بوابة الدولة
الثلاثاء 28 مايو 2024 01:17 مـ 20 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

كواليس المفاوضات السرية لصفقة الرهائن بين إسرائيل و«حماس»

جوديث وناتالي رعنان الرهينتان الأميركيتان المُفرَج عنهما من قطاع غزة (وسائل إعلام إسرائيلية)
جوديث وناتالي رعنان الرهينتان الأميركيتان المُفرَج عنهما من قطاع غزة (وسائل إعلام إسرائيلية)

بعد فترة وجيزة من احتجاز مقاتلي حركة «حماس» رهائن خلال هجوم مباغت على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر ، تواصلت حكومة قطر مع البيت الأبيض وأبلغتهم بطلب تشكيل فريق مصغر من المستشارين للمشاركة في جهود تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

وأسفر هذا العمل، الذي بدأ في الأيام التي أعقبت احتجاز الرهائن، عن نتائج أخيراً مع الإعلان عن صفقة تبادل بوساطة قطر ومصر، ووافقت عليها إسرائيل و«حماس» والولايات المتحدة.

وتضمنت الجهود السرية مشاركة دبلوماسية مكثفة من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أجرى عدداً من المحادثات العاجلة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسابيع التي سبقت الصفقة.

كما تضمنت ساعات من المفاوضات المضنية التي شارك فيها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكجورك، وآخرون.

«الخلية»

قدم اثنان من المسؤولين المشاركين في المفاوضات تفاصيل مستفيضة عن الجهد الذي أفضى إلى اتفاق سيتم بموجبه إطلاق سراح 50 رهينة مقابل 150 معتقلاً فلسطينياً خلال فترة توقف مؤقت للقتال مدتها أربعة أيام لوكالة «رويترز» للأنباء.

وأوضح المسؤولان، أنه بُعد السابع من أكتوبر، اتصلت قطر، التي تضطلع منذ فترة طويلة بجهود وساطة في المنطقة المضطربة، بالبيت الأبيض وبجعبتها معلومات حساسة تتعلق بالرهائن وإمكانية إطلاق سراحهم. وطلب القطريون تشكيل فريق مصغر أطلقوا عليه اسم «الخلية» للعمل على هذه القضية بصورة سرية مع الإسرائيليين.

وأعطى سوليفان توجيهات لماكجورك ومسؤول آخر في مجلس الأمن القومي هو جوش جيلتزر لتشكيل الفريق. وذكر المسؤولان، أن ذلك تم دون إبلاغ الوكالات الأميركية الأخرى ذات الصلة؛ لأن قطر وإسرائيل طالبتا بالسرية التامة، وأن يقتصر الاطلاع على الأمر على عدد قليل من الأشخاص.

وظل ماكجورك، وهو دبلوماسي محنك يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط، يجري اتصالات صباح كل يوم مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وكان يبلغ سوليفان بالتفاصيل ويتم إطلاع بايدن يومياً على التطورات.

وعقد بايدن اجتماعاً مطولاً مفعماً بالمشاعر في 13 أكتوبر مع عائلات أميركيين إما محتجزين أو مجهولي المصير. وبعد أيام، سافر بايدن إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع نتنياهو في 18 أكتوبر. وقال المسؤول: إن تأمين إطلاق سراح الرهائن كان محوراً أساسياً في مناقشاته مع نتنياهو وحكومة الطوارئ الإسرائيلية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية.

وبعد خمسة أيام، في 23 أكتوبر، ساعدت جهود فريق البيت الأبيض في إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين ناتالي ويهوديت رعنان. ومن على مقربة من مكتب سوليفان بالجناح الغربي، تابع ماكجورك وسوليفان وفاينر لحظة بلحظة الرحلة الصعبة التي قطعتها الرهينتان واستمرت ساعات عدة للخروج من غزة.

وقال المسؤولان: إن عودة الأميركيتين أكدت إمكانية تحرير الرهائن وأعطت الثقة لبايدن في أن قطر يمكنها إنجاز ذلك من خلال الفريق المصغر الذي تم تشكيله.

جوديث وناتالي رعنان الرهينتان الأميركيتان المُفرَج عنهما من قطاع غزة (وسائل إعلام إسرائيلية)

ومن هنا بدأت عملية مكثفة هدفها إخراج المزيد من الرهائن. وبدأ بيرنز يتحدث بشكل متكرر مع مدير الموساد دافيد برنياع.

وقال المسؤولان: إن بايدن رأى فرصة للإفراج عن عدد كبير من الرهائن، وإن التوصل إلى اتفاق بشأن المعتقلين هو السبيل الواقعي الوحيد لضمان وقف القتال.

مساعٍ لتأخير الغزو البري

وفي 24 أكتوبر، وبينما كانت إسرائيل تستعد لشنّ هجوم بري على غزة، تلقى الجانب الأميركي أنباء عن موافقة حماس على بنود اتفاق لإطلاق سراح النساء والأطفال؛ وهو ما يعني هدنة وتأخير الغزو البري.

وناقش مسؤولون أميركيون مع إسرائيليين ما إذا كان ينبغي تأجيل الهجوم البري أم لا، وقال الإسرائيليون: إن البنود ليست محددة بما يكفي لتأخير الهجوم البري؛ إذ لا يوجد دليل على أن الرهائن على قيد الحياة. وقالت «حماس» إنها لا تستطيع تحديد من هم المحتجزون حتى بدء هدنة في القتال.

وعدّ الأميركيون والإسرائيليون موقف «حماس» مخادعاً. وقال المسؤول لوكالة «رويترز» للأنباء: إن خطة الغزو الإسرائيلية خضعت للتعديل لدعم الهدنة إذا تم التوصل إلى اتفاق، وفق قوله.

«ضمانات» قبل الصفقة

ودخل بايدن على مدى الأسابيع الثلاثة التالية في محادثات تفصيلية تناولت المقترحات حول احتمال تبادل الجانبين إطلاق سراح محتجزين، وطُلب من «حماس» قوائم بالرهائن الذين تحتجزهم ومعلومات عن هوياتهم وضمانات لإطلاق سراحهم.

وقال مسؤولون: إن العملية كانت طويلة ومرهقة وكان الاتصال صعباً، وكان لا بد من نقل الرسائل من الدوحة أو القاهرة إلى غزة والعكس،وذكر المسؤولون لوكالة «رويترز» للأنباء، أن بايدن أجرى مكالمة هاتفية لم يُكشف عنها من قبل مع رئيس الوزراء القطري عندما بدأت الأمور تتبلور.

وبموجب الاتفاق الذي كان في طور التشكل، تقرر إطلاق سراح النساء والأطفال الرهائن في مرحلة أولى، إلى جانب الإفراج عن سجناء فلسطينيين في المقابل.

وأصر الإسرائيليون على أن تطلق «حماس» سراح جميع النساء والأطفال في هذه المرحلة. ووافق الجانب الأميركي، وطالب من خلال قطر بما يثبت أن النساء والأطفال الذين تحتجزهم «حماس» على قيد الحياة أو معلومات عن هوياتهم.

وقالت «حماس» إنها يمكن أن تطلق سراح 50 في المرحلة الأولى، لكنها رفضت تقديم قائمة بالمعايير، وفي التاسع من نوفمبر ، التقى بيرنز في الدوحة أمير قطر وبرنياع لبحث نصوص الاتفاق الوليد.

وكانت العقبة الرئيسية في تلك المرحلة هي أن «حماس» لم تحدد بوضوح من تحتجزهم.

لوحة إعلانية تحمل صور الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفهم مسلحون فلسطينيون في هجوم 7 أكتوبر وتدعو إلى إطلاق سراحهم في القدس (أ.ف.ب)

وبعد ثلاثة أيام، اتصل بايدن بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وطلب معرفة الأسماء أو معلومات واضحة عن هوية الرهائن الخمسين، منها عمر ونوع وجنسية كل منهم. وقال المسؤول: إنه من دون هذه المعلومات، لم يكن هناك أساس للمضي قدماً.

وبعد وقت قصير من مكالمة بايدن، قدمت «حماس» تفاصيل عن الرهائن الخمسين الذين قالت: إنه سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من أي اتفاق.

وحث بايدن نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم 14 نوفمبر على القبول بالاتفاق، ووافق نتنياهو.

والتقى ماكجورك نتنياهو في اليوم نفسه في إسرائيل. وقال أحد المسؤولين: إن نتنياهو، بعد خروجه من الاجتماع، أمسك بذراع ماكجورك وقال: «نحن في حاجة إلى هذا الاتفاق» وحثّ بايدن على التواصل مع أمير قطر فيما يتعلق بالشروط النهائية.

«الفرصة الأخيرة»

وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء، أن المحادثات تعثرت مع انقطاع الاتصالات في غزة في هذه المرحلة. وعندما استؤنفت، كان بايدن في سان فرنسيسكو لحضور قمة لدول منطقة آسيا والمحيط الهادي، وقال المسؤولون: إنه اتصل بأمير قطر وقال له: إن هذه هي الفرصة الأخيرة، وتعهد الأمير بممارسة الضغط لإبرام الاتفاق.

وقال أحد المسؤولين: «أصر الرئيس (بايدن) على ضرورة إتمام الاتفاق الآن، فقد انقضى الوقت».

عدد من أقارب المحتجزين لدى حركة «حماس» خلال مؤتمر صحافي في روما (رويترز)

وفي 18 نوفمبر، التقى ماكجورك في الدوحة رئيس الوزراء القطري. وجرى الاتصال ببيرنز بعد أن تحدث مع الموساد، وتناول الاجتماع آخر ما تبقى من ثغرات من أجل التوصل إلى اتفاق.

وكان الاتفاق حتى هذه اللحظة على إطلاق سراح النساء والأطفال في المرحلة الأولى، لكن مع توقعات بإطلاق سراح آخرين في المستقبل وإعادة جميع الرهائن إلى عائلاتهم.

والتقى ماكجورك بالقاهرة في صباح اليوم التالي رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل. ونقلت تقارير عن قادة «حماس» في غزة أنهم قبلوا تقريباً جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اليوم السابق بالدوحة.

وقال المسؤولون: إنه لم تتبق سوى قضية واحدة مرتبطة بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى والشكل النهائي للاتفاق.

وأعقبت ذلك موجة من الاتصالات الأخرى، وتم التوصل إلى الاتفاق في النهاية.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى27 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.1237 47.2237
يورو 51.1764 51.3038
جنيه إسترلينى 60.0922 60.2527
فرنك سويسرى 51.5520 51.6897
100 ين يابانى 30.0400 30.1095
ريال سعودى 12.5643 12.5916
دينار كويتى 153.5375 153.9134
درهم اماراتى 12.8284 12.8591
اليوان الصينى 6.5054 6.5195

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,543 شراء 3,566
عيار 22 بيع 3,248 شراء 3,269
عيار 21 بيع 3,100 شراء 3,120
عيار 18 بيع 2,657 شراء 2,674
الاونصة بيع 110,183 شراء 110,894
الجنيه الذهب بيع 24,800 شراء 24,960
الكيلو بيع 3,542,857 شراء 3,565,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى