بوابة الدولة
الأحد 24 أغسطس 2025 07:44 صـ 29 صفر 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى يكتب : الإنتخابات البرلمانيه بصراحه إنطلاقا من تعظيم الشخصيه المصريه .

محمود الشاذلى
محمود الشاذلى

مازلت أحلم كمواطن مصرى بات فى خريف العمر يستعد للقاء رب كريم ، بحياه سياسيه سليمه ، وتعظيما حقيقيا لإرادة الشعب ، وإحتراما لخياراته ، وأن تتوافق الأقوال مع الأفعال ، وأن يدرك الناس ماقاله أحد أبرز قيادات حزب الأغلبيه بحق الناس فى التغيير واقعا فى العمليه الإنتخابيه ، وإلا سيهتز القلم فى يدى ككاتب صحفى متخصص ، وسيفقد المواطن الثقه فى نفسه ، بل وقد يطلق البعض رصاصة الرحمه على واقعنا الحياتى ويلزم بيته ويعطى ظهره لكل شيىء وأى شيىء دون تفاعل أو حتى إنشغال ، يتعاظم ذلك إذا أدرك الناس أجواءا إنتخابيه تبدأ بعد أيام فى إختيار المرشحين عكس ماتغنى به القياده الحزبيه ، كما أتمنى أن تدرك كل الأحزاب أنها لاتصنع أبطالا ، لذا يتعين عليها أن ترشح صاحب الشعبيه الحقيقيه التى يدخل البرلمان مرفوع الرأس يتشرف بالإنتماء إلى الحزب الذى رشحه ، تأثرا بحب الناس الذين منحوه الثقه ، وليس منكس الهامه ليقينه أنه لولا الدعم ماإستطاع أن يمر سيرا على الأقدام بشارع مجلس الشعب .

لاشك أننا أمام أزمه حقيقيه طالت مكونات الشخصيه المصريه ، كشفت عنها معاناة الأحزاب جميعها فى البحث عن شخصيات قياديه لترشيحها فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه على نسبتها فى القوائم والفردى ، خاصة أحزاب التحالف التى تجتهد فى إختيار مرشحيها طبقا لمعايير محترمه وشفافه ، لإحداث تطور نوعى وحقيقى فى الحياه السياسيه والبرلمانيه ، وذلك نظرا لعزوف كل القامات السياسيه والمجتمعيه منذ سنوات عن أى مشاركه بعد أن تصدر المشهد كثر ليس لهم خبره ، ظهر ذلك جليا فى منتج التشريعات التى نظرها البرلمان فى دورات برلمانيه متعاقبه ، وطريقة التعاطى مع مشاكل الناس وهمومهم ، وحتى فى تناول القضايا الحياتيه للمواطنين مع المسئولين ، المشكله أن ذلك أثر سلبا على تركيبة المجتمع ، فوجدنا آراءا غريبه ، وتصرفات عجيبه ، ونمط سلوك لايتفق مع عظمة وسماحة المصريين ، يضاف إلى ذلك ضعف شديد فى المنتج الإعلامى جعل الناس يعزفون عن متابعة كافة البرامج لتدنى المستوى المهنى لمقدميه .

ماأراح النفس إستشعارى بتحركات عاجله لإعاة ضبط الإيقاع بالمجتمع ، فور تنبيه الرئيس بضرورة إفساح المجال بالإعلام للرأى والرأى الآخر ، إنعكس ذلك إيجابا على كل المجتمع ، وخيم على جنباته راحه وسعاده لإدراك وجود خطوات إيجابيه تدفع فى هذا الإتجاه ، حيث وجدنا ذلك فى الإعلام بقوه إنطلاقا من هذا التطور المذهل الذى أحدثه الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنيه للإعلام خاصة فى ماسبيرو وكافة القنوات ، وكأنه أحياها بعد ممات ، واكب ذلك إيجابيه رسخت إرتياحا فى كل الوطن تلك التى تتمثل فى التحرك السريع والمذهل للشرطه المصريه العظيمه فى التصدى لكل منطلقات الإجرام فى ربوع الوطن ، وردع المجرمين ، بل وسحقهم ، ليشعر الناس جميعا بالأمن والأمان الذى تمنونه كثيرا ، بعد معاناه شديده من البلطجيه .

تبقى الإشكاليه فيما يرصده المحللون بالنسبه لمدى تفاعل الأحزاب السياسيه مع هذا النهج خاصة ونحن مقبلون على إنتخابات برلمانيه ، لكن جميع المؤشرات تؤكد أن الأحزاب السياسيه إلا القليل مازالوا يكبلون أيديهم طواعية بأنفسهم حتى غلت عن إدراك حلحله حقيقيه لإختيارات تتمع بشعبيه حقيقيه تعيد الثقه التى إنعدمت لدى المواطن فيما يتعلق بالعمليه الإنتخابيه ، إلى الدرجه التى معها ندرك الٱن نفس النهج فى إختيار الأحزاب لمرشحيهم لاتغيير ، دلالة ذلك ما تواتر فى الإختيارات المستفزة للمرشحين ، وعدم الجديه فى إعادة القامات ، وأصحاب الخبرات للمعترك السياسى ، للإستفاده بخبراتهم وتجاربهم ، الأمر الذى معه عج المناخ الإنتخابى بنوعيه من المرشحين تجعل كثر يخجلون أن يخرجوا من بيوتهم للإدلاء بأصواتهم .

أبهرنى مارصدته منذ أيام فى حزب حماة وطن من طريقة إختيار المرشحين المتقدمين ، وأسلوب وآليات تواصلهم معهم لإختيار أفضل النوعيات خاصة وأن كل مرشح يطرح نفسه بوضوح أمام اللجنه التى تضم قامات رفيعه ، وذلك إنطلاقا من تاريخه ونمط تفكيره ، ومستوى إدراكه ، وليس عبر واسطه ، أو محسوبيه ، أو منصب يشغله ، أو التبرع بالملايين ، عظم ذلك تمتع اللجنه المنوط بها تلك المهمه الوطنيه ، بالشفافيه والمصداقيه والإحترام ، والمستوى الرائع ، وفى تقديرى لو كل حزب سياسى إتبع هذا النهج فى إختيار المرشحين ، لاشك سيفرز مرشحين قد يحدثوا نقله نوعيه فى الحياه السياسيه والبرلمانيه فى كل أرجاء الوطن ، وترسيخ إنتهاء المرشح الهابط من السماء إعتمادا على مال ، أو إنطلاقا من منصب بحثا عن وجاهة إجتماعيه عبر البرلمان .

يبقى يوم 20 سبتمبر القادم موعد التقديم للإنتخابات البرلمانيه يوما فيصليا فى حياة الوطن ، إنطلاقا من تلك الإختيارات التى إن جاءت وفق النهج الذى طالب به الرئيس بالإعلام وهو تعميق الدفع بمن يتمتعون بالزخم الشعبى ، ويؤمنون بالرأى والرأى الآخر عبر حوار محترم ، وهذا لن يتأتى إلا بالدفع بعناصر تتمتع برجاحة عقل ولديها رؤيه ، أو ستكون الإختيارات وفق ماتم فى إنتخابات الشيوخ ساعتها لن يطيق المواطن سماع أى شيىء عن البرلمان ، وعن السياسه ، وعن الأحزاب وسيفقدون قيمتهم بغير رجعه ، بل وإعطاءهم جميعا ظهورهم وماأقسى هذا التصرف المؤلم .

يبقى أن يمتد هذا الإستنفار الذى ألمسه الآن لضبط الإيقاع بالوطن وإعادة أمجاد المصريين إلى كل شيىء ، صغيره قبل كبيره ، وهذا لن يتأتى إلا بالتصدى لهذا العجز الذى طال كل أركان الجهاز الإدارى ، وحتى الفنى ، وحتى التعليمى ، ووضع خطه عاجله وشفافه لعلاج مواطن الخلل ، وضبط جوانب الإيقاع ، وإعادة أصحاب الخبرات إلى واقعنا المعاصر وإعتبار ذلك أمر حتمى لايحتمل مجرد الفكير فى القبول أوالرفض .

بعيدا عن الشعارات وبلامزايدات ، مصر الحبيبه هى الكيان ، لذا فإن الحفاظ عليها واجب وطنى ، وحق مجتمعى ، ويظل من واجبنا كمصريين أن نعمل على رفعتها ، ونهضتها ، وتقدمها ، ورقيها ، ونقول فى سبيل تحقيق ذلك الحق حتى وإن كان لايعجب مانقول به بعض أصحاب المصالح ، الذين يريدون أن يكونوا هم أصحاب الكلمه العليا حتى ولو كانت تدفع للضعف والهزال ، ولتحقيق ذلك يتعين أن نوضح ونوجه ونبصر بكافة القضايا والموضوعات التى نرى أنها تضر بالوطن ، أو تعمل على رقيه ، فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، ولنوقف وفورا أى هزل ولو بالقول لأن الوضع المجتمعى فى حاجه للصراحه ولايحتمل أى تنطع ، أو منظره ، أو إستعلاء . بالمجمل أتصور أن إستمرار عمل أصحاب الخبرات بات ضرورة حتميه كيف؟ تابعونى .

الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .

موضوعات متعلقة