من يحكم إمبراطورية التكاتك في الفشن فوضى مرورية تهدد أمن المواطنين وكرامتهم

تشهد مدينة الفشن جنوب محافظة بني سويف حالة من الانفلات المروري غير المسبوق، حيث تحولت مركبات "التوك توك" إلى وسيلة نقل شبه حصرية، لكنها في الوقت ذاته أصبحت مصدرًا للمعاناة اليومية للمواطنين، خاصة في ظل غياب الرقابة وتخاذل الجهات المعنية عن أداء دورها.
استغلال صارخ وظروف معيشية خانقة
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، استغل أصحاب التكاتك حاجة المواطنين للتنقل، وقاموا برفع أجرة الركوب إلى أرقام خيالية، حيث وصلت إلى 15 و20 جنيهًا لمسافات قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق. هذا الاستغلال يتم دون أي ضوابط أو تسعيرة رسمية، ما جعل المواطن رهينة لجشع السائقين.
من يقود أطفال وبلطجية ومسجلون خطر
المشهد يزداد خطورة عندما نعلم أن من يقود هذه المركبات في كثير من الأحيان هم أطفال لم يتجاوزوا سن المراهقة، أو أشخاص من أصحاب السوابق، بل إن بعضهم متورطون في تجارة المواد المخدرة. هؤلاء لا يحملون رخص قيادة، ولا توجد لوحات معدنية على مركباتهم، مما يجعل من الصعب الإبلاغ عن أي تجاوز أو مخالفة.
انتهاكات يومية بحق النساء والمارة
تتكرر حالات التحرش اللفظي والمعاكسات للسيدات بشكل يومي، وسط صمت مريب من الجهات الأمنية، وتجاهل تام من المسؤولين المحليين. المواطنون أصبحوا يعيشون في حالة من القلق والخوف، حيث لا يمر يوم دون أن تُسجل واقعة إهانة أو تعدٍ على الحقوق.
غياب كامل للرقابة والتنظيم
المواقف العامة تخلو من أي إشراف، ولا توجد جهة تتابع أو تنظم حركة التكاتك، مما جعلها تتحول إلى إمبراطورية مستقلة يحكمها منطق القوة والبلطجة. المواطنون يتساءلون من يحكم هذه الفوضى وأين دور الدولة في حماية كرامة المواطنون وتنظيم وسائل النقل
مطالب شعبية عاجلة
يطالب أهالي الفشن بتدخل عاجل من الجهات المعنية، عبر
فرض رقابة صارمة على سائقي التكاتك.
منع قيادة الأطفال وغير المؤهلين
إلزام المركبات بترخيص رسمي ولوحات معدنية.
تخصيص خطوط نقل بديلة وآمنة.
تفعيل دور الشرطة المحلية في ضبط التجاوزات.
خاتمة
ما يحدث في الفشن ليس مجرد أزمة مواصلات، بل هو انهيار لمنظومة القيم والأمن المجتمعي. فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل أن تتحول المدينة إلى ساحة مفتوحة للفوضى والتهديدات اليومية