عكس الشائع.. دراسة تكشف أسباب تمتع نسبة من المسنين بذاكرة ”خارقة”

يفترض الكثيرون أن فقدان الذاكرة والتدهور الإدراكي، جزء لا مفر منه مع التقدم بالعمر وصولا لمرحلة الشيخوخة، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الأمر ليس كذلك بالضرورة، بل على العكس يتمتع بعض الكبار فى العمر بذاكرة "خارقة".
وبحسب موقع "Fox news" قامت دراسة أجريت على مدى 25 عامًا من جامعة نورث وسترن، بتحليل أدمغة "المسنين الخارقين" لتحديد السمات المشتركة بينهم والتي قد تساهم في مرونتهم العقلية
ووفقا للباحثون، يعرف "المسنون الخارقون" بأنهم الأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 عامًا أو أكثر والذين يظهرون "أداء ذاكرة متميزًا"، يتساوى مع أولئك الذين يصغرونهم بثلاثة عقود.
تفاصيل الدراسة
قالت ساندرا وينتراوب، أستاذة الطب النفسي وعلم الأعصاب بجامعة نورث وسترن، أن "المسن الخارق" ليس حالة، بل هو مصطلح تم تحديده على أساس النتيجة في اختبار الذاكرة لأكثر من 80 عامًا، موضحة أن الدراسة أهتمت بشيخوخة الذاكرة لأن تراجعها يُعدّ الشكوى الأكثر شيوعًا لدى كبار السن.
وفي الدراسة، قام الباحثون بتحليل 79 دماغًا تم التبرع بها من قبل كبار السن، وحددوا بعض الاختلافات الرئيسية مقارنة بأولئك الذين "يتقدمون في العمر بشكل طبيعي، حيث احتوت بعض الأدمغة على بروتينات الأميلويد والتاو، والتي تتراكم عادة لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ، في حين لم تظهر أدمغة أخرى أي علامة على وجود هذه السموم.
وأشارت وينتراوب إلى أن بعض كبار السن يمتلكون كميات قليلة جدًا من هذه البروتينات، ولذلك لا ينتجونها لسبب ما، لكننا وجدنا أن أدمغة بعض كبار السن تحتوي على أعداد كبيرة من هذه البروتينات، على الرغم من حفاظهم على صحتهم الإدراكية حتى الموت، وهذا يعني أنه قد تكون هناك مسارات بيولوجية مختلفة للشيخوخة الفائقة، واحدة مقاومة والأخرى مرونة.
نتائج الدراسة
في حين أن الأدمغة "المتقدمة في السن بشكل نموذجي" تظهر ترقق القشرة، وهي الطبقة الخارجية من الدماغ التي تساعد في اتخاذ القرار والدافع وتنظيم العواطف، فإن أدمغة كبار السن لم تظهر هذه الخاصية.
كما وُجد أن كبار السن يمتلكون عددًا أكبر من "خلايا فون إيكونومو العصبية"، وهي خلايا دماغية تتحكم في السلوك الاجتماعي، كما وجد الباحثون أن هذه المجموعة تمتلك "خلايا أنتورينالية عصبية" أكبر، وهي ضرورية لتقوية الذاكرة.
ومن حيث السلوك، وجد الباحثون أن كبار السن أيضًا "اجتماعيون للغاية" ويتمتعون بعلاقات شخصية قوية ، وفقًا لنتائج الدراسة.
كيفية الحفاظ على الذاكرة
وللمساعدة في تقليل عوامل الخطر التي تؤثر على صحة الدماغ ، نصحت الدراسة بتطبيق قاعدة أن "ما هو جيد لقلبك جيد لدماغك"، بما يعنى أن اتباع نمط حياة صحى من شأنه أن يقلل من خطر حدوث نتيجة سيئة، ولكنه فى الوقت نفسه لا يضمن القضاء عليها.
وتنصح الدراسة بتناول الطعام الصحى، والنوم الجيد، وممارسة الرياضة، والتواصل اجتماعيًا والحرص العلاقات الاجتماعية، وعالج أي حالة مرضية بما يمكنك علاجه، والابتعاد عن المواد الضارة على رأسها التبغ.
وتم دعم الدراسة من قبل مركز أبحاث مرض الزهايمر في شمال غرب الولايات المتحدة، والمعهد الوطني للشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية للصحة.