بوابة الدولة
الجمعة 17 مايو 2024 07:30 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

فلسفة طه حسين للنهضة المصرية فى كتاب مستقبل الثقافة فى مصر

طه حسين
طه حسين

أثار كتاب مستقبل الثقافة في مصر لعميد الأدب العربى طه حسين موجة عنيفة من الانتقاد لا تقل عن تلك التي اتبعت صدور كتابه "في الشعر الجاهلي"

وينقسم الكتاب إلى قسمين أساسيين، يتناول الأول الثقافة والهوية والانتماء والتوجه الحضارى، والثانى يتناول قضايا التعليم فى مصر وعلاقاته بالآخر، وخصص له مساحة أكبر، إيمانا منه بأن تطوير التعليم فى مصر رهن بتطوير الثقافة.

وقد صدر الكتاب فى أعقاب توقيع مصر معاهدة «الشرف والاستقلال» عام 1936 حين اعتقد المصريون أن بلدهم يسير بخطًى ثابتةٍ نحو بناء دولة حديثة، وعكفوا على رسم الخطط للنهوض بتلك الدولة، و«طه حسين» من موقعه كأديبٍ ومفكِّرٍ ووطنيٍّ، رأى ضرورة أن يسهم في وضع تصوُّر لمستقبل الثقافة في مصر، صابغًا تصوُّره ذاك بمسحة غربية ينكر معها استمرار ارتباط مصر بأصولها الشرقية، مؤكدًا أنها أقرب لدول حوض البحر المتوسط منها لدول الشرق.

وأنكر البعض على الكتاب إغفاله للعلاقات بين مصر والشرق، مؤكدين أن المصريين، وإن كانوا غير مرتبطين بدول الشرق الأقصى، فإن هناك تقاربًا ثقافيًّا لا يمكن تجاهله بينهم وبين الشرق الأدنى، ولا سيما العرب.

يستهل طه حسين الكتاب في فصل أول بعنوان الثقافة والعلم أساس الحضارة والاستقلال قائلا عن فلسفته للنهضة المصرية: "الموضوع الذي أريد أن أدير فيه هذا الحديث هو مستقبل الثقافة في مصر التي رُدت إليها الحرية بإحياء الدستور، وأُعيدت إليها الكرامة بتحقيق الاستقلال، فنحن نعيش في عصرٍ من أخص ما يوصف به أن الحرية والاستقلال فيه ليسا غاية تقصد إليها الشعوب وتسعى إليها الأمم، وإنما هما وسيلة إلى أغراض أرقى منهما وأبقى، وأشمل فائدةً، وأعم نفعًا".

ويستعرض المنهج الذى يراه ملائما للمرحلة فيقول:"فليحرص كل مصري على أن يجنب نفسه وأمته هذا الخزي، وسبيل ذلك أن نأخذ أمورنا بالحزم والجد منذ اليوم، وأن نعرض عن الألفاظ التي لا تُغني، إلى الأعمال التي تُغني، وأن نبدأ في إقامة حياتنا الجديدة من العمل الصادق النافع على أساسٍ متين".

ويعتبر فصل "العقل المصري والعقل اليوناني وتأثر كلٍّ منهما بالآخر" هو بيت القصيد ومحل النزاع والجدل ففيه يبتدر طه حسين القارئ بقوله:"ولسنا في حاجةٍ إلى أن نقيم الأدلة على شيءٍ من هذا، فهذا كله أيسر من أن يحتاج إلى أن يُقام عليه الدليل، والتلاميذ عندنا يتعلمونه في مدارسهم والكتب التعليمية اليسيرة تذيعه لمن شاء أن يظهر عليه".

وعميد الأدب بقوله هذا إنما يمهد لفكرته التالية التي يراها فكرة ثقيلة وربما تكون غريبة على العقلية العربية والمصرية ولذا يمهد لها هذا التمهيد حتى يطرح فكرته المغايرة عن تبادل التأثير والتأثر بين مصر واليونان ومدى أثر حضارات البحر المتوسط في بعضها البعض.

يقول طه حسين في كتابه:"هناك شيء آخر ليس أقل من هذا يسرًا ولا وضوحًا، وهو أن تبادل المنافع بين العقل المصري والعقل اليوناني في العصور القديمة قد كان شيئًا يشرف به اليونان، ويتمدحون به فيما يقولون من شعر، وفيما يكتبون من نثر، فمصر مذكورة أحسن الذكر في شعر القصاص اليونانيين، وهي مذكورة أحسن الذكر في شعر الممثلين اليونانيين، ثم هي مذكورة أحسن الذكر عند هيرودوت وممَّن جاء بعده من الكُتَّاب والفلاسفة."

ويضيف: "كان اليونان فيى عصورهم الراقية، كما كانوا في عصورهم الأولى، يرون أنهم تلاميذ المصريين في الحضارة وفي فنونها الرفيعة بنوعٍ خاص.

ثم جاء التاريخ فلم يكذب شيئًا من هذا ولم يضعفه، بل أيَّده وقوَّاه؛ فالتأثير المصري في فنون العمارة والنحت والتصوير عند اليونان شيء لا يُجحَد ولا يُمارى فيه، والتأثير المصري يتجاوز الفن الرفيع إلى أشياء أخرى تمس الفنون التطبيقية، وتمس الحياة العملية اليومية، وقد تمس السياسة أيضًا.

ومن الحق أن نعترف بأن مصر لم تنفرد بالتأثير في حياة اليونان، ولا في تكوين الحضارة اليونانية والعقل اليوناني، وإنما شاركتها في ذلك أمم شرقية أخرى، كان لها حظٌّ موفور من الحضارة والرقي، وهي هذه الأمم التي كانت تعمر هذا الشرق القريب.

هذه الأمم التي كانت كمصر مهدًا للحضارة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وكما أن اليونان يعرفون الفضل لمصر في تكوين حضارتهم، فهم يعرفون الفضل للكلدانيين وغيرهم من هذه الشعوب الآسيوية التي تأثرت بالبحر الأبيض المتوسط.

فإذا أردنا أن نلتمس المؤثر الأساسي في تكوين الحضارة المصرية، وفي تكوين العقل المصري، وإذا لم يكن بد من اعتبار البيئة في تقدير هذا المؤثر، فمن اللغو والسخف أن نفكر في الشرق الأقصى أو في الشرق البعيد، ومن الحق أن نفكر في البحر الأبيض المتوسط، وفي الظروف التي أحاطت به، والأمم التي عاشت حوله".

هنا ينهى طه حسين فكرته وجوهرها هو :" إذا أردنا أن نلتمس المؤثر الأساسي في تكوين الحضارة المصرية، وفي تكوين العقل المصري، وإذا لم يكن بد من اعتبار البيئة في تقدير هذا المؤثر، فمن اللغو والسخف أن نفكر في الشرق الأقصى أو في الشرق البعيد، ومن الحق أن نفكر في البحر الأبيض المتوسط".

وقد طبع هذا الكتاب لأول مرة عام 1938، وهو أحد أبرز الأعمال الفكرية لطه حسين ومن أكثر الكتب إثارة للجدل، وكان بمثابة حجر ضخم ألقى فى مياه الثقافة، فإذا به يحدث تموجات متتالية من المعارضة حينا، ومن التأييد حينا آخر، منذ صدوره وربما حتى الآن.

ومن أبرز المقولات التي جاءت في الكتاب: "مصر ثقافيا وحضاريا، هي دولة غربية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالة، فالعالم ينقسم إلى حضارتين لا ثالث لهما الأولى: تأخذ جذورها من الحضارة المصرية القديمة وفلسفة اليونان والقانون الرومانى، والثانية: تأتى من الهند".

وقد أعتبر الكتاب "علامة" على طريق الثقافة العربية عامة والمصرية خاصة، مما يوجب على كل من كان له اهتمام بحركة الثقافة والتعليم فى الوطن العربى أن يتوقف طويلا أمام ما تضمنه هذا الكتاب، ثم يحاول أن يضعه فى إطاره الثقافى العام، من حيث الخريطة الفكرية لهذا المفكر العملاق.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى16 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 46.8523 46.9494
يورو 50.8956 51.0199
جنيه إسترلينى 59.2869 59.4286
فرنك سويسرى 51.8392 51.9697
100 ين يابانى 30.2468 30.3115
ريال سعودى 12.4923 12.5188
دينار كويتى 152.5487 152.9148
درهم اماراتى 12.7555 12.7827
اليوان الصينى 6.4910 6.5056

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,554 شراء 3,577
عيار 22 بيع 3,258 شراء 3,279
عيار 21 بيع 3,110 شراء 3,130
عيار 18 بيع 2,666 شراء 2,683
الاونصة بيع 110,538 شراء 111,249
الجنيه الذهب بيع 24,880 شراء 25,040
الكيلو بيع 3,554,286 شراء 3,577,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى