شيماء النجار تكشف لـ”ست ستات” أسرار فن ”التلي”.. حكاية خيوط الفضة

كشفت الفنانة والحرفية شيماء النجار، المتخصصة في إحياء فن "التلي"، أن هذا الفن التراثي العريق هو أكثر من مجرد تطريز يدوي، بل هو هوية وتاريخ يربط الماضي بالحاضر ويفتح أبوابًا للمستقبل، وأوضحت النجار أن "التلي" هو فن تطريز يدوي كان يستخدم قديمًا خيوط الفضة أو الذهب.
وعرّفت شيماء النجار، خلال لقائها ببرنامج "ست ستات"، المذاع على قناة دي إم سي، أن "التلي" عبارة عن تطريز يدوي باستخدام أشرطة معدنية رفيعة، وأضافت أن هذه الأشرطة كانت في الماضي من الفضة الخالصة أو الذهب، أما اليوم فيُستخدم النحاس المطلي بالفضة أو الذهب، ويتم التطريز غالبًا على أقمشة شبكية مثل "التُل"، وهو ما قد يوحي بارتباط التسمية بالقماش، إلا أن الأمر أعمق من ذلك.
وأشارت النجار إلى أن اسم "التلي" له أصول تاريخية متعددة، حيث يرجع البعض التسمية إلى كلمة فرنسية تعني "قماش الشبك"، وهناك رواية تاريخية أخرى ترجع الفضل في ابتكار فن التطريز بالذهب والفضة إلى الملك "أتوس" في آسيا الصغرى.
وانتقل هذا الفن إلى مصر عبر القوافل التجارية القادمة من آسيا، والتي كانت تمر بمحافظتي سوهاج وأسيوط، وأوضحت النجار أن خيوط التلي كانت تُصنع قديمًا من الذهب والفضة الخالصة، وهو ما كان يضيف قيمة كبيرة للمشغولات، أما في الوقت الحاضر، فأصبح يُستخدم النحاس المطلي بالذهب أو الفضة للحفاظ على هذا الفن مع مراعاة التكلفة.
كما أكدت أنه لا يزال هناك خيوط من الفضة النقية بنسبة 100% متاحة وتُستخدم بناءً على طلب خاص من العملاء، وأكدت النجار أن "التلي" بالنسبة لها ليس مجرد مهنة تقليدية، بل هو فن استطاعت من خلاله أن تنسج قصة من الصبر والإبداع، وأن تحافظ على جزء أصيل من التراث المصري، ويعتبر "التلي الأسيوطي" من أشهر أنواع هذا الفن، وقد وصل إلى العالمية وارتدته العديد من الشخصيات الشهيرة والفنانات.