هاني تمام: الجيش المصري عقيدته الدفاع لا العدوان

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الشريف، تماسك الشعب المصري وارتباطه بجيشه، لافتا إلى أن الله عز وجل يقول: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.
وأوضح خلال حلقة برنامج مع الناس، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الدولة لا تقوم بفرد واحد، وإنما تقوم بجماعة الأفراد الذين يعيشون فيها، وكلما اعتصم الناس في الوطن بحبل الله واجتمعوا على كلمة واحدة، قويت شوكة هذا البلد وثبت بنيانه.
وأوضح أن النبي ﷺ ضرب أعظم مثل في وحدة الأمة بقوله: مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مبينًا أن المجتمع المسلم ينبغي أن يكون كالجسد الواحد، إذا تألم جزء منه شعر به الكل، وأن هذا النموذج تجلى في مصر عام 1973، حين توحد الشعب خلف جيشه في ملحمة نصر أكتوبر المجيد، فكان الجميع على قلب رجل واحد متوكلين على الله.
وأضاف هاني تمام أن الجيش المصري ليس كيانًا منفصلًا عن الشعب، بل هو من نسيجه: الجيش المصري هو أنا وأنت، هو أخي وأخوك، وابن عمي وابن خالتي، لذلك هو أعظم الجيوش، وقد شهد له النبي ﷺ بقوله: هم خير أجناد الأرض وتكفينا هذه الشهادة النبوية العظيمة.
وأكد أن من عقيدة الجيش المصري أنه لا يعتدي على أحد، مستشهدًا بقول الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، موضحًا أن الجيش لا يبدأ حربًا دون سبب، لكنه لا يفرط في حق ولا يتهاون في الدفاع عن أرضه، ومن يقترب من تراب هذا الوطن يجرب بنفسه.
وتابع أن هذه العقيدة هي سر بقاء مصر وتماسكها رغم ما مرّ بها من أزمات وفتن، مستشهدًا بحديث نبوي آخر قلّ من ينتبه إليه: ستكون فتن، فتنٌ أسلم الناس فيها الجند الغربي، مشيرًا إلى أن المقصود بالجند الغربي هم جنود مصر، الذين حفظهم الله من الفتن عبر التاريخ.
وقال: تاريخنا شاهد، فكم من أممٍ انهارت وسقطت حين زالت جيوشها، بينما بقيت مصر محفوظة بجندها، كما أنقذ الله الأمة الإسلامية من التتار على أيدي المصريين، فإن جيش مصر ما زال بإذن الله هو السند والحصن، وخير أجناد الأرض.