الكاتب الصحفى محـمود الشاذلـى يكتب : شكرا سيادة الرئيس فقد أنقذت الوطن من الهواه .
مازال أصداء بيان الرئيس فيما يتعلق بالإنتخابات البرلمانيه ، يتناقله المصريون بإبتهاج شديد ، حيث تغمرهم السعاده أن فى مصر رئيس يشعر بما يحيطهم من كوارث ويتدخل لإنقاذهم ، وإنقاذ البرلمان من السطو عليه ، نعم ماحدث فى هذا الإنتخابات كارثه بحق كانت ستحل على كل المصريين ، وتجعلهم يفقدون حتى الثقه فى أنفسهم ، بل إن التاريخ سجل أن الرئيس أنقذ سمعة الوطن من عار تزييف إرادة الأمه ، وأعاد الثقه التى كاد أن يفقدها المواطن فى كل الأجهزه بعد تلك البجاحه التى طالت العمليه الإنتخابيه ، وهذا الغرور الذى إنتاب قادة أحزاب الموالاه ، وتعظيم المال السياسى الفاسد بكل بجاحه ووقاحه ، وصوب مسلك الأحزاب التى كاد يفقد فيها الجميع الثقه وتتسبب فى إنهيار مجتمعى يشمل كل واقعنا فى القلب واقعنا السياسى ، كاد أن يتسبب فى أن الناس حتما سيفقدون صوابهم حيث يدركون نوابا قادمين على أسنة الرماح بالباراشوت ، رغم أنف الجميع ، من خلال إنتخابات طالها العوار والتدليس ، نعم طالها العوار ، والتدليس ليس إنطلاقا من رؤيتى ، أو زعما منى بلا دليل ، بل طبقا لما قررته الهيئة الوطنيه للإنتخابات بمنتهى الشفافيه ، وبكل شجاعه بعد بيان الرئيس ، ومن ثم أبطلت الإنتخابات فى بعض الدوائر وفى محافظات بأكملها بالصعيد ، وتقرر إعادتها من جديد .
سبق وأن قلت ومعى كثر بما قررته الهيئة الوطنيه للإنتخابات من تجاوزات وتزييف لإرادة الناخبين وأكثر ، وكدت أصاب بالإحباط الشديد ، خاصة عندما إنبرى المنافقين وحملة المباخر ، والمدعومين ، للنيل مما قلنا به وتسفيهه ، وأخرج لنا البعض ألسنتهم إنطلاقا من أنهم الأسياد يحق لهم أن يفعلوا مايشاءوا وليس أمامى وغيرى إلا أن نخبط رؤوسنا فى الحائط حال إعتراضنا ، وهدد آخرين باللجوء للأجهزه حتى نخرص ، دون إدراك أن مصر فيها رئيس يرفض هذا التدليس والعبث الذى طال تلك الإنتخابات ، وكان ماكان ، فإذا بهؤلاء يهللون مرحبين ببيان الرئيس ، حتى كدت أجن من وقاحتهم وبجاحتهم ، وضربت كفا بكف متعجبا هل حقا ماأرصده من عفن سياسى وإنتخابى هو حقيقه ، هل حقا ماتوصلت إليه من رؤيه بشأن الإنتخابات جعلتنى لاأرشح نفسى أمرا كان صوابا ، أصدقكم القول منذ بيان الرئيس و ينتبانى العجب من تصرفات البشر من الحواريين والبهوات بأحزاب الموالاه .
يتعين الإنتباه لأهمية أن يفتح الرئيس والأجهزه ملف الإخفاق الذى تم رصده فى أحزاب الموالاه ، وإكتشاف هذا التردى فى الأداء ، وسوء الإداره الذى مرجعه مع شديد إحترامى لشخوصهم الكريمه لأنهم بحق محل تقدير كاشخاص لكننى أختلف مع شخوصهم كأداء سياسى وحزبى وهذا حقى ، خاصة وأنهم ليس فيهم صنايعى سياسه ، بل جميعا هواه وبهوات ، جاءوا ليتصدروا المشهد المجتمعى عبر الأحزاب بعد أن أنهوا مهمتهم الوظيفيه ، والتى كانوا فيها لاشك أصحاب خبره ، أبلوا بلاءا حسنا لكنهم أخطأوا حين أرادوا أن يظلوا متصدرين المشهد لكن عبر الأحزاب السياسيه والبرلمان ، بعد أن إنتهى عطائهم الوظيفى الرفيع الذى كان يحظر عليهم ممارسة أى دور سياسى أو حتى الحديث فى السياسه فإفتقدوا أهم منطلق للساسه وهو الخبره المكتسبه من تجارب الحياه والأداء ، ولنا أن ندرك حجم الكارثه حين نعرف أن هؤلاء القاده الهواه هم من كانوا يلتقون المرشحين المحتملين الذين تم إستدعائهم لأحزابهم لترشحيهم لأنهم قامات ، ومع ذلك أخضعوهم للتقييم ، رعم أن منهم نوابا سابقين ، وساسه قدامى أصحاب خبره ، يضاف إلى ذلك أنه دون إدراك أنه ألف باء لأى سياسى أو برلمانى أو حزبى أن يكون منطلقه التعايش مع هموم المواطنين ، لذا كان الأجدر بهم والأولى أن يتم الإستعانه بهم كرؤساء مدن ، أو أحياء ، أو فى دولاب العمل الإدارى ، إن كان ولابد ، لعلهم يحققون الضبط والربط ويقاومون الفساد ، لكن أن يتصدروا المشهد الحزبى فى ظل كارثة المال السياسى الفاسد ، والدفع بحوارييهم للترشح فى القائمه الكارثيه ، والتى فيها وجدنا من يرشحونه فى دائره لايعرفه فيها أحد ، وليس من قاطنيها ، أو حتى مولودا بها ولاأعرف كيف لهم ان يتعايشوا مع هموم المواطن بها وهم من سكان الكمباونتات ، والفيلات ، والتجمع الخامس والرحاب ومدينتى .
خلاصة القول .. لعلها فرصه منحها لهم الرئيس ببيانه الشجاع أن يراجعوا نهجهم ، ويعيدوا حساباتهم ، بل ويتم إعادة النظر فى المنظومه الحزبيه برمتها خاصة الأحزاب التى يتصدرون مشهدها ، بعد أن تسببوا بأن أصبحنا أضحوكة الأمم بما تم رصده فى إنتخابات مجلس النواب ، ومن قبله إنتخابات مجلس الشيوخ ، ياأيها الساده البهوات .. ياأسيادنا إنتبهوا يرحمكم الله .. إنه الوطن الغالى الذى لايجب أن يكون حقل تجارب لأحد ، أو يتصدر مشهده السياسى مغيب ، أو قليلى الخبره عديمى الفهم السياسى ، فهل ينتبه العقلاء بهذا الوطن لمضامين ماطرحت .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .





















