«الوفد» على صفيح ساخن .. «قوطة» يكشف أزمة التعثر المالى للجريدة واختيار ترشيحات النواب

مازالت الأزمات تتصاعد داخل بيت الامة خلال الساعات الماضية.. وشهد حزب الوفد خلال الساعات الأخيرة حالة من الجدل الداخلي بعد بيان أصدره المهندس حمدي قوطة، عضو الهيئة العليا للحزب، هاجم فيه إدارة الحزب الحالية بسبب عدد من القرارات الأخيرة، وعلى رأسها قرار زيادة رواتب العاملين بجريدة الحزب، معتبرًا أنه «قرار غير مدروس» من شأنه أن يؤدي إلى تدمير الوفد ماليًا .
وقال قوطة في بيانه، الذي حمل لهجة حادة تجاه الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب وعدد من قياداته، إنه ظل وفيًا للوفد طوال 13 عامًا قدّم خلالها وقته وجهده وماله لخدمة الحزب، مضيفًا أنه من أكبر المتبرعين في الحزب خلال السنوات الأخيرة، وأنه «شارك في 90% من فعالياته».
وأضاف أنه يشعر بـ«صدمة مما آلت إليه الأمور داخل الحزب»، مشيرًا إلى أن قرار زيادة الرواتب في الجريدة سيحمّل الحزب أعباء مالية ضخمة تصل إلى خسائر سنوية تُقدر بنحو 30 مليون جنيه، فضلًا عن المديونيات المتراكمة التي تتجاوز 300 مليون جنيه.
وأكد قوطة أنه ليس ضد تحسين أوضاع العاملين أو إصلاح هيكل الأجور، لكنه ضد ما وصفه بـ«القرارات العشوائية التي تفتقر إلى دراسة مالية»، متهمًا المكتب التنفيذي بالموافقة على قرارات «تُهدد مستقبل الحزب».
كما انتقد ما وصفه بـ«اختيار أسماء بعينها للترشح في الانتخابات المقبلة»، معتبرًا أن بعض الأسماء «لم تشارك يومًا في العمل الوفدي».
وفي ختام بيانه، أعلن المهندس حمدي قوطة نيته الترشح لرئاسة حزب الوفد في حال عدم ترشح الدكتور فؤاد بدراوي أو الدكتور السيد البدوي مؤكدًا أنه سيخوض المعركة دفاعًا عن هوية الحزب العريقة.
فيما رد أنصار النائب أيمن محسب بيانًا رسميًا حادّ اللهجة، اعتبروا فيه أن الهجوم على محسب، ينطلق من دوافع شخصية وحقد دفين، مؤكدين أن النائب ليس طارئًا على الحزب، بل أحد أعمدته منذ انضمامه عام 2020.
وأوضح البيان أن محسب أسهم في إنقاذ جريدة الحزب وأعاد إليها الحياة بعد أن كانت على وشك الإغلاق، مؤكدين أنه فتح أبوابها لكل الوفديين بلا تفرقة، و وقف إلى جانب الصحفيين والعاملين حين حاول البعض تدميرها من الداخل.
وأضاف البيان أن ما يثار حول المديونية مجرد مزاعم قديمة تمت تسويتها رسميًا وبعلم رئيس الحزب، مشيرًا إلى أن من يروّج لهذه الملفات يهدف إلى إشعال الفتنة وضرب الحزب من الداخل.
وأكد البيان أن النائب أيمن محسب قدم نموذجًا للوفدي العصري الوطني، وكان درعًا وسندًا للحزب في مواجهة محاولات الانقسام والفوضى، مشددين على أن نجاحه وتأثيره داخل الحزب والبرلمان هو ما أثار غيرة البعض.
واختتم البيان برسالة إلى محسب جاء فيها: «استحمل يا أيمن، فكل سهم يُرمى عليك هو شهادة نجاح، وكل محاولة لإسقاطك دليل على أنك في القمة ، فالوفد كيان كبير لا يليق به إلا الرجال الأقوياء القادرون على الصمود أمام رياح الفتنة».
وبذلك، يكون التراشق بين قوطة وأنصار محسب قد كشف عن تصاعد حدة الانقسامات داخل الحزب العريق مع اقتراب انتخابات رئاسة الوفد، وسط ترقب داخل الأوساط السياسية لما ستسفر عنه الأيام المقبلة داخل بيت الأمة .