مركز الحوار العالمي بين أتباع الأديان ينظم المنتدى الأوروبي الثالث في لشبونة
أكّد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر، الجهود الرائدة والمبذولة للمركز لتعزيز دور الحوار وتفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات لمعالجة قضايا الاندماج والتعايش على المستوى الأوروبي، معبرًا عن يقينه أنه لا يمكن التصدي للتحديات التي تواجه البشرية، ومنها ما بات يعرف الآن بالتحديات الثلاثة: (الصراعات؛ وتغير المناخ؛ وجائحة كوفيد-19)، دون حوار شامل وتجسير للشراكات والتعاون والتفاهم.
وأوضح أن منهج المركز منذ تدشينه، هو التركيز على معالجة المسائل المتعلقة بالاندماج الاجتماعي والمواطنة المشتركة ومكافحة خطاب الكراهية عن طريق الحوار بين الناشطين في هذه المجالات؛ لأن هذه المفاهيم هي التي ينبغي تعزيزها ودعمها؛ كي يكون المهاجرون واللاجئون شركاء مشاركة كاملة في مجتمعاتهم المضيفة، التي من جانبها، تضمن لهم كرامتهم الإنسانية بصفتهم طالبي لجوء؛ يسعَون إلى العيش السلمي وحياة طبيعية، يسودها الشعور بالانتماء، مشيرًا إلى ما تم نشره بدعم من شبكة حوار المركز لثلاثة موجزات للسياسة العامة؛ استندت إلى مناقشات المنتدى في نسخته الأخيرة، الذي نظمه كايسيد وشبكة الحوار بدعم من وزارة الخارجية الألمانية وممثلي المفوضية الأوروبية في ألمانيا، وشدّد على الحوار بين أتباع الثقافات والأديان، بوصفه وسيلةً لتعزيز الاندماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا في مجالات التعليم الشامل وبناء الثقة وتغيير الخطاب المتعلق بالهجرة، الذي غالبًا ما يكون سلبيًا.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها "بن معمر" في افتتاح الفعالية الأولى من النسخة الثالثة للمنتدى الأوروبي للحوار بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين، بعنوان: (الحوار ودوره في تعزيز الاندماج الاجتماعي ودعم مشاركة اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المضيفة)، اليوم الثلاثاء 19 أكتوبر، وعلى مدار يومين في مدينة لشبونة.
وأشار "بن معمّر"، إلى أهمية فعاليتي المنتدى الأوروبي في دورته الثالثة بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين، الأول:(تعزيز الاندماج الاجتماعي ودعم مشاركة اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المضيفة)؛ وكذا الفعالية الثانية يوم الخميس المقبل الخاصة بمكافحة خطاب الكراهية، معربًا عن ثقته في مخرجات الفعاليتين اللتين تضمان القيادات الدينية وصانعي سياسات والخبراءَ والناشطين وشركاء النجاح- للحوار وتبادل الآراء ومناقشة الدروس المستفادة من ممارسات الاندماج الاجتماعي والتكامل والمشاركة، والعمل معًا في شراكة إيجابية؛ للتغلُّب على التحديات التي يواجهونها؛ لخدمة قضايا الوئام والتعايش السلمي وتعزيز التنمية المستدامة للجميع.
وقال: «عندما نتحدث عن تعزيز الاندماج الاجتماعي والمشاركة في أي سياق بعينه، وعلى نحو أكبر في سياق هذا المنتدى؛ فإنما نعني عملية متعددة الأبعاد تشمل جوانبَ اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية وعملية تعمل على مختلِف مستويات أي مجتمع». وربط بن معمر العمل التشاركي لتحقيق الاندماج الاجتماعي بالانتماء والثقة وإقامة علاقات قوية وإيجابية، وتحقيق الرؤى المستمدَّة من تجاربنا المتصلة بتعزيز الأفكار المتعلقة بالدعم الأمثل للتماسك الاجتماعي والمشاركة في المجتمعات المضيفة؛ آملاً توافر قيادات حكيمة تحوز الإرادة لتحديد الغايات ومواجهة التحديات وإحداث التأثيرات، جنبًا إلى جنب مع إشراك فئات المجتمع كافَّة، معتبرًا أن الشعور بالإنسانية المشتركة؛ هو رؤية عالمنا اليوم وغدًا، عالمنا الشامل، مؤكدًا قدرتنا على بناء جسور من الشراكة، القوية المستدامة والرائعة، مثل: جسر فاسكو دي غاما، في حين عملنا معًا على خلق مجتمعات أكثر شمولًا وأكثر صحة يضمن تمتع اللاجئين والمهاجرين بالكرامة والأمن والفرصة لقضاء حياة أفضل ورد الجميل لبيئاتهم المضيفة.
يُذكر أن المنتدى الأوروبي للحوار بشأن اللاجئين والمهاجرين، أحد مبادرات مركز الحوار العالمي، ويشكِّل منصة تجمع أصحاب المصلحة الرئيسين الذين يعملون على الإدماج الاجتماعي للاجئين والمهاجرين في أوروبا سنويًا. ويناقش قضايا التنوع والمشاكل المستعصية والمتنامية بشأن تدفقات الهجرة والقوى المحرّكة لها في أوروبا كما يدعم المنتدى التوجهات الجديدة نحو الحوار في سياسات الهجرة، ويسلط الضوء على مهام وخبرات المنظمات الشعبية للمساهمة في عمل صانعي القرار.