جهاد عبد المنعم يكتب: الوزير في اليابان

اليابان طبعا احد أبرز الدول الرائدة والمتميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بفضل استثماراتها الضخمة في البحث والتطوير، وبنيتها التحتية التقنية المتقدمة وهو ما يجعلها أكثر كفاءة في تحقيق التحول الرقمي وتمتد ريادة اليابان في هذا المجال إلى مختلف القطاعات، بما في ذلك الإلكترونيات، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء. وهي في مقدمة الدول التي تمتلك الفايف جي الجيل الخامس
الجدير بالذكر ان اليابان تستضيف مقار العديد من الشركات التقنية العالمية مثل سوني (Sony)، وباناسونيك (Panasonic)، وفوجيتسو (Fujitsu)، وNEC وتوشيبا (Toshiba)، وهي شركات تقود الابتكار في مجالات الإلكترونيات الدقيقة، وأنظمة الحوسبة، والبرمجيات المتقدمة كما انها من الدول السباقة في تطوير الروبوتات، سواء في مجال التصنيع أو الرعاية الصحية أو خدمة العملاء. وقد وضعت الحكومة اليابانية استراتيجيات وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي، بهدف دعم الصناعات
وتهتم الجامعات والمعاهد اليابانية بكافة التخصصات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، وتدعم الدولة البرامج التي تُعزز المهارات الرقمية لدى الشباب. كما تُشجّع الابتكار من خلال شراكات بين الجامعات والصناعة
وتسعى اليابان لتعزيز التعاون الدولي في مجالات التكنولوجيا، خاصة مع الدول النامية، من خلال برامج تبادل الخبرات، والمساعدات التقنية، وإنشاء مراكز للبحث والتطوير في الخارج، كما يظهر في تعاونها المتنامي مع مصر.
من هنا تكتسب زيارة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الي طوكيو اهمية بالغة ولذلك كتب الوزير علي صفحته
مثلت زيارتى لطوكيو فرصةً لاستعراض المزايا التنافسية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مؤتمرSusHi Tech Tokyo 2025 من حيث قدرة القطاع والكفاءات المصرية على جذب الشركات العالمية فى صناعة التعهيد وما نقوم به لتنمية بيئة أعمال الشركات الناشئة، وكذلك جهود الدولة نحو التحول الرقمى وفقاً لاستراتيجية مصر الرقمية.
كذلك شاركت فى جلسة حوارية بجامعة الأمم المتحدة United Nations University (UNU) حول استراتيجية الذكاء الاصطناعى فى مصر فى مرحلتها الأولى والثانية والأولويات التطبيقية للاستفادة من هذه التكنولوجيا فى مصر فى مختلف القطاعات، وسبل حوكمة استخدامها الآمن والمسئول.كما حرصت على لقاء عدد من الكفاءات المصرية فى اليابان فى مجال الذكاء الاصطناعى.
وفى ختام الزيارة التقيت بالسيد/ أكيهيكو تاناكا، رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولىJICA، لبحث فرص التعاون فى ريادة الأعمال والتحول الرقمى فى مصر، وعقدت لقاءات مع شركات يابانية مرموقة: Toshiba DME، Sharp، وDenso لبحث الفرص الاستثمارية فى تصنيع الإلكترونيات وتأسيس مراكز للبحث والتطوير فى مصر.
والحقيقة انه رغم الفجوة الكبيرة في التطور التقني بين اليابان ومصر، إلا أن كلا البلدين يسعيان لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في تحقيق التنمية، لكن بأساليب وموارد مختلفة. إليك مقارنة شاملة في عدة جوانب مثل البنية التحتية الرقمية حيث تمتلك اليابان بنية تحتية رقمية متقدمة جدًا، تشمل تغطية شاملة للإنترنت عالي السرعة (الألياف البصرية)، وانتشار واسع لشبكات الجيل الخامس (5G).
و شهدت مصر تطورًا ملحوظًا في تحسين البنية التحتية، مع توسع تدريجي في شبكات الإنترنت الأرضي وتحسين جودة الشبكات المحمولة، كما تعتمد الحكومة اليابانية على نظام رقمي شامل في تقديم الخدمات، وتستخدم الذكاء الاصطناعي و”الروبوتات الإدارية” في بعض الوزارات.
وتعمل الحكومة المصرية على تنفيذ خطة “مصر الرقمية”، ونجحت في رقمنة العديد من الخدمات الحكومية (مثل التوثيق، والمرور، والدفع الإلكتروني)، لكنها لا تزال في مرحلة التطوير والتوسع.
والنظام التعليمي في اليابان يدمج التكنولوجيا منذ المراحل المبكرة، وتُركّز الجامعات على البحث العلمي والابتكار، بدعم حكومي وشراكة قوية مع القطاع الخاص.ورغم التقدم في إنشاء جامعات تكنولوجية ومعاهد متخصصة ورغم جهود كبيرة جدا من وزير الاتصالات في اتاحة فرص التعليم والتدريب ولكن ، لا تزال منظومة التعليم في مصر تواجه تحديات في مواكبة التطورات التكنولوجية، وتعاني من فجوة بين التعليم وسوق العمل.









