مثقفون وأدباء تحت قبة الشيوخ.. صوت القوة الناعمة داخل المؤسسة التشريعية

تأسس مجلس "الشورى" عام 1980 كمجلس استشاري إلى جانب مجلس النواب، بموجب تعديلات دستورية أجراها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وكان الهدف من إنشائه توسيع قاعدة المشاركة في التشريع، من خلال ضم شخصيات عامة ذات خبرات متخصصة، خاصة من المثقفين والأدباء.
وعلى مدى ما يقرب من نصف قرن، لوحظ أن معظم المثقفين الذين دخلوا المجلس جرى تعيينهم، لا انتخابهم، في إشارة إلى أن المؤسسات كانت تعوّل على خبراتهم أكثر من قدرتهم على الحشد الانتخابي.
أُلغي المجلس في دستور 2014، ثم أعيد العمل به في دستور 2019 تحت اسم "مجلس الشيوخ"، ليؤدي دورًا استشاريًا وليس تشريعيًا مباشرًا، لكنه ظل منبرًا مهمًا لصياغة السياسات العامة، خصوصًا في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام.
لماذا يُمثَّل المثقفون في مجلس الشيوخ؟
يحظى المثقفون بتمثيل داخل مجلس الشيوخ لعدة أسباب محورية:
لضمان وجود رأي ثقافي وفكري مؤثر في رسم السياسات العامة.
للمساهمة في صياغة التشريعات المتعلقة بحرية التعبير، والتعليم، والنشر، والملكية الفكرية.
لتقريب المسافة بين التشريع والواقع الثقافي المصري.
لتكريس دور "القوة الناعمة" في عملية صنع القرار الوطني.
أبرز المثقفين في مجلس الشيوخ تاريخيًا
يوسف إدريس: عبّر عن الثقافة الثورية، وكان صوتًا نقديًا داخل المجلس.
ثروت أباظة: روائي بارز تولى رئاسة لجنة الثقافة والإعلام، ودافع عن اللغة العربية والهوية الأدبية.
جمال الغيطاني: مؤسس "أخبار الأدب"، دافع عن التراث الثقافي، وناهض الرقابة على النشر.
رجاء النقاش: طرح قضايا دعم الترجمة والثقافة العامة.
فاروق جويدة: دافع عن استقلال الإعلام والثقافة، وساند حرية التعبير.
عبد المنعم سعيد: رغم خلفيته السياسية، ساهم في مناقشة الثقافة من منظور استراتيجي.
بعد عودة المجلس: مثقفون بارزون تحت القبة
يوسف القعيد: عُيّن ضمن قائمة رئيس الجمهورية، وتبنى ملفات حماية حقوق المؤلف، ودعم مشروع تطوير دار الكتب.
فاروق جويدة: واصل الدفاع عن حرية الرأي، وتحدث عن العلاقة بين الدولة والمثقف، والتوازن بين الأمن والثقافة.
أبرز القضايا الثقافية التي نوقشت تحت القبة
قانون الملكية الفكرية: دعوات لتطويره بما يحفظ حقوق المؤلف والمترجم والناشر.
دعم الكتاب والنشر: مطالبات بإنشاء صندوق لدعم النشر الموجّه للشباب والمبدعين.
حرية التعبير: حاضرة دومًا في خطابات فاروق جويدة ويوسف القعيد وغيرهما.
مشكلات قصور الثقافة: طرحت في أكثر من جلسة بسبب تراجع أنشطتها في المحافظات.
قضايا التعليم: تمت مناقشة ضرورة تدريس الفلسفة والفنون في مراحل التعليم الأساسي