هل تبدأ إسرائيل ضرب إيران دون التنسيق مع أمريكا؟.. سيناريو جديد

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" حسبما ذكر موقع القاهرة الإخبارية، بتزايد المخاوف لدى مسئولي الاستخبارات الأمريكية من أن إسرائيل قد تختار توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية دون الحصول على موافقة واشنطن، وهو ما يفسر اتخاذ الإدارة الأمريكية إجراءات استثنائية، منها إجلاء دبلوماسيين من العراق، ومغادرة عائلات العسكريين من جميع أنحاء المنطقة.
ضربة دون تنسيق
وكشفت مصادر استخباراتية أمريكية للصحيفة الأمريكية، عن تنامي المخاوف من أن تُقدِم إسرائيل على توجيه ضربة للمرافق النووية الإيرانية، دون التنسيق مع الولايات المتحدة.
وحذَّرت هذه المصادر من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي حتمًا إلى تقويض المفاوضات النووية الحساسة التي تجريها إدارة ترامب مع طهران، كما ستستثير ردًا إيرانيًا عنيفًا ضد الأصول الأمريكية في المنطقة.
وأكدت طهران موقفها الثابت بأن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر داعم عسكري وسياسي لإسرائيل، ستواجه عواقب وخيمة في حال قيام تل أبيب بتوجيه ضربة لإيران، وهو ما يفسر حالة التأهب القصوى التي تعيشها القوات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة.
إجراءات أمنية شاملة
اتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات أمنية استثنائية وشاملة تعكس خطورة الوضع، إذ أمرت وزارة الخارجية جميع السفارات الأمريكية الواقعة في نطاق الأصول الإيرانية، بما في ذلك البعثات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال إفريقيا، بعقد لجان طوارئ وإرسال تقارير عاجلة إلى واشنطن حول التدابير اللازمة للحد من المخاطر المحتملة.
وأدت هذه الإجراءات إلى صدور قرار وزير الخارجية ماركو روبيو، أمس الأربعاء، بالإذن بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من العراق.
وقال مسئول في وزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن هُويته لحساسية الموضوع الأمني: "نحن نقيم باستمرار الوضع المناسب للموظفين في جميع سفاراتنا، وبناءً على أحدث تحليلاتنا، قررنا تقليص بعثتنا في العراق".
من جهته، أذن وزير الدفاع بيت هيجسيث بـ"المغادرة الطوعية" لأفراد عائلات العسكريين من المنشآت العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأكد مسئول دفاعي أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية والحلفاء؛ للحفاظ على حالة استعداد مستمرة لدعم مهام متعددة في أي وقت.
وعبَّر دبلوماسي كبير في المنطقة، من خلال تصريحات لـ"واشنطن بوست"، عن خطورة الوضع الراهن، قائلًا: "نحن نراقب ونشعر بالقلق.. نعتقد أن الأمر أكثر خطورة من أي وقت مضى في الماضي".
تراجع آمال ترامب
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تراجع كبير في آماله بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران يقيد برنامجها النووي، ويمنع اندلاع مواجهة عسكرية كارثية جديدة في الشرق الأوسط.
وقال "ترامب"، في تصريحات للصحفيين: "أنا أقل ثقة الآن مما كنت عليه قبل شهرين.. حدث لهم شيء ما، لكنني أقل ثقة بكثير في إمكانية التوصل لاتفاق".
وأضاف ترامب، الذي وصف المفاوضات التي بدأت في أبريل الماضي بأنها تسير في اتجاه إيجابي، أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل أي خطط عسكرية في هذا الشأن، قائلًا: "يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن هذا أمر مؤسف".
وهدد ترامب مرارًا بالعمل العسكري إذا لم يتم التوصل لاتفاق، مؤكدًا أن إيران لن يُسمح لها أبدًا بامتلاك سلاح نووي.
الموقف الإيراني
ردت إيران على التصعيد الأمريكي والتهديدات الإسرائيلية بدعوة الولايات المتحدة إلى إعطاء الأولوية للحل التفاوضي.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "الدبلوماسية وليس العسكرة هي الطريق الوحيد للمضي قدمًا، إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية تؤجج عدم الاستقرار فقط".
وانتقدت البعثة الإيرانية ما وصفته بـ"إرث القيادة المركزية الأمريكية في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي من خلال تسليح المعتدين وتمكين الجرائم الإسرائيلية"، مؤكدة أن ذلك "يجردها من أي مصداقية للحديث عن السلام".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة "إكس": "مطلب ترامب بعدم تطوير إيران لسلاح نووي يتماشى فعليًا مع عقيدتنا ويمكن أن يصبح الأساس الرئيسي لاتفاق".
وأضاف: "من الواضح أن اتفاقًا يضمن الطبيعة السلمية المستمرة للبرنامج النووي الإيراني بات في متناول اليد ويمكن تحقيقه بسرعة".
تعثر المفاوضات
كان من المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة جولة سادسة من المحادثات المباشرة في عُمان الأحد المقبل، بين المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى جانب مناقشات بين فرقهما التقنية، إلا أن مصادر مطلعة على التخطيط أشارت لـ"واشنطن بوست" إلى إمكانية عدم انعقاد هذه المحادثات.
وبينما أشار ويتكوف في وقت مبكر من المفاوضات إلى إمكانية التوصل لحل وسط يسمح لإيران بمواصلة إنتاج كمية صغيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب للأغراض المدنية، رفضت الإدارة الأمريكية هذه الإمكانية لاحقًا، مطالبة بإغلاق برنامج التخصيب النووي الإيراني بالكامل.