لواء دكتور مهندس مصطفى هدهود محافظ البحيرة الأسبق: يكتب العروبة والامن القومى المصرى

يعتبر مبدأ الحماية الذاتية للدولة وشعبها اهم عناصر الامن القومى وبسبب الموقع الجغرافى لمصر وكونها القلب النابض للعالم العربى والافريقى واكبر دولة عربية سكانيا وبشريا وصناعيا وزراعيا فإن مفهوم تحقيق الامن القومى لمصر الدولة يشمل عدة عناصر اهمهم العنصر البشرى المصرى ومستواه العلمى والرياضى والثقافى والصحى ومدى انتماءه للوطن ومدى الاستفادة من الموقع الاستراتيجى للدولة المصرية ومستوى العلاقات والتعاون بين مصر ودول الجوار والدول فى الدائرة المحيطة بمصر على المستوى العربى والافريقى والبحرين الابيض المتوسط والاحمر، وكانت مصر مطمع لكل الغزاة والدول المعادية منذ التتار والهكسوس والعثمانين والفرنسين والانجليز ، ولذلك تعمل قيادات الدولة المصرية منذ مئات السنين لتأمين الامن القومى المصرى من خلال تعميق التعاون مع الدول العربية والافريقية والاوروبية خاصة الدول المؤثرة.

ونظرا لخبرة الرئيس عبدالفتاح السيسي الامنية والمخابراتية وقرائته للتاريخ المصرى القديم والحديث والتعرف على ايجابيات وسلبيات فترات حكم عبدالناصر والسادات ومبارك كان ومازال الامن القومى المصرى من اهم اولويات عمله واهدافه السياسية والاجتماعية ولتحقيق اول مباديء الامن القومى الداخلى وفى ظل وجود تحديات داخلية متعددة بعد ثورة 30 يونيو 2013 ورجوع الدولة لشعبها الاصلى من ايادى الاخوان الخونة تم العمل بجدية وبخطط متوازية لرفع مستوى انتماء المواطن لوطنه والاهتمام بمجموعات المواطنين المهمشين اجتماعيا شاملا سكان العشوائيات والمقابر وبناء تجمعات سكنية لهم وتنفيذ برامج اجتماعية متطورة من خلال وزارتى التموين والتضامن الاجتماعى لاهالى الصعيد وبحرى وتحقيق مبادىء قوة الدولة داخليا للحد من نهب بعض الاشخاص اجزاء من املاك الدولة والشعب وحصولهم على مكتسبات ليس لهم حق فيها وتحقيق مباديء شعور المواطن المصرى الشريف بالاستقرار الامنى والاجتماعى وتقوية الشرطة والقوات المسلحة المصرية للقضاء على الارهاب والجريمة .

واستكمالا لتحقيق الامن القومى الاقتصادى وزيادة فرص العمل للمواطن المصرى تركز الدولة لتنويع المشروعات القومية لاستيعاب العمالة المصرية فى جميع التخصصات شاملا مشروعات الطرق والكبارى والمدن المليونية الجديدة الذكية لاستمرار عمل المواطن فى هذا المجال الحيوى خاصة بعد عودة كثيرا من العمالة المصرية من السعودية والعراق وسوريا وليبيا ،والعمل على تنفيذ مشروعات زراعية من خلال استصلاح 1.5 مليون فدان وانشاء عشرات المدن الصناعية بالصعيد والوجه البحرى والتجمعات الصناعية المطورة وتنفيذ المشروع القومى للبتلو وتطوير البحيرات المصرية وتسمين العجول وتطوير المطارات وانشاء عشرات المطارات الجديدة وتطوير الموانى وانشاء موانىء جديدة على البحر الابيض والاحمر كل ذلك لتحقيق الامن القومى الداخلى والحد من البطالة وزيادة انتماء المواطن لوطنه .

وتقوم القوات المسلحة بدور هام من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى انشاء عشرات المشروعات القومية المتخصصة فى مجالات الصناعة والزراعة واستصلاح الاراضى والانتاج السمكى والحيوانى والداجنى والمحاجر والمناجم كوسيلة لاحداث نمو اقتصادى عالى وخلق فرص عمل جديدة ومستمرة للشباب المصرى تحقيقا لمبادىء الامن القومى الداخلى .

ولتحقيق سرعة الانتقالات بين محافظات الجمهورية وداخل المدن الرئيسية القاهرة والاسكندرية تم ومازال يتم انشاء عشرات الطرق الرئيسية الدائرية و الكبارى حول القاهرة وداخلها والاسكندرية والربط بين طريق اسوان الشرقى والغربى مخترقا كل عواصم ومراكز محافظات الصعيد وشرق وغرب قناة السويس ويتسائل الناس عن جدوى انشاء عشرات الكبارى فى مصر الجديدة ومدينة نصر والحلمية والزيتون وجسر السويس وعين الصيرة والاجابة هو تحقيق الامن القومى الداخلى وسرعة تحرك المواطنين وتقليل استهلاك الوقود والسيارات و تقليل الساعات المفقودة من المواطن المصرى وتحقيق سرعة تحركات مركبات المطافىء والاسعاف والقوات المسلحة والشرطة عند تأدية واجباتهم القومية .

ولم يغفل الرئيس عبدالفتاح السيسي مباديء الامن القومى الخارجى شاملا الاتفاقيات التى تمت مع قبرص واليونان لتحقيق الامن القومى فى البحر المتوسط والاتفاقيات مع السعودية والسودان واريتريا والصومال لتحقيق الامن القومى فى البحر الاحمر والعمل السياسي الذى يتم حاليا لتأمين الامن القومى المصرى على الحدود الغربية وتأمين ليبيا من المعتدين الاتراك والمرتزقة .

واتذكر هنا الحديث الذى تم مع احد الضباط الانجليزالمتقاعدين الذى كان يعمل مندوبا لشركة انجليزية متخصصة فى تصنيع الذخائروشاءت ظروف عملى فى هيئة تسليح القوات المسلحة فى مقابلته وحديثه معى عن اشتراكه مع المرتزقة الاوروبين اللذين تم تجنيدهم من خلال شركة انجليزية للعمل على الحدود اليمنية السعودية لمحاربة الجيش المصرى اثناء تواجدهم باليمن فى ستينات القرن الماضى كوسيلة للحصول على المال الكبير واقتناعه بضرورة محاربة جمال عبدالناصر فى اليمن كرد لخسارتهم فى حرب 1956 ومقاومة المد الثورى فى اليمن الذى كان يؤدى لاجلاء المستعمر الانجليزى من عدن وكذلك مقاومة سيطرة المصريين على باب المندب ومقاومة تحقيق الامن القومى المصرى الاقليمى بالبحر الاحمر.

ولذلك فاننا نناشد الشعب المصرى باهمية العمل على تحقيق الامن القومى المصرى تحت قيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لرأب الصدع فى التعاون العربى لاعادة العروبة مرة اخرى ومقاومة الصهيونية العالمية والمستعمر القديم الذى يعمل على احياء اعداء جدد للعالم العربى مثل تركيا وايران حتى ينسى العرب واجيال الشباب العربى ذوى عمر اقل من 40 عام القضية الاساسية للعرب وهى فلسطين وانشاء اسرائيل العدو الرئيسي للوطن العربى كلة ولذلك لابد من مساعدة القوات المسلحة المصرية وتأمين دورها فى حماية الامن القومى المصرى غربا وشرقا وجنوبا وشمالا وحماية الدول العربية من تدخلات الدول الخارجية ورجوع العرب الى الجامعة العربية ولذلك نناشد الزعماء العرب باهمية عودة سوريا الى احضان الجامعة العربية فمن غير المعقول استمرار عزلة سوريا عن اشقائها العرب.

ارجوكم العمل بايادى واحدة لاعادة العروبة مرة اخرى فى شرايين الشباب العربى الذى لم يسمع عنها بشيء منذ ولادته بل يرى ويسمع اخبارا سيئة يومياً شاملا مايحدث بالمغرب والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين والصومال وقطر.

هم يعملون على زيادة التفرقة بين الدول العربية ونحن كمصريين نبغى اعادة العروبة مرة اخرى وخير مثال مايحاولون عمله من تفرقة بين مصر والكويت ، لقد نجحوافى اعدام صدام حسين فى يوم وقفة عرفات والعرب كلهم ساكنون، ونجحوا فى مصرع القذافى وعلى صالح باليمن والعرب كلهم ساكنون ، مهما كان فانه يصعب على مواطن عربى ان يرى زعيما لدولة اخرى معتقل او يعدم بايادى اجنبية او عملائهم مثل ماحدث مع الزعيم السادات وياسر عرفات والملك فيصل .

ارجوكم ياعرب افيقوا من الكابوس الذى نعيش فيه وارجوكم اعادة الروح العربية والقومية مرة اخرى لشبابنا واولادنا واحفادنا ارجوكم ارجوكم .