مصر منذ بداية أزمة غزة.. جهود دبلوماسية متواصلة.. وإصرار على إدخال المساعدات الإنسانية
يحظى معبر رفح بأهمية استراتيجية كبيرة، اعتبارا لموقعه الجغرافي، إذ يمثل المنفذ الرئيسي والوحيد المتبقي لسكان القطاع على العالم الخارجي، لا سيما بعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلية جميع المنافذ الستة بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل إثر إعلان حركة حماس عن بدء عملية "طوفان الأقصى" منذ عدة أيام.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تدهورا حادا في الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة جراء إغلاق معبر رفح الحدودي وهدم الأنفاق والتي يعتمد عليها سكان القطاع بصورة أساسية في تزويدهم بالوقود والمواد الأساسية.
وأبدت مصر تمسكاً لافتاً بعدم السماح بخروج رعايا أجانب، بينهم أمريكيون، من قطاع غزة عبر معبر رفح، الممر البري الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل مع القطاع مع التشديد على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية أولاً.
منذ بداية التصعيد في قطاع غزة وما يشهده من ارتكاب فظائع من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة كان وما زال لمصر دور قوي لدعم الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة والذي يتضح لمختلف المنظمات الدولية التي تشيد بدور الدولة المصرية في تقديم الدعم الدولي للفلسطينيين بالإضافة إلى تسهيل وصول الآلاف الأطنان من المساعدات أمام معبر رفح بالتنسيق والمنظمات الدولية.
ومن المقرر أن يشارك أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في القمة الدولية "قمة القاهرة للسلام 2023" بالعاصمة الإدارية الجديدة بدعوة من الرئيس السيسي، يوم السبت المقبل.
ومنذ اندلاع الأزمة فى قطاع غزة لم تقف مصر مكتوفة الأيدى بل واصلت جهودها فى تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، ففى ١٤ أكتوبر الحالي، أرسلت قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، لدعم أهالي قطاع غزة، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي توغلات برية في القطاع ردا على عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية قبل أسبوع.
وأطلقت القافلة "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" في مصر، والتي تتضمن 106 شاحنات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية، تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم، و40 ألف بطانية، و80 خيمة، بالإضافة إلى ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبيية".
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد صرح خلال كلمته في حفل تخرج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، بأن المرحلة الحالية صعبة، والدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا من أجل احتواء التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لمحاولة الوصول إلى وقف الاقتتال والتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتابع: اتصالاتنا لا تنتهي، ونتواصل مع جميع القادة في دول العالم، والجميع مهتم بحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر حريصة على تقديم المساعدات الطبية والإنسانية إلى فلسطين، في ظل هذا الظرف الصعب.
وفي إطار الجهود المصرية لاحتواء الموقف في قطاع غزة ومنع توسع رقعة العنف في القطاع، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين الماضى، 4 اتصالات هاتفية من قادة العالم للوقوف على مستجدات الموقف في قطاع غزة، إلى جانب استقباله وزيرة الخارجية الفرنسي كاترين كولونا، وتمحورت الاتصالات بين قادة كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا وكندا حول دعم التهدئة ومنع توسع الصراع وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، وبحث الجهود المبذولة من أجل النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية.
وتلقى الرئيس السيسي، اتصالاً هاتفياً، من بيدرو سانشيز رئيس حكومة إسبانيا، دولة الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، تناول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وأكد الرئيس السيسي ضرورة تكاتف المجتمع الدولي نحو ضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فضلاً عن الدفع نحو التعامل مع الأسباب الجذرية للتصعيد من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للقضية الفلسطينية.
كما تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكى جو بايدن ركز خلاله على الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح بشكل مستدام، وقيام الجهات المعنية فى الدولتين بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات، وأعرب الرئيس بايدن عن الشكر والتقدير لجهود القيادة المصرية نحو تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وشدد الرئيس السيسي، خلال استقبال الفريق أول "مايكل كوريلا" قائد القيادة المركزية الأمريكية، على أهمية الاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على نحو مستدام، وذلك كأولوية قصوى في ضوء الأوضاع الإنسانية المتردية بالقطاع، وأكدا الحرص على تدعيم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، فضلا عن تكثيف التعاون والتنسيق القائم في مختلف المجالات، لاسيما العسكرية والأمنية، في ضوء أهمية ذلك لدعم جهود استعادة الأمن والاستقرار وترسيخ السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للدفع في اتجاه احتواء الموقف المتأزم ووقف تصاعده في اتجاهات خطيرة، والتحول إلى نهج إحياء مسار السلام على أساس حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، أخذا في الاعتبار خطورة امتداد التبعات الأمنية لهذا الصراع إلى المحيط الإقليمي برمته.
وتوالت الجهود بعقد اليوم قمة مصرية أردنية بالقاهرة، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وتم التشديد على ضرورة استمرارية وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح على نحو مستدام.
وتأتى الانفراجة بالإعلان عن استعداد معبر رفح البري، غدًا الجمعة، لفتح بواباته أمام المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وعدة دول ومؤسسات خيرية مصرية لإدخالها لقطاع غزة، حيث وصلت 14 طائرة من عدة دول تحمل حوالي 3000 طن من المساعدات الغذائية والطبية والأدوية مقدمة من عدد من الجهات لصالح قطاع غزة، فضلا عن شاحنات المعونات التى تحركت من مدينة العريش إلى مدينة رفح، تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة.
