محمود الشاذلى يكتب : تعالوا نتصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه .

الكيد للناس على خلفية الخلاف خطيئة مجتمعية تستوجب ردع مرتكبيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان من الطبيعى أن يتمخض عن الصراعات المجتمعيه تنامى ظاهرة إنعدام الإحترام بين الناس فى التعامل والتعايش وحتى السلوك ، الذى بتناميه ألقى ظلالا من الشك حول وجود مجتمعى صادق للكيانات الأسريه المحترمه ، بل ويدمر كل معنى نبيل ينشده الناس منطلقا لهم بالحياه ، إلى الدرجه التى جعلت الناس يدركون أن التجاوز والتدنى بات منطلقا لتشويه أى جهد طيب يبذل ، أو هدف نبيل كان منطلقا للخلاف ، من أجل ذلك كان التصدى لضلالات النفس ، وخداع المحبه الزائفه الذى بات سمه أساسيه فى حياة الناس من الواجبات المحتمه ، والعمل على تصويب مسلك الشاردين ، وتوضيح الحقائق ، لعلنا نستطيع تهيئة المناخ وضبط مجريات الأحداث ، وتنبيه الغفلى لكارثة تشويه الناس ، وتصدير المهازل والمساخر فى مجريات حياتهم ، وضرورة الإنتباه أيضا لمصيبة النتائج التى تترتب عن تعميق نهج المراوغه ، وخداع الذين لم يدركوا مأساة مايتم إرتكابه من أفعال ، فيندفعون فى طريق لايدركون أنه ملىء بالأشواك ، كما يفتقدون الحق الذى هو إسم من أسماء الله تعالى رب العالمين سبحانه ، ولاأعتقد أنه يختلف معى أحدا كائنا من كان على ذلك اللهم إلا من تعمق لديهم هذا النهج .
أصبحت أخشى أن يفتقد الناس لأقل مراتب الإنسانيه تأثرا بإدراك أنه لم يعد يتأثر البعض من هؤلاء إلى أبعاد مايحدث من ترديات ، ومايخطط من أفعال ، تأثرا بمايتعايشون معه من حوادث تزلزل الكيان ، وتدمى القلوب ، وتعمل على تشويه أى عطاء تشويها بشعا يتنافى مع الحد الأدنى من الأخلاق الكريمه التى يجب أن يتحلى بها الإنسان قبل أخاه الإنسان ، فالنبحث فى المضمون ، ونهتم بالتفاصيل ، وننتبه لتلك الأفعال التى تعمق الخلافات ، وتدمر الكيانات العائله فى النفوس حتى وإن كان لها واقع مجتمعى عبر وريقات تم وضعها فى الجهة الإداريه يمكن أن تكون واقعا هى والعدم سواء .
بحق الله كباحث وراصد ومحلل لأننى لست جزءا منها ، الأمر فى حاجه لعقلاء وأصحاب نفوس طيبه ، بداخلهم خير يتصدوا لأصحاب هذا النهج بإيجابيه ، وينقذوا المضللين فى أى شأن ، لأن مايحدث إنطلاقا من هذا النهج لايضر فقط بالناس ، بل يصدر صورة فى منتهى البشاعه لسلوك البشر ونمط تفكيرهم ، وهذا لاشك أمر جلل وخطير أتصور أنه لايقبل به أى مواطن مخلص لبلده محب لأهله .. بحق الله أطرح ذلك إنطلاقا من واقع الحياه وحسبة لله تعالى ، وإحتراما لكل الكرام الباحثين عن الحقيقه الذين ينشدون الصدق ، ويعمقون اليقين بالحق ، مؤكدا على أن كشف العوار وعلاج الخلل من أفضل الأعمال ، وكذلك بذل الجهد لخدمة الأهل والأحباب ، وتصحيح المفاهيم من أعظم مايتمتع به الإنسان فى حياه بات الصدق فيها مستهجن ، والكذب من المسلمات ، والحب يتعجب له الناس ، والكراهيه يتعايش معها كل البشر .
خلاصة القول .. إن إفتقاد الصدق هو إفتقاد للقيمه ، وماطرحته ماهو إلا تحليل لواقع مرير وأليم شمل كيانات مجتمعيه ، ومحاوله لتنبيه الغفلى حتى من الذين يبتهجون بالتجاوز فى حق مخالفيهم خاصة على المستوى المجتمعى ، ويبقى علينا ألا نتوقف كثيرا أمام تلك الترديات ، ونجتهد ببث الأمل فى النفوس ، وتطييب خاطر الناس ، ودفعهم للعطاء بإيجابيه ، والعمل على تعميق الحب اليقينى والحقيقى والخالى من الزيف ، والسعى لتصحيح المفاهيم المغلوطه ، وترميم النفوس التى طالها الإحباط ، وسيطر عليها التردى ، وهذا لن يتأتى إلا بتوضيح الحقائق ، وتعميق الفضائل التى يجب أن نتمسك بها بعد أن أصبحنا فى زمن الهزل . يبقى الحمد لله تعالى رب العالمين أن أنعم على بنى البشر بالإبتعاد عن الذين يتعمق لديهم نهج سوء الخلق والكيد لعباد الله ، إستغلالا لمنصب ، هو لامحاله زائل ، وعدم إدراك أن الخلاف الذى هو من سنة الحياه ، لايعنى التدمير ، والتآمر ،والتشويه ، والتخلى عن الأخلاق الحميده وفضيلة الإحترام ، ولله الأمر من قبل ومن بعد . على أية حال بهدوء ، وتأمل ، يكون تحليل واقعنا الأليم ، لعلنا ندرك الحقيقه .
الكاتب الصحفى محمود الشاذلى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهوريه عضو مجلس النواب السابق .