بقايا بشرية ”مهمة”.. حكاية أذن فان جوخ ولوحة متحف بوشكين

اعتقد قدماء المصريين أن تحنيط جثمان الملك يضمن صعوده بين الآلهة على حسب معتقادتهم وكانت المومياء المحفوظة المسماة "آخ" (كلمة مصرية تعني "الإشراق" أو "الروح") وتُدفن في تابوت يرمز إلى رحم نوت، معبود السماء.
الاعتقاد بقوة البقايا البشرية على مر التاريخ ففي المسيحية المبكرة، كانت أوروبا الغربية تُبجّل رفات القديسين، وبحلول القرن التاسع عشر، بدأ الأطباء الأوروبيون في حفظ ودراسة أعضاء الشخصيات البارزة.
هدية غير متوقعة
في عام 1889، تلقى الفرنسي فيليكس راي البالغ من العمر 22 عامًا، هدية غير عادية من أحد مرضاه السابقين، وهو رسام يُدعى فنسنت ويليم فان جوخ الذي أرسل له لوحةً تُصوّر "راي" نفسه، وقد قدّر راي جهود مريضه، لكنه لم يستطع فهم أسلوبه في الرسم.
اعتبر اللوحة غير واقعية، ولم تُنصف مظهره الطبيعي لذلك، أعطى اللوحة لوالدته فوصفتها بأنها بشعة وسخيفة، واستخدمتها منذ ذلك الحين لتغطية حفرة في قن دجاج العائلة وسرعان ما اشترى خبير فني هذه اللوحة بثمنٍ باهظ.
بحلول عام 2016، قُدّرت قيمة اللوحة المعروضة الآن في متحف بوشكين الحكومي للفنون الجميلة بموسكو بـ 50 مليون دولار أمريكي (45 مليون يورو آنذاك)، ونحو 66 مليون دولار أمريكي ولو احتفظ بها ري، لكان أحفاده في وضع مالي مستقر لأجيال.