تأجيل إطلاق صاروخ ”ستارشيب” العملاق بسبب سوء الأحوال الجوية

أرجأت شركة سبايس إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك، مجددا رحلة تجريبية لصاروخها العملاق "ستارشيب"، المُصمّم للذهاب إلى القمر والمريخ، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال المسؤول في الشركة دان هوت خلال بث مباشر "للأسف، لن يتم الإطلاق اليوم لأن الأحوال الجوية حالت دون ذلك".
وكان إطلاق الصاروخ العملاق الذي يبلغ طوله 120 مترا، أرجئ مرة أولى الأحد في اللحظات الأخيرة بعد اكتشاف عطل في النظام الأرضي.
تُعدّ مخاطر الطقس والأعطال الفنية من النكسات المتكررة في قطاع الفضاء، وقد أشارت سبايس إكس إلى أنها تخطط لتكرار المحاولة الثلاثاء.
وقال هوت "هناك فرصة جيدة لإعادة المحاولة غدا". وقد حددت الشركة نافذة إطلاق جديدة تبدأ الساعة 18,30 بالتوقيت المحلي في تكساس (23,30 بتوقيت غرينيتش).
هذه الرحلة التجريبية العاشرة لـ"ستارشيب"، أكبر صاروخ طُوّر على الإطلاق، مُرتقبةٌ بشكلٍ خاص إذ تأتي بعد ثلاثة اختبارات أُجريت في وقت سابق من هذا العام وانتهت بانفجارات.
تُعرف سبايس إكس بميلها للمجازفة، وقد أثبتت حتى الآن أن رهاناتها قد أثمرت، إلا أن هذه النكسات المتتالية دفعت بالخبراء إلى التشكيك في التقدم الحقيقي الذي أحرزته الشركة.
وقال خبير الفضاء في شركة "أناليسيس مايسون" الاستشارية دالاس كاسابوسكي لوكالة فرانس برس إن "النجاحات لم تطغ على الإخفاقات" بعد بالنسبة لسبايس إكس.
وأشار إلى أن ستارشيب "لم يُثبت أنه جدير بالثقة"، مُحذّرا من أن هذه الرحلة التجريبية الجديدة ستضع سبايس إكس تحت "ضغط كبير".
- السفر بين الكواكب -
تزداد المخاطر تعقيدا نظرا لأن أغنى رجل في العالم، الطامح لاستعمار المريخ، لا يزال يعول على إطلاق أولى المركبات إلى الكوكب الأحمر في أوائل عام 2026.
كما ستُستخدم نسخة معدلة من مركبة "ستارشيب" في برنامج "أرتيميس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والذي يهدف إلى إعادة الأميركيين إلى القمر، بهدف الحفاظ على وجود طويل الأمد هناك هذه المرة.
يُعرف ماسك بتوقعاته المتفائلة للغاية ومشاريعه الجريئة، وقد أحدث ثورة في صناعة الفضاء بنظامه للإنتاج الضخم للصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، وهو بات يهيمن على سوق الإطلاق التجاري.
ويهدف ماسك مع "ستارشيب" إلى المضي قدما في مشاريعه الفضائية من خلال تطوير صاروخ قادر على السفر بين الكواكب مع إمكان إعادة استخدامه بالكامل.
في حين نجحت "سبايس إكس" حتى الآن في استعادة الطبقة الأولى من صاروخها العملاق التي تدفع النظام بأكمله، في مناورة مذهلة لا تتقنها إلا الشركة، لكن هذه ليست الحال بالنسبة للمركبة الفضائية بأكملها.
يُفترض أن يخضع الصاروخ الذي انفجر خلال رحلاته التجريبية الثلاث الأخيرة، لسلسلة اختبارات خلال رحلته التجريبية العاشرة هذه قبل أن ينهي رحلته في المحيط الهندي. وينبغي إجراء المزيد من تجارب الطيران على الطبقة المعززة قبل أن تغوص في مياه خليج المكسيك.
بغض النظر عن نتائج هذه الاختبارات، سيبقى الصاروخ بعيدا عن الجاهزية المطلوبة للرحلات التجارية الفعلية.
وحذّر ماسك خلال البث المباشر الاثنين من أن سبايس إكس لا تزال تواجه "آلاف التحديات التقنية".
ومن بين هذه التحديات، إعادة تزويد الصاروخ بالوقود فور وصوله إلى الفضاء، والأهم من ذلك، بناء "درع حرارية" للمركبة الفضائية "قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل"، ما سيشكل إنجازا تكنولوجيا، وفق ماسك.