بلاغ جديد يكشف شبكات دعم مشبوهة خلف مشاهير تيك توك في مصر

تحرك المحامي محمد رجب العسقلاني مجددًا، وقدّم بلاغًا رسميًا يطالب بإلحاق هذه الشكوى الجديدة ببلاغه السابق المؤرخ في 30 يوليو 2025، مؤكدًا على ضرورة التحقيق العاجل مع الجهة التي أشرفت على اختيار الأفراد المقبوض عليهم من بين صانعي المحتوى المثير للجدل عبر منصة تيك توك، وداعيًا إلى تتبع الحسابات المسيئة المضافة ضمن الشكوى الحالية ضمن الملف ذاته.
طالب البلاغ بفتح تحقيق شامل يشمل الشخص أو الجهة التي قامت بتصفية واختيار عدد من مشاهير تيك توك المتهمين بنشر محتوى مخالف للقيم العامة، مشيرًا إلى أن تلك الجهة ساهمت بشكل مباشر في الترويج لهؤلاء الأفراد داخل المجتمع، ما أسفر عن تقويض الأخلاقيات العامة وتعزيز السلوكيات السلبية بين فئات من الشباب.
أوضح مقدم البلاغ أن الشكوى تركز على ضرورة اعتبار المسؤول عن عملية التصفية شريكًا أساسيًا في ارتكاب الجرائم التي أُلقي القبض على أصحابها، لافتًا إلى أهمية إدراج بعض الحسابات الأخرى التي وردت في الملف الجديد ضمن سياق التحقيقات، مع مساءلتهم جنائيًا طبقًا لما ينص عليه القانون المصري.
وفي خلفية البلاغ السابق، أشار المحامي العسقلاني إلى متابعة دقيقة لمستجدات الواقع الرقمي في مصر، حيث ظهرت مجموعة من الأفراد الذين لم يكن لديهم نشاط ظاهر أو دخل معروف، ثم تحوّلوا خلال فترة قصيرة إلى وجوه مؤثرة على منصات مثل تيك توك وفيسبوك، مصطحبين معهم مظاهر ثراء غير مبرر، بدءًا من السيارات باهظة الثمن والمجوهرات الفاخرة، إلى السفر المتكرر خارج البلاد، رغم تواضع أو غياب مصادر دخلهم الأساسية.
من بين النماذج التي استند إليها البلاغ، برزت "أم سجدة" التي ظهرت في البداية عبر محتوى تمثيلي بسيط، قبل أن تنتقل فجأة إلى فيديوهات تستعرض نمط حياة مترف، إلى جانب "أم مكة" التي حظيت بدعم كبير رغم أن محتواها لا يخرج عن كونه عائليًا تقليديًا، وهو ما اعتبره المحامي نموذجًا للمحاباة غير المبررة.
ضمت القائمة أيضًا أسماء مثل "شاكر" الذي بدا بمحتوى سطحي لكنه يظهر بمقتنيات باهظة، و"مداهم" الذي انتشر بسرعة رغم غياب أي خلفية فنية له، فضلًا عن "سوزي الأردنية" التي قدمت محتوى جدليًا حصد شهرة واسعة في وقت قصير، و"مروة خليفة" التي حازت على انتشار واسع بادعاءات أثارت الجدل، قبل أن تتصدر الترند برفقة "سارة خليفة" التي لاحقتها قضايا كبرى، بينها اتهامات بالاتجار في المواد المخدرة.
استكمل المحامي العسقلاني حديثه بالإشارة إلى "أسماء إسماعيل"، والتي ارتبط اسمها، بحسب البلاغ، بدعم حسابات فجّرت الجدل على السوشيال ميديا، وربط البعض بينها وبين وقائع تمويل غير قانونية وغسيل أموال، كما ذكر "أبو آدم" الذي يُصنّف من أبرز الداعمين في تيك توك، ويُعتقد أنه منح مكافآت ضخمة لمستخدمين جدد بعدما بلغ مستويات عالية في مدة زمنية قصيرة.
وأكد مقدم الشكوى أن هذه النماذج تفتح الباب أمام شبهات قانونية متعلقة بجرائم متعددة، بينها غسل الأموال، والنصب الرقمي، وتقويض الأمن الاجتماعي، والتهرب من الضرائب، والإخلال بمبدأ المساواة الاقتصادية، موضحًا أن ما يجري يتطلب تدخّلًا عاجلًا للحد من التأثيرات السلبية على النسيج الاجتماعي في البلاد.
واستشهد البلاغ بتجارب سابقة، أبرزها قضايا حنين حسام، مودة الأدهم، شريف ناصر، وليندا مارتينو، حيث شكّلت جميعها مؤشرات على وجود ثروات متضخمة بشكل مفاجئ، ما يُرجّح احتمالية تورط أصحابها في أنشطة غير مشروعة، من بينها تقديم محتوى مضلل، والترويج لقيم دخيلة، وتشجيع الشباب على تحقيق الربح السريع دون جهد، في ظل سفرات متكررة إلى وجهات غير معروفة الغرض.