بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب أحذروا الحرباء البشرية

الكاتب الصحفى صالح شلبى
-

في عالم مليء بالتقلبات لم تعد الخيانة تأتي من بعيد بل أصبحت أقرب مما نتخيّل بيننا يعيش من يتخفى وراء الأقنعة يتلوّن كما تتلوّن الحرباء يظهر الود ويبطن الحقد يبتسم وفي قلبه سمّ زعاف .

نتحدث اليوم عن شخصية خطيرة ليست خرافية بل موجودة في واقعنا المؤلم وقد تكون بين أفراد العائلة الواحدة إنها " الحرباء البشرية " التي تتقن فن التلوّن بحسب مصالحها وتتحوّل في لحظات من محبة مزعومة إلى كراهية حقيقية من التقدير إلى الغدر ومن الوصل إلى القطع .

تلك الحرباء التي تزرع الفتنة داخل الأسرة الواحدة لا تتردد في تسميم القلوب وخلق الشقاق بين الإخوة والأقارب ، تتقن فن البكاء أمام الناس لكنها تبكي على ما فاتها من مال أو سلطة أو نفوذ ، وليس على العلاقات الإنسانية التي دمّرتها قادرة على تحويل الحب إلى عداء والمودة إلى بغضاء والتفاهم إلى صراع مرير، تتسلل بالكلمة والغمزة والنميمة وتخفي وراء كلماتها المعسولة نوايا سوداء وقلوبًا مظلمة لا تعرف للرحمة طريقًا

السبب الطمع الجشع الحسد الأعمى هي لا تشكر الله على ما تملك بل تراقب ما في أيدي الآخرين بعين لا تشبع ،لا يملأ قلبها شيء فكلما زاد لديها المال زاد جوعها لما لدى غيرها، تنظر إلى ممتلكات الآخرين على أنها غنائم يجب اقتناصها ،وإن كان الثمن هو تمزيق الروابط العائلية وهدم ما بُني خلال سنوات من الحب والمودة

في كثير من الحالات لا يكتشف ضحايا هذه الحرباء خيوط المؤامرة إلا بعد فوات الأوان ، حين تكون العلاقات قد تفسّخت والقلوب قد امتلأت بالضغينة والتراحم قد تحوّل إلى قطيعة ،هنا يصبح الموقف صادمًا كيف لشخص قريب من دمنا كان يجلس على موائدنا ويشاركنا الضحك والدموع أن يكون وراء هذا الانهيار

إن ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو الوعي والحذرمن هذه الشخصيات المتلونة علينا ألا ننخدع بالظاهر ،ولا نسلم قلوبنا بسهولة لكل من يدّعي المحبة فالحرباء لا تظهر حقيقتها إلا عندما تحقق مآربها وعندها يكون الثمن فادحًا.

في نهاية هذا المشهد المؤلم لا بد من إطلاق تحذير صريح لكل من وقع أو قد يقع في فخ هذه الحرباء البشرية، إن أول ما يجب التنبه له هو عدم منح الثقة بسهولة فهؤلاء يتقنون التلاعب بالعواطف واستخدام الأقنعة لخداع من حولهم ويجب ألا ننخدع بالكلمات المعسولة ولا بالمظاهر البراقة فالحقيقة دائمًا تكشفها الأفعال لا الأقوال ،

وإذا لاحظنا بذور فتنة تُزرع في محيطنا القريب فيجب مواجهتها سريعًا وعدم التهاون معها لأن السكوت في مثل هذه الحالات هو وقود لاستمرار الخراب كما يجب أن يكون الإنسان يقظًا لمن يحاول الاصطياد في الماء العكر ونقل الكلام بين الأحبة والأقارب بقصد الإفساد

علينا الاعتماد على الله والتحصن بالإيمان والبصيرة هذا الحصن الحقيقي أمام مكر هؤلاء القلوب السوداء فالله يكشف الخائنين ويفضحهم مهما طال الزمن ومن يستعن بالله يُرَيه الحق حقًا والباطل باطلًا، أما من يتهاون ويتغافل فسيجد نفسه ذات يوم محاطًا بالعداوات التي لم يعرف كيف بدأت أو من أين جاءت

لا تدع الحرباء تفسد حياتك ولا تسمح لها بأن تعبث بمشاعرك أو تهدم ما بنيته من علاقات بالمحبة والصدق ،فالشر إن تُرك دون مقاومة يتمدد ويأكل الأخضر واليابس، احذر هذه الحرباء وكن صادقًا ثابتًا واضحًا واثقًا أن الحق يبقى وإن طال غيابه وأن الباطل وإن تلوّن وتخفى لا يدوم.

ولتعلم الحرباء البشرية أن عدالة السماء لا تغفل ولا تنام وأن حسابها يوم القيامة سيكون عسيرًا بعد أن فرّقت بين الإخوة وزرعت العداوة بين الأبناء وأطفأت نور المحبة في القلوب لن تنفعها دموع التماسيح ولا الكلمات الملفقة ولن تجد لها شفيعًا يشفع لها يوم لا ينفع مال ولا جاه ولا نسب فقد اختارت طريق الخداع والمكر وسعت في الأرض فسادًا فجزاؤها نار تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى.

وإذا ماتت فسيلتهمها الدود وتأكلها الأرض كما أكلت قلوب البشر بنميمتها وخبثها ولن يذكرها الناس بخير بل سيلعنها من ذاق سمّها وسيتبرأ منها من كان يظن بها خيرًا.

ومن وقف بجانبها وساندها في بث الفتنة وساعدها على ظلم أقرب الناس إليها فله نصيب من وزرها وإثمها وشركها في الإفساد فكل كلمة نقلها بقصد الفرقة وكل موقف وقف فيه ضد الحق سيكون عليه وبالًا يوم الحساب.

فهذه الحرباء وإن خدعت الناس فإنها لن تخدع الله والله شهيد على ما فعلت وسيرد المظالم إلى أهلها ويقتص من كل نفس ظلمت وغيّرت وحرّضت وأشعلت الفتنة في البيوت والقلوب

وجوه من نار.. وحساب لا يُمهل أ اضغط هنا

الأفاعي الثلاثة.. حين تصبح الرحم لعنة والدم عارًا أضغط هنا

حين يُباع الدم بثمنٍ بخس​​​​​​​ أضغط هنا

وجوه من نار.. وحساب لا يُمهل​​​​​​​ أ ضغط هنا

حين تتحوّل الأخت إلى شيطانٍ رجيم.. وسمٍّ يسرِي في عروق العائلة!​​​​​​​ أضغط هنا