بوابة الدولة
الخميس 1 مايو 2025 05:35 صـ 3 ذو القعدة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

نجوم خارج القطبين.. مدحت فقوسة ”ساحر بورسعيد” قاد مصر للمجد العالمي

مدحت فقوسة
مدحت فقوسة

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال مصر وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

مدحت فقوسة.. "ساحر بورسعيد" قاد مصر للمجد العالمي

في تاريخ الكرة المصرية، هناك نجوم لم يكونوا مجرد لاعبين أو مدربين، بل أساطير صنعت التاريخ بحروف من ذهب، ومن بينهم يبرز اسم مدحت فقوسة، الرجل الذي عشق المستديرة منذ نعومة أظافره، وساهم في تحقيق إنجازات لا تُنسى، حتى أصبح رمزًا خالدًا في سجلات كرة القدم المصرية.

ولد مدحت السيد فقوسة في قلب بورسعيد، المدينة التي تنبض بحب كرة القدم، يوم 1 أبريل 1946، في أسرة كروية عريقة، حيث كان جده ثالث رئيس للنادي المصري عام 1920، ووالده أحد أبطال الفريق المتوجين بالكأس السلطاني موسم 1933-1934، ونشأ الصغير مدحت بين شوارع المدينة وشاطئها، حيث كان العشق للكرة يسري في دمه قبل أن يمسك بها قدماه.

اكتشف والده موهبته مبكرًا، فكان أول من آمن به، قبل أن يقدمه للراحل عادل الجزار الذي صقل مهاراته ضمن صفوف ناشئي المصري.

ومع تولي المدرب العالمي كوكيزا قيادة الفريق الأول عام 1964، لفت فقوسة الأنظار بقوته في التسديد وإجادته اللعب بالرأس، ليصبح أحد أبرز مواهب المصري في تلك الحقبة.

لم تقتصر موهبة فقوسة على المصري فقط، ففي موسم 1965/1966، التحق بـكلية الطيران وانتقل للعب في نادي الطيران الذي كان وقتها أحد أندية الدوري الممتاز، لكنه سرعان ما عاد ليخطف الأضواء عندما انتقل إلى الأهلي عام 1967، حيث لعب له حتى نهاية موسم 1970/1971، ليكون أحد نجوم الكرة المصرية في ذلك العصر الذهبي.

إلى جانب شغفه بالكرة، كان فقوسة صاحب رؤية أكاديمية، فحصل على بكالوريوس التربية الرياضية، ثم دبلوم الدراسات العليا في كرة القدم من جامعة الزقازيق، ما أهله ليبدأ مسيرة تدريبية عظيمة فور اعتزاله.

لم يكن فقوسة مجرد لاعب موهوب، بل كان عقلًا كرويًا فذًا، فبدأ رحلته في التدريب عام 1976 مع ناشئي المصري، قبل أن يختاره المدرب الأسطوري بوشكاش ليكون مساعدًا له في قيادة الفريق الأول موسم 1979/1980، حيث قاد المصري لتحقيق المركز الثالث في الدوري، وهو إنجاز عظيم للفريق البورسعيدي.

لم تتوقف رحلات فقوسة عند حدود بورسعيد، فانتقل إلى السعودية عام 1981 ليكون المدير الفني لفريق الرائد السعودي، ثم عاد ليعمل مساعدًا للأرجنتيني أوسكار فيلوني مع المصري، قبل أن يقود المريخ البورسعيدي للصعود إلى الدوري الممتاز عام 1991.

في عام 1993، حصل فقوسة على فرصة العمر، عندما تم اختياره مديرًا فنيًا للمنتخب العسكري المصري، وكانت المهمة واضحة: تحقيق إنجاز عالمي. بفضل عقليته الفريدة وتكتيكاته المبتكرة، قاد الفريق إلى نهائيات كأس العالم العسكرية بالمغرب، وهناك كتب اسمه في التاريخ بحروف من نور، عندما فازت مصر باللقب لأول مرة تحت قيادته، ليهدي وطنه بطولة عالمية لم تتحقق من قبل.

لم يكن الإنجاز عاديًا، فقد حظي فقوسة بتكريم رفيع المستوى، حيث مُنح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، تقديرًا لإنجازه التاريخي الذي رفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية.

بعيدًا عن الألقاب والإنجازات، كان فقوسة شخصية فريدة من نوعها، اشتهر بروحه المرحة ومواقفه الكوميدية، سواء كلاعب أو مدرب، ما جعله محبوب الجماهير في كل مكان. كان أقرب إلى فنان يرسم البهجة على وجوه من حوله، سواء في الملعب أو في الحياة.

رحل مدحت فقوسة عن عالمنا، لكن ذكراه لا تزال حية في قلوب عشاق الكرة المصرية، فهو لم يكن مجرد نجم عابر، بل مدرسة كروية متكاملة تركت بصمتها في كل من عرفها. سيظل فقوسة أيقونة بورسعيد، وصانع الإنجاز العسكري المصري الأول، ورمزًا للعبقريات الكروية التي منحت مصر لحظات لا تُنسى.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5411 جنيه 5383 جنيه $105.76
سعر ذهب 22 4960 جنيه 4934 جنيه $96.95
سعر ذهب 21 4735 جنيه 4710 جنيه $92.54
سعر ذهب 18 4059 جنيه 4037 جنيه $79.32
سعر ذهب 14 3157 جنيه 3140 جنيه $61.69
سعر ذهب 12 2706 جنيه 2691 جنيه $52.88
سعر الأونصة 168314 جنيه 167426 جنيه $3289.55
الجنيه الذهب 37880 جنيه 37680 جنيه $740.33
الأونصة بالدولار 3289.55 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى