الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى تجليس البابا شنودة الثالث
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية امس بذكرى تجليس الراحل قداسة البابا شنودة الثالث – البطريرك الـ117 من بطاركة الكرازة المرقسية – الذي جرى تتويجه على الكرسي البابوي في مثل هذا اليوم من عام 1971م، ليبدأ حقبة امتدت لأكثر من أربعة عقود من الخدمة والتعليم والعمل الوطني.
وقد جاء تجليس البابا شنودة بعد اختياره بالقرعة الهيكلية يوم 31 أكتوبر 1971م، ليُتوج رسميًا في 14 نوفمبر من العام ذاته، خلفًا للبابا كيرلس السادس، وسط حضور كنسي وشعبي كبير.
ويُعد البابا شنودة الثالث من أبرز الشخصيات الكنسية في القرن العشرين، إذ شهد عهده توسعًا كبيرًا في الخدمة داخل مصر وخارجها، وأسس العديد من الإيبارشيات والمعاهد والمراكز الثقافية، وأطلق قنوات قبطية وإصدارات فكرية وروحية ما زالت تؤثر حتى اليوم في الفكر الكنسي المعاصر.
نشأة البابا شنودة ومسيرته
البابا شنوده الثالث وُلد في 3 أغسطس 1923 بقرية سلام بمحافظة أسيوط، وبدأ حياته التعليمية في مدن عدة منها دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، قبل أن يُتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر. منذ بداياته، تميز بحبه للعلم والتعليم، إذ بدأ خدمته في مدارس التربية الكنسية عام 1939، وواصل دراسته الجامعية في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، حيث حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ، قبل أن يلتحق بالأكليريكية ويتخرج منها عام 1949، مؤسسًا لمسار طويل في التدريس والخدمة الكنسية.
منذُ الرهبنة عام 1954، بدأ البابا شنوده الثالث حياته الرهبانية التي اتسمت بالتصوف والبحث العلمي، ليصير أمينًا لمكتبة دير السريان ويبدأ حياة الوحدة في 1956. بعد سيامته قسًا عام 1958، ثم أسقفًا للتعليم عام 1962، أسس مشاريع تعليمية وروحية متعددة، شملت مدارس الأحد ومجلة الكرازة، لتكون بداياته الحقيقية في إدارة الشأن الكنسي وتوجيه الرعية.





















