائر. والهدف الأساسي لإدارة الأزمات هو الإستعداد لما قد يحدث والتعامل بفعالية مع ما حدث بالفعل.
وتشمل إدارة الأزمات عدة مراحل رئيسية، تبدأ بالتخطيط المسبق وتحديد السيناريوهات المحتملة، مروراً بالاستجابة السريعة والفعالة أثناء الأزمة، وصولاً إلى التعافي وتقييم الأداء بعد انتهائها. حيث ان وجود خطة واضحة لإدارة الأزمات يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأضرار ويساعد الدولة على استعادة عملياتها الطبيعية في أقصر وقت ممكن.
وهنا تبرز أهمية استمرارية الأعمال لضمان البقاء والازدهار
حيث تُعرف استمرارية الأعمال بأنها قدرة الدولة على الحفاظ على وظائفها الحيوية والاستراتيجية وتقليل الاضطراب واستئناف العمليات العادية بأقل فترة تعطل عند حدوث أزمة، فهي عملية مستمرة من التخطيط والتحضير والإختبار لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة لتحديد أثر الخسائر المحتملة والتعامل معها بفعالية.
تهدف استمرارية الأعمال إلى ضمان استمرارية تقديم الخدمات والمنتجات الأساسية حتى في ظل الظروف الصعبة، ويتضمن ذلك وضع خطط للتعافي من الكوارث، وتأمين البيانات والأنظمة، والتدريب على كيفية التصرف في حالات الطوارئ. ولهذا يُعد الإستثمار في استمرارية الأعمال ليس مجرد إجراء وقائي، بل هو استثمار في مرونة الدولة وقدرتها على التكيف مع التغيرات.
ولهذا فإن التكامل بين #إدارة_الأزمات و #استمرارية_الأعمال يعتبر أساس الصمود والازدهار حيث أن إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال وجهين لعملة واحدة. فإدارة الأزمات تركز على التعامل مع الحدث الطارئ نفسه، بينما تركز استمرارية الأعمال على ضمان استمرار العمليات الأساسية للدولة خلال وبعد هذا الحدث. التكامل بين هاتين العمليتين يضمن أن تكون الدولة مستعدة بشكل كامل لأي تحدي قد يواجهها.
وختاماً فمن خلال التخطيط المسبق، وتحديد المخاطر، ووضع الخطط البديلة، يمكن للدول بناء صمود قوي يمكنها من تجاوز الأزمات والخروج منها أقوى. ف الدول التي تتبنى نهجاً استباقياً في إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال تكون أكثر قدرة على الحماية، والحفاظ على مقدراتها، وضمان استمرارية نموها وازدهارها.