وزير أردنى سابق: حملات تشويه مصر والأردن تصب فى قناة الدعاية الصهيونية

قال وزير الإعلام الأردني الأسبق فيصل الشبول، إن مصر الشقيقة تحتاج إلى تضامن عربي قوي في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدًا على أن الحملات الظالمة التي استهدفت كلًا من الأردن ومصر مؤخرًا، ومحاولات تشويه مواقفهما، لا تصب سوى في قناة الدعاية الصهيونية المتطرفة، حتى وإن جاءت بألسنة عربية، أصالة أو وكالة.
وأضاف الشبول في مقال نشرته صحيفة الدستور الأردنية، أن الأردن ومصر، جارتا فلسطين وسندها الأول، يواجهان أحلام اليمين الإسرائيلي المتطرف ومخططاته التوسعية والتهجيرية، مشددًا على أن هذه المرحلة تتطلب وحدة الموقف العربي، وتضامنًا صادقًا مع الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الأردن يلعب دورًا كبيرًا في هذه المرحلة الدقيقة، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني والدبلوماسية الأردنية يبذلان جهودًا كبيرة على الصعيد الدولي لمواجهة محاولات التهجير، وحماية المقدسات، وإغاثة أهل غزة، ودعم صمود الضفة الغربية، وفضح جرائم العدوان الإسرائيلي، وهي جهود كان لها أثر واضح في التحرك الدولي.
وأكد الوزير الأردني الأسبق أن العرب اليوم، والفلسطينيين خصوصًا، أمام فرصة قد لا تتكرر، في ظل التحول الملحوظ في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى نبذ الخلافات والتحدث بصوت واحد وقرار واحد، وعدم الارتهان لأطراف إقليمية تضع مصالحها فوق مصلحة الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الغرب يتغير اليوم، بينما اعتاد العرب إضاعة الفرص، وخسروا كثيرًا بسبب تحالفات وأوهام وبطولات لم تسفر سوى عن مزيد من الضعف والاقتتال، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تتغير، وهي الجار الأقرب والأعرف بالمنطقة وأزماتها، سواء جاء هذا التغير عن شعورٍ بالذنب، أو نأيًا عن السياسات الأمريكية، أو رفضًا للعنصرية الإسرائيلية.
وقال الشبول إن مراكز الدراسات والرأي العام في الولايات المتحدة ترصد تغيرًا تدريجيًا في نظرة الشباب الأمريكي للسياسة الخارجية، وبخاصة تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن حركة MAGA الموالية للرئيس دونالد ترامب، بدأت تطرح أسئلة ملحة بشأن سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وتابع: "رغم أن الديمقراطيين أكثر واقعية في خطابهم، إلا أن حركة MAGA والتي تعنى لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا، تضم مؤيدين حتى من خارج الحزب الجمهوري، وتطالب بأن ينعكس هذا الشعار على الأمريكيين أنفسهم، لا أن يتحول إلى وسيلة لجعل إسرائيل عظيمة على حسابهم.
وأشار إلى أن السؤال الأكبر اليوم على المستوى الدولي ليس حول "عظمة أمريكا"، بل حول "عدالتها"، محذرًا من أن التغيير الأمريكي قد يستغرق وقتًا أطول مما نأمل، وأقل مما تتطلبه الكوارث اليومية في غزة وسوريا ولبنان والضفة الغربية، والتي تتم بدعم أمريكي لا محدود.
وقال الشبول إن التغيير في أوروبا أكثر وضوحًا، موضحًا أن إسبانيا كسرت حاجز الصمت، وفرنسا تقود جهودًا أوروبية مهمة، وألمانيا والبرتغال ومالطا بدأت مواقفها تتصاعد، فيما تتروى إيطاليا.
ولفت إلى أن وزير الخارجية البريطاني تحدث الأسبوع الماضي في نيويورك عن وعد بلفور، مؤكدًا أنه أعطى اليهود وطنًا في فلسطين وليس في كل فلسطين، معلنًا رغبة بلاده في الاعتراف بدولة فلسطينية والانضمام للموقف الأوروبي، إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة خلال أسابيع.
وأضاف أن سياسات الرئيس الأمريكي دفعت كندا إلى إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، كما تطورت مواقف دول مثل أستراليا وكوريا الجنوبية، رغم تأني بعض الدول الأوروبية.
وحذر من أن الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الصغيرة التي تخشى العقاب ستبقى في عزلة دولية، مقابل طوفان عالمي يعترف بفلسطين، مشيرًا إلى أن الرأي العام العالمي لم يعد يصدق الرواية الإسرائيلية، والشعب الأمريكي بدأ يدرك الظلم الذي وقع على فلسطين.
وختم الوزير الأردني الأسبق بالقول: "صحيح أن الدولة الفلسطينية لن تقوم اليوم، لكنها أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، فالعالم سيتغير، والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل لن يستمر، لأنه سيكون وحيدًا، ولن تستطيع أي إدارة أمريكية تبريره أمام شعبها أو أمام العالم".