هيو جرانت في عيد ميلاده الـ65.. نجم بريطاني صنع أسطورته بين لندن وهوليوود

في التاسع من سبتمبر عام 1960، ولد النجم البريطاني هيو جون مونغو جرانت في منطقة هامرسميث بلندن.
نشأ في أسرة بسيطة تحمل مزيجًا من الأصول الإسكتلندية والإنجليزية.
منذ طفولته، أظهر هيو شغفًا بالأدب والتمثيل. حصل على منحة دراسية في جامعة أوكسفورد عام 1979، فالتحق بـNew College لدراسة الأدب الإنجليزي، وهناك شارك في المسرح الطلابي الذي عزز موهبته وعمّق حبه للفن.
ورغم أن مساره الأكاديمي كاد يقوده ليصبح مؤرخًا للفن، إذ عُرضت عليه منحة لاستكمال الدراسات العليا بمعهد كورتولد في لندن، فإنه اختار أن يتبع شغفه بالتمثيل. وفي عام 1982، وأثناء دراسته، ظهر لأول مرة على الشاشة بفيلم Privileged للمخرج مايكل هوفمان.
الانطلاقة الكبرى: أربع حفلات زفاف وجنازة
رغم مشاركاته المتفرقة في أعمال تلفزيونية وسينمائية خلال الثمانينيات، إلا أن الانطلاقة الحقيقية لجرانت جاءت عام 1994 من خلال الفيلم البريطاني Four Weddings and a Funeral.
في هذا العمل، جسد شخصية "تشارلز" أمام آندي ماكدويل، فحقق نجاحًا ساحقًا جعل اسمه يتردد عالميًا، وأكسبه جائزة جولدن جلوب وجائزة بافتا لأفضل ممثل. لقد مثل هذا الفيلم نقطة التحول في حياته المهنية، ورسخ صورته كوجه رومانسي بريطاني.
أيقونة الرومانسية في هوليوود
خلال أواخر التسعينيات وبداية الألفية، أصبح جرانت أيقونة للكوميديا الرومانسية العالمية. فقدم مجموعة من الأفلام التي تحولت إلى علامات بارزة في تاريخ السينما:
Notting Hill (1999): إلى جانب جوليا روبرتس، حيث جمع الفيلم بين دفء الرومانسية البريطانية وسحر هوليوود.
Bridget Jones’s Diary (2001): بدور الرجل الساحر والمشاكس، في سلسلة لا تزال حتى اليوم من أكثر الأعمال جماهيرية.
Love Actually (2003): حيث أبدع في تجسيد رئيس وزراء بريطانيا بخفة ظل وعاطفة صادقة، وهو الدور الذي لا يزال واحدًا من أشهر أدواره وأكثرها جماهيرية.
ما وراء الكوميديا: أدوار متنوعة وجرأة فنية
رغم ارتباط اسمه بالكوميديا الرومانسية، لم يحصر هيو جرانت نفسه في هذا القالب. فقد برع في الأدوار الدرامية، وقدم شخصيات ساخرة، وأظهر موهبة لافتة في الأدوار الشريرة في السنوات الأخيرة. هذه القدرة على كسر النمط وإعادة تقديم نفسه جعلته واحدًا من الممثلين الأكثر مرونة وتجددًا في عالم السينما.
شغف بالرياضة والفنون
بعيدًا عن التمثيل، كان جرانت رياضيا مميزا في شبابه، حيث مارس الكريكيت وكرة القدم. ولا يزال حتى اليوم مولعًا برياضة الجولف، ويشارك بانتظام في بطولات Pro-Am. كما أنه عاشق للفنون وجامع لقطع فنية ثمينة، وهو شغف ورثه عن والده.
أسطورة بين لندن وهوليود
مع بلوغه عامه الـ65، يظل هيو جرانت أحد أبرز النجوم البريطانيين الذين صنعوا لأنفسهم أسطورة بين لندن و هوليوود. بأدواره التي جمعت بين الدفء الكوميدي والرقي الدرامي، وبحضور ساحر لم يفقد بريقه، يواصل إلهام أجيال من الممثلين والجمهور على حد سواء.
إنها مسيرة نجم أثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الشغف بالفن قادر على أن يخلد صاحبه في ذاكرة السينما العالمية.