الدكتور محمود مسلم : مصر تطرح خطة ”الإنقاذ العادل”.. وحماس لن تتخلى عن السلاح لكنها قد تترك غزة

وضع الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، النقاط فوق الحروف، فى قراءة دقيقة للمشهد السياسي والعسكري في قطاع غزة، بشأن المبادرة المصرية المقترحة لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنها "شاملة، معتدلة، وقابلة للتطبيق"، وتحمل في طياتها خلاصًا واقعيًا لكل الأطراف.
الخطة المصرية.. تفاهمات ما قبل الإعلان
وأكد مسلم، خلال حواره مع قناة "العربية الحدث"، أن "الخطة المصرية لم تُعلن إلا بعد جسّ نبض كل الأطراف، وحماس وافقت مبدئيًا، وهو ما يعكس الثقل المصري وحنكتها في إدارة الملفات الشائكة".
ولفت إلى أن التطورات الميدانية، سواء على صعيد الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، أو تصاعد المأساة الإنسانية داخل قطاع غزة، دفعت الجميع لإعادة التفكير، خاصة الإدارة الأمريكية التي تسعى لـ"هدنة حتمية" تحت ضغط داخلي وخارجي متزايد.
ترامب يبحث عن نوبل وسط المأساة
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى الآن لتقديم نفسه كـ"رجل السلام"، طمعًا في جائزة نوبل، لكن ضغوط الداخل الأمريكي، وغضب أهالي الرهائن، والتململ الأوروبي، كلها عوامل تسير نحو فرض اتفاق للتهدئة وتبادل المحتجزين، وهو ما يُعطي زخماً إضافياً للمقترح المصري.
نزع سلاح حماس.. طرح غير واقعي
وفي موقف حاسم، قال" مسلم " لست مع وجود حماس في المشهد السياسي، ولا مع امتلاكها السلاح، لكن تسليم السلاح بالكامل طرح غير منطقي ومجرد وهم.. لا أحد يتخلى عن سلاحه دون ضمانات، وحماس لن تُعلن انتحارها السياسي"، مشيرًا إلى أن "الحل الواقعي الآن هو أن تترك حماس إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهو أقرب سيناريو للتنفيذ".
الدفع نحو طريق مسدود يخدم استمرار النزاع
وأكد رئيس لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ أن من يطرح فكرة نزع سلاح حماس إنما يسعى لإفشال أي حلول وفرض طريق مسدود على المشهد الفلسطيني، وهو ما يدفع ثمنه الأبرياء في غزة، مضيفًا: "البدائل الأمنية كالدفاع المدني والشرطة لا تردع إسرائيل، والمطلوب هو اتفاق واقعي لا مثالي".
حماس لم تعد كما كانت.. ومصادر تسليحها تغيرت
وأضاف" مسلم " صحيح أنني لست مع امتلاك حماس للسلاح من الأساس، لكننا أمام مشهد معقد، فحماس لم تعد تعتمد على الأسلحة التي دخلت قطاع غزة في 2007، بل خلال الـ18 عامًا الماضية بدأت تعتمد على سلاح ومصادر تسليح أخرى مثل إيران، لذا فالحل لن يكون في ترك السلاح، بل في ترك إدارة قطاع غزة.. هو الأقرب للمنطق وللتطبيق".
بُعد استراتيجي ورؤية بلا مزايدة
واختتم " مسلم " حديثه برسالة واضحة: "نحتاج إلى حلول عقلانية لا شعبوية، وإلى مبادرات تُنهي المأساة ولا تعيد إنتاجها"، موضحًا أن حماس تغيرت كثيرًا منذ 2007، ولم تعد تعتمد فقط على سلاحها القديم، بل أصبحت جزءًا من معادلات إقليمية تسليحية، ما يعني أن الحل لن يأتي بالقوة أو العزل، بل بإعادة صياغة دورها السياسي والإداري في غزة.