المُستشار الألماني يجاهد لاحتواء تداعيات تصريحات له بشأن الهجرة اعتبرت ”عنصرية”

حاول المستشار الألماني فريدريش ميرتس احتواء ردود فعل غاضبة على خلفية تصريحات مُثيرة للجدل حول الهجرة، عرضته لانتقادات شديدة وصلت إلى حد اتهامه بالعنصرية.
وقال المستشار الألماني إن انتقاداته يقصد بها الأجانب غير الشرعيين الذين لا يلتزمون بالقواعد، وليس المهاجرين الذين يعملون ويساهمون في البلاد.
وقالت شبكة "يوروأكتيف" المُتخصصة في الشأن الأوروبي إن تصريحات المستشار، الذي نُظر إليها على نطاق واسع على أنها تعكس عبارات عنصرية عن المهاجرين، عرضته للانتقادات.
وفي حديث للصحفيين الأسبوع الماضي، قال ميرز إنه في حين تسارعت عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، لا تزال لدى ألمانيا مشكلة في مظهر مدنها.
وانحاز العديد من حلفاء ميرتس البارزين ، بمن فيهم الزعيم البرلماني المحافظ ينس سبان ، والمعلقون بمن فيهم كبير الكتاب السياسيين في صحيفة "بيلد بيتر تيدي" ، إليه ، قائلين إنه تناول واقع الحياة اليومية في ألمانيا ، وكان يشير إلى تجار المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين الشباب الذكور الذين يتسكعون حول محطات القطارات ومراكز المدن، مما يجعل الناس يشعرون بعدم الأمان.
لكن التعليق أشعل من جديد نقاشا وطنيا حول الهجرة والتكامل والعنصرية، حيث اتهم المُنتقدون ميرتس بتبني خطاب حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف لاستعادة أصوات الناخبين المُحافظين.
وجاءت ردود الفعل سريعة ، حيث اتهم أعضاء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر ، الشريكين له في الائتلاف الحاكم، المستشار باستخدام "لغة مثيرة للانقسام"، بينما وصفت المعارضة هذا التصريح بأنه لا يليق بمنصبه.
وجاءت بعض الانتقامات من داخل حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حيث أعربت شخصيات بارزة عن قلقها ، وصرّح كاي فيجنر، عمدة برلين، بأن مشاكل العاصمة المتعلقة بالجريمة والنظافة "لا يمكن إرجاعها إلى الجنسية"، بينما وصف أرمين لاشيت، المرشح السابق لمنصب المستشار عن الحزب، هذا التعليق بأنه "غامض للغاية".
ووقّع عشرات النواب الخضر على رسالة مفتوحة وصفوا فيها كلمات ميرتس بأنها "عنصرية وتمييزية وجارحة وغير لائقة"، وحثوه على الاعتذار "لجميع المهاجرين من الجيل الأول والثاني والثالث الذين يواجهون العنصرية والإقصاء كل يوم".
ويبلغ عدد سكان ألمانيا من ذوي الأصول المهاجرة نحو 25 مليون نسمة ، حوالي 30% من السكان ، بما في ذلك 13 مليون يحملون الجنسية الألمانية، وفقًا للوكالة الفيدرالية للتعليم المدني.