بوابة الدولة
الأحد 28 أبريل 2024 04:41 صـ 19 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. المرأة الفلسطينية عرين الأبطال.. أية عقيدة ربانية تملأ كيانهن

الكاتبة الصحفية أمال ربيع
الكاتبة الصحفية أمال ربيع

تحية إجلال وتقديرللمرأة الفلسطينية مع إحتفال العالم اليوم السبت 25 نوفمبرمن كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة .

في هذا اليوم وجة مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ضرورة نبذ كافَّة أشكال العنف والاضطهاد الذي يستهدف النساء والفتيات ، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناة الفلسطينيات في قطاع غزة اللواتي راح الآلاف منهنَّ ضحية العدوان الإسرائيلي على القطاع، إضافة إلى ما يواجهه الآلاف منهنَّ من أوضاع مأساوية صعبة جرَّاء هذا العدوان.

في هذا اليوم وكل يوم نرفع القبعة للمرأة الفلسطينية ،وهي الأم والأخت والزوجة والرفيقة والأسيرة والشهيدة ، وهي صاحبة الرسالة الأقوى في العالم والمثال الأول لنساء العالم العربي فهي المرأة المتميزة في كافة جوانب الحياة السياسية والإجتماعية والنضالية ، وهي التي تقدم روحها وروح أحب الناس على قلبها فداء للوطن ، فالكثير من النساء في المجتمع الفلسطيني عملن جاهدات من أجل بناء الوطن فخضن تجربة الكفاح والنضال والعمل الوطني ، وشاركن بقوة في العمل الإجتماعي فشكلن بذلك أسمى معاني التضحية والصمود والتميز .

على مدار سنوات طوال واجهت المرأة الفلسطينية ما واجهه أبناء الشعب الفلسطيني كافة منذ الإنتداب البريطاني حتى الإحتلال الإسرائيلي من تشريد وتهجير ونزوح ، وكل واحدة من نساء فلسطين اختارت شكلا من أشكال المقاومة لتكون خير سند للرجل وصانعة لرجال المستقبل.

هي أم الشهيد وزوجته وابنته وشقيقته.. إنها المرأة الفلسطينية التي ضربت بصمودها المثل في الصبر والمثابرة، حتى لتعجز الصورة عن الوفاء بحقيقتها، ويعجز القلم عن وصف بطولتها.

أي نوع من البشر هذه المرأة التي تعرف موعد استشهاد ابنها وتنتظره في حبور؟! وأية عقيدة ربانية تملأ كيانهن حتى يستقبلن نبأ الشهادة بالزغاريد مع يقينٍ بوعد رب العزة؟! ﴿ وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169).

ومما لا شكَّ فيه أن المرأة الفلسطينية- كما رأيناها على شاشات التلفز يون وعبر الفضائيات- كانت صامدةً ومُتفهِّمةً؛ فلم نشاهد امرأة مثلاً تنهار أو تصرخ أو تتهور؛ فالكل متماسك بصورةٍ تجعل الإنسان الذي لا يملك أية عقيدة يتساءل في ذهول عن سر هذا الصمود؛ ففي الوقت الذي يصف فيه الصهاينة إصابات جنودهم يقولون إن غالبية الإصابات كانت نتيجة الهلع من الخوف والجبن وعدم الإحساس بالأمان؛ لا نسمع عن مثل هذه الإصابات أو الحالات النفسية الناتجة من الخوف عند الفلسطينيين، وهذا دليلٌ على أنهن نساء مؤمنات، وإيمانهن بالله وبوطنهن وقضيتهن إيمان قوي.

وما سر صمود المرأة الفلسطينية وسر فرحتها باستشهاد ابنها مثلاً؟

هذا ليس غريبًا على المرأة الفلسطينية؛ فهذا شيء طبيعي لامرأةٍ اختارت طريق الله واختارت أن يكون تمسكها بعقيدتها أسمى ما لديها، فكبحت جماح أمومتها، ودفعت بأعز وأغلى ما تملك؛ بولدها وبزوجها، وأحيانًا بنفسها.

وهذا شيء طبيعي عندما ينتمي الإنسان لمكانٍ ويحب هذا المكان، وعندما يصبح في يقينه الوطن؛ فمن سيدافع عن هذا الوطن؟! إما الزوج أو الابن، وهذايقدر ويحتَرم من المرأة الفلسطينية المناضلة؛ فالأرض بالنسبة لها أغلى من الأب والزوج والابن، وإن كانت صفة مشتركة كثقافة عامة عند المرأة المسلمة، فهي صفة خاصة بالمرأة الفلسطينية؛ لأنها تدافع عما تبقَّى من الوطن أو عن البقية الباقية منه؛ لذلك هناك إصرار وتمسك بالحفاظ عليها.

أم الشهيد

في الوقت الذي يبكي مَن يشاهد الشهداء الفلسطينيين نجد كثيرًا من الفلسطينيات فَرِحات باستشهاد أبنائهن، فهل تختلف المرأة الفلسطينية في تلقيها الصدمةَ عن غيرها من النساء؟

هذا ما نسمِّيه "الحيل الدفاعية"؛ فالمرأة التي فقدت ابنها في الحرب أو نتيجة استشهاده تخرج فَرِحة تزغرد وتزف ابنها في موكبٍ يشهده العالم كله، ولسان حالها يقول: "أنا أم الشهيد.. أنا من ربيته وزرعت فيه حب التضحية والفداء"، ولكنها في واقع الأمر فقدته، وما تفعله من إطلاق زغرودة مثلاً أو التعبير عن فرحتها باستشهاد ابنها إنما تفعله بطريقة لا إرادية تظهر عكس ما تشعر به.

لا يعتقد أي إنسان عاقل أن هناك أما تسعد بفقدان وليدها "الضنا غالي"، والأم أم مهما اختلفت الظروف وتنوعت أسباب الفقدان، ولكن ما يفرِق المرأة الفلسطينية عن غيرها- كما ذكرت في السابق- أن هناك قدرة أكبر على التحمل والصمود كنتيجةٍ طبيعيةٍ لقلب ممتلئٍ بالعقيدة والإيمان بقضيةٍ قد يدفع الإنسان من أجلها النفيس والغاليَ.

وما الأضرار النفسية التي تتكبَّدها المرأة الفلسطينية نتيجة فقدان ذويها ؟

عدم الاستقرار وعدم الإحساس بالأمان والتعرض الدائم لفقدان الأبناء أو الأزواج والكوارث الناتجة من الاعتداءات الصهيونية المتكررة؛ تترك الأثر السيئ في نفوس الفلسطينيات، خاصةً إحساسها بالإحباط الشديد عندما تشعر بأنها تضحِّي وتقدِّم الزوج والابن، وأنه لا شيء يضمن لها عودة أرضها كاملةً، ولكن يبدو أن لديهن مقدرة على الصمود، وهذه القدرة ليست وليدة اليوم، ولكن نتيجة التعرض لخبرات سابقة؛ مما جعله أمرًا واقعًا ومفروضًا عليهن.

إن المرأة الفلسطينية تكيّفت عبر الأجيال، بسلاسة، ليس فقط من أجل تجاوز الصعوبات، ولكن أيضا من أجل تحقيق النماء والازدهار، وكانت الحركة النسوية النشطة من العلامات البارزة للقصة الفلسطينية، فقد طورت مهارات التأقلم المنقذة للحياة، وتعلمن رعاية وتغذية أسرهن في أحلك الظروف، تعلمن تقديم الدعم النفسي والعاطفي لأطفالهن الذين يعانون من العنف بسبب السلطة القائمة بالاحتلال والاعتقالات والترهيب بسبب المستوطنين المتطرفين.

لقد حافظت المرأة الفلسطينية في أحلك الظروف التي تمربها على فن التطريز والأغاني التراثية والأطباق الوطنية. إنهن كاتبات وطبيبات وممرضات وعضوات في المجلس التشريعي ومدرّسات ووزيرات وسفيرات وفنّانات ومحاميات وناشطات في المجال الإنساني، ومبتكرات".

المرأة الفلسطينية: نضال لا ينتهي

على الرغم من أن الفلسطينيين يميلون إلى أن يكونوا محافظين اجتماعيًا كعادة المجتمعات العربية في وضع المرأة، إلا أن المرأة الفلسطينية تاريخ ممتد من النضال، فمشاركة المرأة الفلسطينية في المقاومة في الوقت الحالي ما هو إلا امتداد للدور التاريخي الذي لعبته منذ الانتداب البريطاني على فلسطين. ففي عام 1925 كان للنساء أول تحرك مؤثر لهن وذلك من خلال مشاركتهن في الاحتجاج لإدانة زيارة وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” إلى القدس والتخطيط لزيارة المسجد الأقصى، ومنذ ذلك الحين شهد النشاط السياسي النسائي المنظم نقلة نوعية في أعقاب انتفاضة البراق عام 1929، حيث عُقد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس أُنشئ من خلاله اللجنة التنفيذية لجمعية السيدات العربيات، ثم أنشئ في العام نفسه الاتحاد النسائي العربي في القدس، وفي عام 1964 تم تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1965 تم تشكيل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية حيث ساهمت تلك المؤسسات في فتح قنوات المشاركة للمرأة الفلسطينية في الدور النضالي السياسي ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب ذلك تم استحداث وزارة شئون المرأة الفلسطينية التي تُعتبر أداة لتطوير السياسات المحلية المتعلقة بوضع المرأة.

تصريحات مفزعة للخبيرة الأممية المستقلة عن أعداد القتلى من النساء

لقد أزعجنى كثيراً ما صرحت بة منذ أيام الخبيرة الأممية المستقلة إن الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ "أبعادا جديدة ومرعبة" منذ 7 أكتوبرالماضى ، حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا "لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تتكشف"،حتى3 نوفمبر، إن نحو 67 % من القتلى في غزة من النساء والأطفال، وإن النساء اللائي قُتلن في هذا الصراع ينتمين إلى جميع مناحي الحياة، ومن بينهن صحفيات وطاقم طبي وموظفات في الأمم المتحدة وعضوات في منظمات المجتمع المدني".

"التحريض ضد الفلسطينيين"

ومن المؤسف إن هناك خطاب يحض على الإبادة الجماعية والتجريد من الإنسانية يمارسه كبار المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين والشخصيات العامة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك النساء والأطفال، حيث يطلقون على الأطفال تعبير "أطفال الظلام"ويصفون الفلسطينيين ككل بأنهم "حيوانات بشرية.

لقد نبهت المسئولة الأممية إلى أن "الاعتداء الإسرائيلي المستمر على الحقوق الإنجابية للنساء الفلسطينيات ومواليدهن الجدد ظل يتم بصورة لا هوادة فيها ومثيرة للقلق بشكل خاص".

وقالت المسئولة الأممية ،ظروف مزرية" تواجه النساء الحوامل، حيث من المقدرأن تلد ما يقدر بنحو 50 ألف امرأة حامل في غزة في ظروف مزرية على نحو متزايد، بما في ذلك 5,500 امرأة من المقرر أن تلد خلال الثلاثين يوما القادمة، مما يؤدي إلى إجبار أكثر من 180 امرأة يوميا على الولادة في ظروف غير إنسانية ومهينة وقاسية وخطيرة ،واحتمال الولادة دون تخدير أو احتياطات صحية أو تدخل جراحي إذا لزم الأمر، في ظل التناقص السريع في الوقود والأدوية والمياه وإمدادات المستشفيات أو نفادها، خاصة وإن 15%من هذه الولادات تواجه مضاعفات تتطلب رعاية توليدية أساسية أو شاملة. وقد أفادت تقارير بوفاة العديد من النساء قبل الولادة أو خلالها، علاوة على ذلك، فإن أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في فترة الحيض لا يحصلن إلا بشكل محدود على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

فرض الاحتلال الإسرائيلي على المرأة الفلسطينية منذ سنة 1948 أن تعيش حياة تختلف عن بقية النساء في المنطقة، سواء على أرض فلسطين أم خارجها في دول اللجوء، فقد حُرمت المرأة الفلسطينية من أبسط حقوقها في العيش بكرامة مع عائلتها دون تهديد. فأصبحت المقومات الأساسية للحياة كالصحة والتعليم وتأمين مصادر الغذاء مهددة. وبالتالي فالتأثيرات السلبية للاحتلال طالت كل جوانب حياة المرأة الفلسطينية، الشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية مما أثر على جودة وصورة الشخصية الفلسطينية.

نضال الأسيرات في السجون

لم تخل سجون الإحتلال الإسرائيلي من الأسيرات الفلسطينيات، كن تناضلن خارج السجون وداخلها بعد أسرهن، ولا يمكن نسيان أبريل عام 1970 حيث كان إضراب جماعي للأسيرات الفلسطينيات عن الطعام لمدة تسعة أيام متتالية، بسبب الكف عن الضرب والعنف ضدهن داخل محبسهن وخاصة الحبس الانفرادي، وبعد ذلك توالت أعمال الاحتجاج حتى وقتنا الراهن .

وفى الأحداث الجارية لا نستطيع أن ننكر المشهد المرأى لسيدات فلسطينيات شاركن بكل ما يستطيعن من قوة سواء كانت طبيبة تداوى الجرحى أو متطوعة تساعد في إعانة المتضررين من العنف وضرب المدنيين.

ولم يستطيع العدو الصهيوني صد عزيمة المرأة الفلسطينية رغم القتل والهدم والاعتقالات المتتالية، فسوف تظل هناك بطولات وقصص صمود لنساء وفتيات ضحين بأنفسهن وليخلدن أسماءهن عبر التاريخ.

كاتب المقال الكاتبة الصحفية أمال ربيع مدير تحرير الاخبار ومدير تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.8463 47.9463
يورو 51.1285 51.2498
جنيه إسترلينى 59.5064 59.6356
فرنك سويسرى 52.3253 52.4404
100 ين يابانى 30.8706 30.9371
ريال سعودى 12.7563 12.7836
دينار كويتى 155.3249 155.7001
درهم اماراتى 13.0251 13.0558
اليوان الصينى 6.6030 6.6170

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,520 شراء 3,543
عيار 22 بيع 3,227 شراء 3,248
عيار 21 بيع 3,080 شراء 3,100
عيار 18 بيع 2,640 شراء 2,657
الاونصة بيع 109,472 شراء 110,183
الجنيه الذهب بيع 24,640 شراء 24,800
الكيلو بيع 3,520,000 شراء 3,542,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى