الطقس الحار هيعرضك للقلق والعصبية.. إزاى ترطب جسمك وتقلل التوتر؟

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أيام الصيف، ترتفع مستويات التوتر والعصبية والقلق، وبينما يتوقع معظم الناس بعض الانزعاج فى الحر، فإن ما يمر غالبًا دون أن يُلاحظ هو الأثر النفسى الذى يمكن أن تُسببه درجات الحرارة المرتفعة، من اضطراب النوم إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، فلا تؤثر الحرارة الشديدة على الجسم فحسب، بل تؤثر أيضًا على المزاج، وصفاء الذهن، والمرونة النفسية بشكل عام، وفقاً لموقع "stalker".
لماذا تؤثر الحرارة على عقلك بقدر تأثيرها على جسمك؟
من الناحية الفسيولوجية، يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تُحفّز استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، فعندما تشعر بالحر، يعمل جسمك بجهد أكبر لتنظيم درجة حرارته، ويزداد معدل ضربات قلبك، وكذلك مستوى الكورتيزول، الهرمون المسئول عن إدارة التوتر، ولأن الهرمونات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمزاج، فقد يرتبط ارتفاع درجات الحرارة بمستويات أعلى من الضيق النفسى، بما فى ذلك القلق والانفعال.
ووفقًا لبحث نُشر فى مجلة ساينس، يمكن أن تؤدي الحرارة إلى زيادة مستويات النورإبينفرين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تشارك في استجابة "القتال أو الهروب".
بمعنى آخر، يقرأ دماغك الإجهاد الحراري كتهديد محتمل - حتى في حالة عدم حدوث أي شيء مُرهق بشكل خاص، يمكن أن تجعلك هذه التغيرات البيولوجية تشعر بالتوتر أو ببساطة عدم الرضا عن نفسك.
موجات الحر والصحة النفسية
في حين أنه من الطبيعي الشعور بمزيد من التعب في حرارة الصيف، إلا أنه قد تحدث أيضًا آثار أكثر خطورة، خاصةً خلال موجات الحر.
في الواقع، تميل موجات الحر إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية، حيث تشهد غرف الطوارئ غالبًا ارتفاعًا حادًا في عدد الزيارات بسبب القلق ونوبات الهلع واضطرابات المزاج عند ارتفاع درجات الحرارة.
لماذا يتفاقم القلق في الحر؟
هل لاحظتَ يومًا أن أعراض ارتفاع درجة الحرارة، مثل تعرق راحة اليد، وتسارع نبضات القلب، والدوار، تُشبه القلق إلى حد كبير؟ ذلك لأن الأعراض الجسدية للإجهاد الحراري والذعر تتداخل بشكل كبير.
وبالنسبة للأشخاص الحساسين (وخاصةً المصابين باضطرابات القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة)، قد يكون هذا التداخل مُحفّزًا بشكل خاص.
يمكن أن يُؤدي هذا إلى ما يُطلق عليه الأطباء "حلقة التغذية الراجعة" تبدأ بالشعور باضطراب جسدي بسبب الحر، ويُفسّر دماغك هذه التغييرات على أنها علامة خطر أو ذعر.
ويزيد هذا التفاعل من إفراز الأدرينالين، مما يُضخّم الأعراض نفسها، مما يؤدي إلى المزيد من القلق.
يُخطئ دماغك في تفسير الإجهاد الحراري على أنه ذعر عاطفي، وتستمر هذه الدورة - حتى تبرد، جسديًا وعاطفيًا.
كيفية تبريد جسمك والتغلب على التوتر في الطقس الحار
هناك طرق بسيطة مدعومة علميًا لكسر هذه الحلقة والشعور بمزيد من الاتزان، حتى في أشد الأيام حرارة إليك بعض النصائح التي ينصح بها الأطباء..
- غمر الوجه بالماء البارد.. رش وجهك بالماء البارد أو وضع كمادات الثلج على جبهتك يُنشّط العصب المبهم، مما يُساعد على تهدئة جسمك.
- نظّم مواعيد مهامك.. حاول تجنّب الأنشطة الشاقة خلال ساعات ذروة الحر (عادةً من الساعة 11 صباحًا إلى 3 مساءً).
- ترطيب الجسم بشكل مُنتظم.. لا تشرب الماء فقط، بل أضف الأملاح إذا كنت تتعرق أكثر من المعتاد. الجفاف، حتى وإن كان خفيفًا، قد يُفاقم التعب وتقلبات المزاج.
- إعطاء الأولوية للوجبات المُغذية.. في الحر، قد لا نتناول وجبات صحية غنية بالعناصر الغذائية، مما قد يُفاقم الجفاف، خاصةً للفئات المُعرضة للخطر مثل كبار السن، والأطفال الصغار، والحوامل، والعاملين في الهواء الطلق.
- ارتدِ طبقات مُريحة.. استخدم المراوح، أو مناشف الوجه المُبللة، أو بخاخات التبريد، روتين بسيط لتبريد الجسم يُساعد جسمك على العودة إلى حالته الطبيعية بشكل أسرع.