الدجل والشعوذة فى بنى سويف حين يُباع الوهم ويُشترى الألم في غياب الضمير والرقابة
في زمنٍ يُفترض أن يكون فيه العقل هو الحاكم، والعلم هو الدليل، تتفشّى ظاهرة الدجل والشعوذة في بعض قرى ومدن محافظة بني سويف، وتحديدًا في مدن ببا وسمسطا والفشن، لتُعيدنا إلى عصور الظلام، حيث تُباع الأوهام على أنها حقائق، ويُتاجر بمعاناة الناس تحت عباءة "تحضير الجن" و"فك السحر" و"رد المطلقة".
في ظل غياب الرقابة، وتخاذل الجهات المعنية، وغياب الوعي المجتمعي، وجد بعض ضعاف النفوس في الدجل والشعوذة مهنة سهلة ومربحة، لا تحتاج إلى مؤهلات ولا ضمير، بل فقط إلى لسانٍ معسول، وعبارات غامضة، وبعض الطقوس الزائفة التي تُمارس في الخفاء، لتُحاك بها خيوط الخراب في بيوت البسطاء.
هؤلاء الدجالون لا يكتفون بابتزاز الأموال، بل يزرعون الفتنة، ويفرقون بين الأزواج، ويشعلون نيران العداوة بين الإخوة، ويغرسون الخوف والقلق في النفوس، تحت ستار "عمل معمول"، و"جن عاشق"، و"سحر مدفون". ضحاياهم كُثر، ومعاناتهم لا تُروى، تبدأ بخدعة وتنتهي بكارثة.
الأسوأ من ذلك أن بعض هؤلاء يمارسون طقوسًا خطيرة قد تصل إلى الإيذاء الجسدي والنفسي، بل وربما ما هو أبشع من ذلك، في ظل صمتٍ مريبٍ من الجهات المختصة، وكأن أرواح الناس وعقولهم لا تستحق الحماية.
أين وزارة الصحة من هؤلاء الذين يدّعون العلاج بالقرآن وهم أبعد ما يكونون عن الدين أين وزارة الداخلية من أوكار الشعوذة التي تعمل في وضح النهار أين الإعلام من فضح هذه الجرائم التي تُرتكب باسم الدين والعلاج
إن ما يحدث ليس مجرد خرافات، بل هو سرطان اجتماعي ينخر في جسد المجتمع، ويهدد استقراره، ويستنزف موارده، ويُكرّس الجهل والخوف. لا بد من وقفة حاسمة، لا بد من قانون يُجرّم هذه الممارسات، لا بد من حملات توعية تُنير العقول وتُحصّن النفوس.
فمن يحمي البسطاء من تجار الوهم ومن يردّ كيد الدجالين إلى نحورهم وهل ننتظر كارثة جديدة حتى نتحرك
























