الناتو يوسع عمليات الاستطلاع من فنلندا إلى شمال الأطلسي

نفذت قوة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة لحلف شمال الأطلسي (NISRF) أول مهمة لها بطائرة "فينيكس" RQ-4D انطلقت من فنلندا، متجهة إلى ممر "جرينلاند–آيسلندا–المملكة المتحدة"، وهو أحد الممرات الاستراتيجية الحيوية في شمال الأطلسي.
وذكر بيان للقيادة الجوية لحلف "الناتو" أن هذه الخطوة تعبر عن التوسع المتسارع لقدرات حلف شمال الاطلسي
في مجال الاستخبارات والمراقبة.
ويعد هذا الممر منذ عقود منطقة إنذار مبكر في المحيط الأطلسي وممراً رئيسياً لحركة القوات، ويكتسب أهمية إضافية في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة. ومن خلال تنفيذ المهمة مباشرة من شمال أوروبا، يعزز الحلف قدرته على مراقبة هذه المنطقة الحيوية بشكل دائم وفعال.
وقال العميد جون بي. كريل، قائد قوة NISRF: "إن هذه المهمة الأولى من فنلندا تعكس مدى التقدم الذي أحرزناه في تطوير وتطبيق قدرات الناتو في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع"، مضيفًا أن العملية ثمرة تعاون وثيق وتعلم عملياتي مستمر.
وتأتي هذه المهمة في أعقاب نشر ناجح للطائرة "فينيكس" في فنلندا مؤخرًا، بينما تتمركز القاعدة الرئيسية للطائرة في سيجونيلا، بجزيرة صقلية الإيطالية، حيث توفر تمركزاً استراتيجياً يتيح لها مراقبة مناطق تمتد من البلقان إلى شمال إفريقيا والبحر الأسود. ويعزز التمركز المؤقت في مواقع متقدمة مثل بيركّالا من قدرة الحلف على الوصول إلى مناطق جديدة ورفع كفاءة جمع المعلومات لفترات أطول.
ورغم أن الطائرة "فينيكس" تتمتع بقدرات استثنائية في التحليق الطويل وتغطية مساحات واسعة، إلا أنها تمثل جزءاً واحداً فقط من منظومة متكاملة. فالعنصر الحاسم يكمن في خبرات المحللين الذين يقومون بتحليل البيانات التي تجمعها الطائرة وتحويلها إلى معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ، ما يتيح اتخاذ قرارات دقيقة وفاعلة على المستويين العملياتي والاستراتيجي.
وتبرز هذه المهمة مدى النضج المتزايد في قدرات الناتو الجماعية في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، حيث أصبح الحلف يمتلك نظاماً مرناً وفعّالاً يسهم مباشرة في رفع الوعي الميداني ودعم عملية اتخاذ القرار، لا سيما في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية المتنامية شمال الأطلسي، بحسب بيان الحلف.