بوابة الدولة
الخميس 25 ديسمبر 2025 05:15 صـ 5 رجب 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب عندما يتحدث السفهاء يصمت العقل

الكاتب الصحفى صالح شلبى
الكاتب الصحفى صالح شلبى

تخيّل معي عزيزي القارئ، أنك تسير في طريقك إلى العمل، وتفاجأ بصوت مزعج لا تعرف مصدره، تلتفت يمينًا ويسارًا باحثًا عن هذا الضجيج الذي يطارد هدوءك، فتجده مجرد "هلافيت" أو "جرابيع" لا هم لهم سوى التشويش، نعم، إنهم موجودون في كل زاوية، مثل ظلال بائسة في حياتنا اليومية، قد تراهم في مكاتب العمل، على أعتاب البيوت، أو حتى على السوشيال ميديا ينثرون حِكمهم السفيهة، ويصرّون على أن الحياة لا تستقيم إلا برأيهم المأفون اى " التخلف العقلى " هم أبطال المسرحية الهزلية التي نعيشها يوميًا، مسرحيّة تتكرر فصولها بملل مستمر ولا تخلو من شخصيات لا تستحق حتى الهامش، لكنهم يصرون على التواجد في المتن.

هؤلاء "الهلافيت" يا سادة، هم زهور الظل في حديقة الفشل، لا ترى فيهم إلا الفراغ والحيرة، لكنهم يزعمون أنهم مركز الكون، كيف لهم هذه الجرأة؟ كيف يتجرأون على الحديث فيما لا يفهمونه؟ مثلما قال نجيب محفوظ عنهم: "الحرافيش"، أشخاص بلا قيمة، يمتلئون بالفراغ لكنهم يظنون أنهم يحملون الحكمة ذاتها.

أما السفهاء، فهم فصيلة نادرة من البشر. نوعية تعتقد أن الصراخ والعويل والسب والشتم هي الوسيلة المثلى لإثبات الرأي. هؤلاء لا يكفي وصفهم بأنهم ناقصي العقل، بل هم أيضا "ناقصي الحيلة"، و"ناقصي الحكمة"، و"ناقصي كل شيء"، تجلس معهم في اجتماع، تظن أنك ستسمع أفكارًا براقة، ولكن، بدلًا من ذلك، يغرقونك في بحر من الترهات، يرفعون أصواتهم حتى تظن أن عقولهم تساوي حجم الضجيج الذي يصدرونه، ولكن الحقيقة المرّة هي أنهم فراغٌ كبير.

فيحياتنا، وفي مكاتبنا، وفي كل مكان تتواجد فيه، لابد أن تقابل هذا النوع من البشر، كالجرابيع، يزحفون على هامش الحياة، يحاولون الاقتراب منك ليجرّوك إلى مستنقعهم، وبالطبع، لا يشعرون بنقصهم ولا بتفاهتهم،على العكس، يرون أنفسهم قادة الفكر والفلسفة، هل تظن أن المشكلة فيهم؟ لا، المشكلة فيك لأنك لم تقم برشة "بيروسول" في الوقت المناسب، رشة صغيرة كفيلة بأن تُبعد هذا النوع من الطفيليات عن حياتك.

الهلافوت، كما نعرف، يعيش على الهامش، يأكل من فضلات الآخرين، يردد كلامًا لا يفهمه، ويسعى بكل قوته لجعلك تظن أنكم على قدم المساواة. يتمنون أن تهبط إلى مستواهم، ليشعروا ولو للحظة بأن الحياة عادلة وأن الجميع يتساوى، لكن دعنا نكون صرحاء، هل الحياة عادلة معهم؟ بالطبع لا! لأنهم يعيشون في أوهام، ويعتقدون أن مَن حولهم لا يرون حقيقتهم الواضحة كوضوح الشمس.

دعنا نتحدث عن الجرابيع قليلاً، هذه المخلوقات التي تتمتع بخاصية فريدة: القدرة على التكيف في أسوأ الظروف، تجدهم في كل مكان، يختبئون في الزوايا المظلمة، ولا يخرجون إلا حينما يرون فرصة لاقتناص مكاسب صغيرة. هؤلاء الجرابيع يظنون أن العالم لا يتحرك إلا بموافقتهم، وأنهم محور الكون، ولكن الحقيقة أن الحياة مستمرة بدونهم، بل وربما تكون أكثر جمالًا وسلاسة بدون إزعاجهم.

وهناك الفئة الأعجب، السفهاء. هؤلاء السفهاء لا يعرفون حدودًا للسخف. هم الذين يتخبطون في الحياة كالأعمى في السوق، لا يرون شيئًا ولا يفهمون شيئًا، ولكنهم يصرون على الحديث، على التوجيه، وعلى أن يكونوا هم الخبراء في كل شيء، السفهاء هم من تجدهم يتحدثون بثقة عمياء في مجالات لم يقرأوا عنها سطراً واحداً، ولكن بمجرد سماعهم لمعلومة من هنا أو هناك، يظنون أنهم علماء فطاحل، والأدهى من ذلك، أنهم يعتقدون أنهم يعطونك درسًا عظيمًا، بينما أنت فقط تحاول أن تتحمل وجودهم دون أن تفقد صبرك.

عزيزي القارئ، ربما تسأل نفسك: "ما الحل مع هؤلاء؟" والحل بسيط للغاية: التجاهل. على رأي المثل الشعبي: "الباب اللي ييجي منه الريح، سده واستريح". لا تدخل في جدال مع الهلافيت، ولا تحاول إقناع الجرابيع، ولا تضيّع وقتك مع السفهاء، هؤلاء الأشخاص مثل الذباب: يزعجونك، يحومون حولك، لكنهم لا يستحقون مجهودًا كبيرًا للتخلص منهم. رشة واحدة من الحكمة كفيلة بأن تضعهم في مكانهم الطبيعي: بعيدًا عنك.

في النهاية، دعنا نتفق على شيء واحد: الحياة مليئة بالهلافيت، الجرابيع، والسفهاء. ولكن نحن لا نعيش لننافسهم أو لنثبت لهم أننا أفضل، نحن نعيش لنتركهم في أماكنهم الطبيعية، على الهامش، بينما نسير نحو أهدافنا دون أن نلتفت لكل هذا الضجيج، هم أبطال في مسرحياتهم الخاصة، ونحن جمهور لا يشتري تذكرة لمشاهدة عرضهم السخيف.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى24 ديسمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5394 47.6387
يورو 56.0300 56.1565
جنيه إسترلينى 64.1782 64.3504
فرنك سويسرى 60.3369 60.4936
100 ين يابانى 30.4759 30.5416
ريال سعودى 12.6745 12.7016
دينار كويتى 154.6652 155.0538
درهم اماراتى 12.9426 12.9732
اليوان الصينى 6.7763 6.7918

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6825 جنيه 6800 جنيه $144.02
سعر ذهب 22 6255 جنيه 6235 جنيه $132.02
سعر ذهب 21 5970 جنيه 5950 جنيه $126.02
سعر ذهب 18 5115 جنيه 5100 جنيه $108.02
سعر ذهب 14 3980 جنيه 3965 جنيه $84.01
سعر ذهب 12 3410 جنيه 3400 جنيه $72.01
سعر الأونصة 212215 جنيه 211505 جنيه $4479.61
الجنيه الذهب 47760 جنيه 47600 جنيه $1008.16
الأونصة بالدولار 4479.61 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى