بوابة الدولة
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 07:01 صـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

المتحف المصرى الكبير.. تحفة معمارية تبث الروح العصرية فى الحضارة الفرعونية

المتحف المصرى الكبير
المتحف المصرى الكبير

على بعد خطوات من هضبة الأهرامات، يقف المتحف المصرى الكبير كأنه امتداد للأهرامات الثلاثة الخالدة، وشاهد على عبقرية هندسية جمعت بين عبق الماضي وروح الحاضر.

المتحف الكبير ليس مجرد مبنى، بل تحفة فنية عالمية صممت لتروي قصة حضارة فجرت الدهشة وحصدت الإعجاب وأسرت القلوب في أنحاء المعمورة وتعرض اليوم في أبهى صورها عبر صرح هو الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة.

كانت البداية في عام 2002 عندما أطلقت مصر مسابقة معمارية عالمية لتصميم المتحف المصري الكبير، شارك فيها أكثر من 1500 مكتب هندسي من 83 دولة، في واحدة من أكبر المسابقات المعمارية في التاريخ الحديث.

وبعد منافسة حامية، فاز التصميم الذي قدمه المكتب المعماري الأيرلندي ـ الياباني المشترك “هينجان ماكفرلان” (Heneghan Peng Architects)، لما حمله من رؤية هندسية تجمع بين الأصالة المصرية والحداثة العالمية.

التصميم الفائز جاء ليحاكي فكرة الانتقال بين زمنين، من الحضارة القديمة إلى الحاضر، ومن الرمال إلى الحجر، ومن الغموض إلى النور، لذلك اختير الموقع بعناية فائقة، بحيث يطل المتحف مباشرة على الأهرامات الثلاثة، أبرز عجائب الدنيا السبع، في تكوين بصري يظهر التلاحم بين الماضي والمستقبل.

واجهة المتحف تعتبر من أكثر عناصره تفردا، فهي جدار ضخم من الحجر الجيري الوردي بارتفاع 50 مترا يمتد على مساحة تزيد على 700 متر طولا وصمم بزوايا هندسية متدرجة تشبه كسوة الأهرامات نفسها.

لكن ما يجعل الواجهة استثنائية هو أنها ليست مجرد كتلة صماء، بل جدار يلتقط الضوء، حيث تستخدم فيه تقنيات دقيقة للتحكم في انعكاس أشعة الشمس، فتتبدل ألوانه مع تغير ساعات النهار، فيبدو وكأنه يتنفس الضوء مثل معابد الفراعنة.

أما البهو الداخلي، فهو معزوفة هندسية من الفضاء والظل والارتفاعات الشاهقة، يتوسطه تمثال الملك رمسيس الثاني بارتفاع أكثر من 11 مترا في استقبال مهيب للزوار منذ اللحظة الأولى.. وعلى جانبيه تمتد السلالم الكبرى التي تقود نحو قاعات العرض الدائمة، في رحلة رمزية تشبه الصعود إلى معابد الملوك.

من أبرز ما يميز تصميم المتحف هو الفلسفة البيئية التي رافقت كل تفصيلة فيه، فقد تم تصميم المبنى ليحاكي اتجاه الرياح، مما يسمح بمرور الهواء الطبيعي وتقليل الاعتماد على الطاقة الصناعية، كما استخدم الزجاج العاكس والأنظمة الذكية للحفاظ على درجة الحرارة المناسبة لعرض القطع الأثرية.

الهندسة الإنشائية نفسها تعد درسا في الدقة، إذ استخدم المصممون أحدث تقنيات العزل ضد الزلازل، ومواد بناء تتحمل تقلبات المناخ الصحراوي القاسي وهو ما جعل من المتحف أول مبنى ثقافي في مصر يحصل على شهادة الاستدامة البيئية العالمية (LEED).

يتجاوز تصميم المتحف حدود الحجر والمعمار ليصل إلى تجربة إنسانية شاملة، فالممرات، والإضاءة، والفراغات، كلها صممت لتعيد الزائر إلى زمن الفراعنة بطريقة معاصرة.

عند دخولك، لا تواجه الجدران مباشرة، بل تتسلل تدريجيا عبر ممر منحدر يوحي بالرحلة إلى باطن التاريخ، لتجد نفسك في قلب الذاكرة المصرية الممتدة منذ آلاف السنين.

حتى ترتيب القاعات يخضع لفلسفة بصرية دقيقة: يبدأ من فكرة الخلق والبعث في العقيدة المصرية القديمة، مرورا بالعصر الذهبي لملوك الدولة الحديثة، وصولا إلى قاعة توت عنخ آمون التي تحتضن أكثر من خمسة آلاف قطعة تعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.

أحد أسرار بناء المتحف المصري الكبير هو استخدام الضوء الطبيعي بوصفه جزءا من المعمار لا مجرد وسيلة للإضاءة.

فمن خلال فتحات زجاجية دقيقة ومشربية حديثة التصميم، يدخل الضوء على هيئة خيوط ذهبية تتسلل بين التماثيل والمعروضات، في محاكاة لطقوس الفراعنة الذين اعتبروا الشمس رمز الحياة والخلود.

أما في الليل، فتتحول الواجهة إلى شاشة ضوء ضخمة تطل على الأهرامات، في مشهد مهيب يعيد للأذهان طقوس المعابد القديمة حين كانت تتلألأ تحت وهج الشعلة المقدسة.

لم يكتف المصممون بالرهان على الجمال وحده، بل أدخلوا أحدث أنظمة العرض الذكي والواقع المعزز التي تتيح للزوار التفاعل مع القطع الأثرية عبر شاشات رقمية ثلاثية الأبعاد.

كما أن كل قطعة معروضة محاطة ببيئة ضوئية وصوتية دقيقة، تجعل المشاهد يشعر أنه يعيش داخل زمن الفراعنة.

وحتى القاعات تم تصميمها بطريقة تضمن انسيابية حركة الجمهور دون ازدحام، مع مسارات خاصة للأطفال وذوي الهمم.

يقف المتحف اليوم على مساحة نحو نصف مليون متر مربع، أي ما يعادل مدينة صغيرة، ويتضمن ساحات خضراء ومناطق استراحة ومركزا للترميم هو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط.

ولأن الفراعنة آمنوا بأن “الخلود يبدأ من التصميم”، فقد أراد المعماريون أن يكون المتحف نفسه رمزا للخلود الحديث؛ مبنى يعيش لقرون، تماما كما صمدت الآثار التي يعرضها عبر آلاف السنين.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد معرض للآثار، بل بيان معماري عالمي يقول إن مصر لا تزال قادرة على صناعة الدهشة. فهنا، على سفح الأهرامات، اتحد الفن مع العلم، والضوء مع الحجر، ليولد مبنى لا يعرض الحضارة المصرية فقط، بل يجسدها.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى25 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.7718 47.8718
يورو 55.0761 55.2009
جنيه إسترلينى 62.6813 62.8173
فرنك سويسرى 58.9921 59.1448
100 ين يابانى 30.5427 30.6144
ريال سعودى 12.7364 12.7638
دينار كويتى 155.4919 155.8681
درهم اماراتى 13.0062 13.0352
اليوان الصينى 6.7404 6.7553

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6360 جنيه 6325 جنيه $132.81
سعر ذهب 22 5830 جنيه 5800 جنيه $121.74
سعر ذهب 21 5565 جنيه 5535 جنيه $116.21
سعر ذهب 18 4770 جنيه 4745 جنيه $99.61
سعر ذهب 14 3710 جنيه 3690 جنيه $77.47
سعر ذهب 12 3180 جنيه 3165 جنيه $66.40
سعر الأونصة 197820 جنيه 196750 جنيه $4130.78
الجنيه الذهب 44520 جنيه 44280 جنيه $929.65
الأونصة بالدولار 4130.78 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى