بوابة الدولة
الأحد 22 يونيو 2025 11:54 صـ 25 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب .. ياالله .. بنت مصر عاملة بالمجارى بمؤهل جامعى ودراسات عليا

الكاتب الصحفى  محمود الشاذلى
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى

أشعر أننى إنسان عندما أتعايش بقلمى نبض المواطن ، وأعبر بصدق عن معاناة الناس ، وأنبه بإخلاص لما قد لايعرفه المسئولين لإدراكى أنهم جميعا محل تقدير وإحترام ولديهم إنسانيه تحرك وجدانهم ، يتعاظم ذلك عندما يبهرنى عطاء الكرام من المواطنين بهذا البلد العظيم ، خاصة الذين يقدسون العلم ، ويدركون أنه رحم بين أهله لذا كان معيار تقدم الأمم ، ونهضة الشعوب ، ومقياس النجاح ، من أجل ذلك كان العلماء ورثة الأنبياء ، ويعلمون جيدا أن تلك حقائق يقينيه عندما يفتقدها المجتمع يكون قد إفتقد مبررات وجوده بالحياه ، ودوله بلا علم تتملكها الجهاله ، وتصبح بلا مستقبل ، ووطن عظيم كمصرنا الحبيبه يصل فيها الحال أن تعمل فيه حاصله على شهادات جامعيه عاملة نظافه بالمجارى باليوميه بحثا عن لقمة العيش الحلال دون أن يصوب مسئولا هذا الخلل الجسيم ، وينتشلها من هذا الوحل ، ندرك أننا أمام خيارين ، إما أن الخير إنعدم من المجتمع ، وفقد كل من فيه الرشد ، أو أننا أصبحنا فى ٱخر الزمان والذى فيه لم يعد يتأثر المسئولين بما يمثل كارثه بالمجتمع ، وأصبحنا على مشارف علامات الساعه .

ماأقول به ليس من نافلة القول ، أوعلى سبيل المجاز للتوضيح ، بل إنها الحقيقه اليقينيه المؤلمه لفتاة عظيمه ولدت فى إحدى قرى بلدتى بسيون عام 89 ، خطت الأيام على وجهها علامات الصبر ، هذا الصبر الذى قهر الٱلام التى خلفتها محاولاتها للبحث عن حياه كريمه منذ حصلت على درجة الإجازه العاليه الليسانس في الشريعه الإسلاميه من كلية الدراسات الإسلاميه والعربيه جامعة الأزهر بكفرالشيخ عام 2014 ، وحتى اليوم حيث أصبح عمرها الآن الخامس والثلاثين وتضاءلت الفرصه أمامها فى عمل حكومى يحقق لها الإستقرار الأسرى ، ومع ذلك هي متمسكه بالأمل في وجود مسئولين وطنيين بحق ، سيقدرون كفاحها وسيحتضنوا حلمها بأن تعيش وأسرتها حياه كريمه .. بحق الله فقدت القدرة على الإستيعاب ، وأنا أستمع لتلك السيده العظيمه إبنة الخامسه والثلاثين عاما الأم لثلاث أطفال ، وزوج يسعى على رزقه ، حتى كدت أفقد عقلى حيث إستشعرت وكأن الله تعالى سيخسف بنا الأرض ، أو يطبق علينا السماء عقابا على مايحدث من بنى البشر بعضهم لبعض .

أوجع قلبى ماسمعته منها ، وتألمت لماحدث لها ، وبكيت عقب إستعادة الوعى . يقينا .. كلامى يتسم بالغموض ، ويفتقد للفهم ، ويحتاج إلى تفسير واضح المعالم ، وصراحه تتسم بالشفافيه أملا إن يهيىء رب العالمين لمن قهرت نفسى حكايتها أمر رشد فينصفها بعد طول قهر .. فى كلمتين حصلت على المؤهل الجامعى ، ودبلوم الدراسات العليا في الدبلوم العام في التربيه ، من كلية التربيه بنين بجامعة الأزهر بالقاهره ، وعملت مدرسة لغة عربيه بلا أجر لمدة عام في إحدى مدارس قرى بلدتى بسيون ، لكن عندما فقدت الأمل في التعيين ، أو الحصول على مقابل مادى يعينها على الحياه ، وأمام الحاجه لمساعدة أسرتها تركت التدريس المجانى ، وطافت فى كل الدنيا بحثا عن عمل ، ولو فى غير تخصصها يساهم دخله فى مساعدة زوجها وأسرتها على شظف العيش ، لكنها فقدت الأمل عندما قالوا لها بشركة تأمين فى خجل متبوع بالإعتذار نريد فتاة إستايل تبهر العملاء وتسحر لهم ، فقررت دفن شهاداتها بيديها بعد أن قرأت عليهم الفاتحه ، وعملت في الحقول باليوميه ، وإنتهى بها المقام عاملة نظافه باليوميه أيضا فى المجارى ، نعم ياحكومتنا عاملة نظافة بالمجارى بمؤهل عالى ودبلوم تربوى .. نعم أيها الساسه عاملة نظافة فى المجارى بمؤهل عالى ودبلوم تربوى .. نعم ياقادة الأحزاب عاملة نظافة فى المجارى بمؤهلها العالى وشهادة التربوى .

أتصور أن تلك الواقعه تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا وطويلا بخجل شديد من أنفسنا جميعا ، وإكبار ممزوج بالفخر بالمرأه المصريه ، وإحترام أشد لصاحبتها ، التي تمثل نموذجا مشرفا للمرأه المصريه العظيمه ، التي ليس لها طموح سياسى ، ولم تتقدم للمشاركه في تنسيقية شباب الأحزاب أملا أن تكون نائبه ، ولم تشارك في الضجيج الذى تحدثه الأحزاب عند كل مناسبه ، إنما تشققت يدها وقدماها وهى تعمل بالحقول والمجارى وكلها فخر ، وأنا معها أشاركها الفخر ، لأنها تتمسك بأن تكون سيده شريفه عفيفه تعيش حياه كريمه ، ويقينى راسخ أن بوطننا الغالى مسئولين لديهم إنسانيه كبيره يتعايشون بها مع أبنائهم ، وأسرهم ، قبل العاملين معهم من الموظفين ، ويدركون بقلوبهم مفردات تلك الكلمات ، ويستشعرون مالدى من إحساس بالمسئوليه تجاه تلك السيده الشريفه العفيفه التى ليست قريبتى وإن كان يشرفنى أن تكون قريبتى ، ولاإبنة أحد من الكبار لكنها بنت مصر وهذا أعلى وأجل ، ولاأعتقد أن محافظنا المحترم الرائع الدكتور طارق رحمى ، ووكيل وزارة التربيه والتعليم الخلوق المهندس ناصر حسن ، سيعجزون عن إلحاقها بالتدريس ولو في مدرسة خاصة دعما لتلك السيده الرائعه التي تبحث عن حياه كريمه لأسرتها ، وحفاظا على صورة العلم التي إهتزت بداخل كل شريف في هذا الوطن عرف قصة تلك السيده العظيمه .

كاتب المقال الكاتب الصحفى والبرلمانى السابق محمود الشاذلى رئيس تحرير موقع صوت الشعب ونائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى19 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.6106 50.7106
يورو 58.0959 58.2157
جنيه إسترلينى 67.8991 68.0485
فرنك سويسرى 61.8635 62.0161
100 ين يابانى 34.7361 34.8096
ريال سعودى 13.4886 13.5167
دينار كويتى 165.1511 165.5314
درهم اماراتى 13.7806 13.8101
اليوان الصينى 7.0407 7.0558

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5491 جنيه 5457 جنيه $108.31
سعر ذهب 22 5034 جنيه 5002 جنيه $99.28
سعر ذهب 21 4805 جنيه 4775 جنيه $94.77
سعر ذهب 18 4119 جنيه 4093 جنيه $81.23
سعر ذهب 14 3203 جنيه 3183 جنيه $63.18
سعر ذهب 12 2746 جنيه 2729 جنيه $54.15
سعر الأونصة 170803 جنيه 169736 جنيه $3368.82
الجنيه الذهب 38440 جنيه 38200 جنيه $758.17
الأونصة بالدولار 3368.82 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى