أحمدة عصام يكتب : تحالف الأحزاب المصرية: الحصان الأسود الذي يعيد للسياسة بريقها

من التنسيق إلى الفعل الحقيقي
في المشهد السياسي المصري الذي يتغير بوتيرة محسوبة، يخرج تحالف الأحزاب المصرية من عباءة التنسيق إلى أرض الفعل الحقيقي، معلنًا عن نفسه كقوة سياسية قادرة على قلب الموازين، وصناعة مشهد انتخابي لا يعرف التكرار ولا يسمح بالرتابة،هذا التحالف، الذي يضم 42 حزبًا سياسيًا تحت قيادة النائب تيسير مطر، لا يتحرك برد الفعل، بل يمضي بخطى ثابتة نحو الريادة والمشاركة الوطنية الرشيدة.
مؤتمر وطني بروح حزبية
إجتماع مساء اليوم لتحالف الأحزاب المصرية لم يكن مجرد لقاء حزبي، بل أشبه ما يكون بمؤتمر وطني مصغّر، خرجت منه رسائل سياسية تحمل قدرًا عاليًا من الوعي، وتنم عن روح جماعية تسعى لبناء تجربة حزبية جديدة تتماشى مع متطلبات الجمهورية الجديدة التي أطلق شرارتها الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الذي استطاع أن ينقل مصر من الفوضى إلى بوابة الدولة القوية التي تحترم مؤسساتها وتحمي قرارها السياسي.
كوادر لا شعارات
لم يكن غريبًا أن يلتف هذا العدد من الأحزاب حول هدف واحد، استعادة ثقة الشارع في السياسة، ليس من خلال الشعارات، ولكن من خلال كوادر حقيقية تحمل مشعل الإصلاح، وتترجم احتياجات المواطن إلى تشريعات، وهمومه إلى أدوات رقابة ومساءلة محترمة داخل البرلمان، فالتحالف لا يقدم وجوهًا مستهلكة، بل يراهن على رموز العمل العام أصحاب التاريخ النظيف والكف النقي، ممن عرفهم المصريون في ساحات النضال السياسي والبرلمانى ومنها على سبيل المثال لا الحصرالمهندس اسامة الشاهد والمستشار جمال التهامى ، والمهندس مدحت بركات، والدكتور هشام العنانى واللواء سيف عبد البارى ، و الدكتور عفت السادات ، والكاتب الصحفى طارق درويش والدكتور حسن ترك ، والدكتور حسين أبو العطا، والاستاذ أحمد الضبع ، والكاتب الصحفى محمود نفادى وشيخ البرلمانيين عبد الحميد عبد الالة ، والاستاذ كمال حسانين، و الاستاذ رجب هلال حميدة، والمستشارخالد فؤاد.
مشروع سياسي لا ديكور انتخابي
ما يحدث داخل هذا الكيان ليس تنظيمًا انتخابيًا فحسب، بل مشروع سياسي ناضج يعيد تعريف دور الأحزاب في دولة المؤسسات، حيث توجد الروئية لاختيار المرشحين، تقوم على الشفافية والكفاءة والتكامل، وهناك دعم جماعي غير مسبوق في كل دائرة انتخابية، يجعل من كل مرشح ممثلًا عن فكرة وطنية جامعة لا عن حزب بعينه.
السيسي... صانع الوعي السياسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أدرك منذ اللحظة الأولى أن بناء الدولة لا يكون إلا بسياسة قوية واقتصاد متماسك ومجتمع واعٍ، يجد في هذا التحالف ترجمة عملية لرؤيته في خلق حياة سياسية تحترم العقل المصري، وتُعلي من قيم المسؤولية والمشاركة والانضباط الوطني، الرئيس السيسي لم يطالب يومًا بالاصطفاف الشكلي، بل أراد دائمًا أحزابًا حقيقية تملك برامج، وقيادات تملك ضميرًا، وتحالفات تملك قرارًا.
إراد ة وعزيمة لا تعرف التراجع
تحالف الأحزاب المصرية لا يدخل معركة البرلمان القادم بروح المنافسة فقط، بل بإرادة وعزيمة تشبه الموجة الهادرة، تحركاته ليست ردود أفعال عابرة، وإنما خطة مدروسة تحمل ملامح التغيير في المضمون السياسي لا في الشكل فقط، قوته الحقيقية تكمن في تعددية فكرية، يقودها توافق وطني نادر، وانصهار إرادات حزبية في بوتقة واحدة عنوانها: "مصر أولًا وأخيرًا."
الدعم السياسي للقضية الفلسطينية
وأثناء هذا الحراك الوطني، عبّر التحالف عن دعمه الكامل للبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية بشأن الضوابط التنظيمية الخاصة بزيارة المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة، مؤكدًا دعم مصر الثابت لكل الجهود الدولية والشعبية المخلصة التي تهدف إلى مساندة الشعب الفلسطيني، ورفضه القاطع لأي محاولات لتجاوز القوانين المصرية أو الإخلال بالقواعد التنظيمية للمناطق الحدود، وذلك حين أكد النائب تيسير مطر أن بيان الخارجية يعكس الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية، محذرًا من محاولات المزايدة على دور مصر التاريخي في دعم الأشقاء الفلسطينيين، موضحاً أن الإجراءات المنظمة لزيارة المناطق الحدودية مع غزة تحكمها اعتبارات سيادية وأمنية دقيقة، تهدف لحماية الأرواح وتنظيم الدعم الإنساني دون المساس بالأمن القومي.
الإعلام الوطني شريك في البناء السياسي
في ظل هذه التحولات الجادة، لا يمكن إغفال الدور المحوري للإعلام الوطني، الذي بات مطالبًا بأن يواكب هذا الحراك السياسي النظيف، ويمنح الفرصة للأصوات الحزبية الحقيقية التي تمثل الشارع المصري وتعبّر عنه، بعيدًا عن الضجيج المصطنع أو الشخصيات الكرتونية التي صدّعت رؤوسنا بلا أثر يُذكر، الإعلام اليوم شريك أصيل في معركة الوعي، والمطلوب منه أن ينحاز للمستقبل، لا للماضي.
الرهان على وعي المواطن
كل ما سبق من جهود حزبية وتحالفات وبرامج لا يمكن أن يثمر ما لم يكن المواطن هو الحَكَم والفيصل،الرهان الحقيقي الآن على وعي الناخب المصري، الذي أصبح يميّز بين من يخاطب عقله ومن يراهن على عاطفته، تحالف الأحزاب المصرية يبدو جاهزًا، لكن المعركة القادمة تحتاج أيضًا إلى كتلة تصويتية تدرك أن صوتها ليس مجرد ورقة، بل شهادة ميلاد لبرلمان يمثلها ويليق بها.
من هنا نؤكد من موقع بوابة الدولة الاخبارية إن تحالف الأحزاب المصرية ليس مجرد كيان سياسي، بل إرادة وطن تُكتب من جديد على مقاعد البرلمان.