كراريس الزمن الجميل.. ”كان ورقها رخيص وكلامها غالي” والآن شكل على الفاضي
كراريس الزمن الجميل.. ما زال آباؤنا وأجدادنا يتذكرونها في أذهانهم بشكلها البدائي البسيط، كلما نظروا الآن لتطور أشكال كراريس وأدوات أبنائهم التي صارت مليئة برسومات "موضة بلا هدف".
يُحكَى أن كراريس طلاب المدارس في الستينات والسبعينات والثمانينات، كان غلافها مصنوعا من ورق مقوى يتسم بالخشونة نوعا ما أشبه بما كان يعرف وقتها بـ “ورق اللحمة”، ولم يكن على هذا الغلاف أي صور أو أشكال بألوان زاهية مثل الآن، بل كان الغلاف يزين من الأمام بمكان يكتب فيه الطالب اسمه واسم مدرسته والفصل الذي يدرس فيه واسم المادة.
وعلى ظهر غلاف كراريس المدرسة زمان، كان يجد الطلاب أشياءً تعليمية وتربوية مطبوعة لضمان اكتمال العملية التعليمية والتدريسية التي يحصل عليها الطالب من المناهج والكتب.
وكان يوجد على ظهر غلاف بعض الكراريس جدول الضرب أو جدول القسمة أو جدول الجمع أو جدول الطرح أو حتى كل هذه الجداول الأربعة مجمعة على ظهر غلاف واحد.
وفي عام 1968، كانت وزارة التربية والتعليم تسلم الطلاب كراسات مطبوعا عليها الإرشادات التالية:
- كلنا سيد في ظل الجمهورية والاشتراكية - حريتك أثمن من حياتك.
- احترم مدرستك فإن لها حرمة المعبد - الحياة محبة وتعاون والدين المعاملة.
- احرص على أن يكون سلوكك في المجتمعات عنوانا كريما لوطنك المفدي بكل ما هو نفيس.
- تعود الصدق في قولك مهما كلفك من مشقة.
- إذا أرادت الحرية واحترم حرية غيرك- تعود على الادخار من صغرك لتنير مستقبلك وتبني مجد وطنك.
- لا تكن ثرثارا بين الناس.
وفي عام 1983، تسلم طلاب المدارس كراسات مطبوعا عليها الإرشادات التالية:
- اجعل شعارك حب الله والوطن - احق الناس بحبك وتقديرك أبوك وأمك.
- كن فخورا بوطنك وبحضارته التي أضاءت الأمم.
- أبطال وطنك جاهدوا لنصرته، فأعد نفسك لتحمل المسئولية لتكون مثلهم.
- كل فرد من أبناء الوطن جند في موضعه.
- مدرستك ملك لك نظافتها وجمالها عنوان ذوقك وتربيتك.
- مرافق مدرستك لك ولزملائك فحافظ على نظافتها.
- معلمك يتعب من أجلك فاحرص على طاعته واحترامه.
- الوقت من ذهب فانتفع به ولا تؤخر عمل يومك إلى غدك.
- الدين المعاملة فعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
أما عن كراريس وكشاكيل الجيل الجديد المعروف الآن بجيل الآيفون والآيباد، فاختلف شكلها تماما، بل صار منها أشكال وألوان بأسعار.
فصارت الكراريس والكشاكيل الآن غلافها مصنوع من ورق مقوى فاخر وناعم الملمس، مطبوع عليه كل أشكال الرسومات والورود والشخصيات الكارتونية والحقيقية المعروفة لدى الطلاب، ولكنها صارت “شكل على الفاضي”، حيث لم يعد مطبوعا عليها لا إرشادات ولا نصائح تربوية ولا أفكار تعليمية تساعد في تنشئة الطلاب.
