بوابة الدولة
السبت 13 سبتمبر 2025 06:15 صـ 20 ربيع أول 1447 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
الخطيب يودّع رئاسة الأهلي لأسباب صحية… وسباق خلافته يفتح الباب أمام خالد مرتجى الأهلي يعلن تعديل لائحة النظام الأساسي.. واعتماد الميزانية وتعيينات جديدة في الأجهزة الرياضية مصر ترحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يؤيد إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين حزب السادات: قرار الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين انتصار للدبلوماسية المصرية الزهور يفوز على طنطا في الجولة الثالثة بدوري المحترفين لكرة اليد توضيح من وزارة التربية والتعليم اسعار كتب التجريبيات تشمل مواد المستوي الرفيع النائب علي مهران: قرار الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين انتصار للإرادة الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني نادي عثماسون بالإسماعيلية يستضيف بطولة الجمهورية للمصارعة الشاطئية الجامعة العربية تُرحب باعتماد الأمم المتحدة إعلان نيويورك حول حل الدولتين إرادة جيل عن قرار الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية: خطوة لإنهاء الاحتلال وإحلال العدل والسلام سفير مصرالسابق بتل أبيب: عملية الدوحة لم تكن مفاجئة وزير الاتصالات يفتتح معرض للطوابع البريدية والتاريخ البريدى

حمدى كسكين يكتب .الداية قصة قصيرة من كتابه :يوميات موطن كحيان

حمدى كسكسن
حمدى كسكسن

الجو ملبد بالغيوم ...ورياح صرصر باردة وعاتية تقتلع ما يعترض طريقها وزخات مطر خفيف تنذر بأن اكتمل لقاح السحب وان السماء في طريقها لالقاء ما في جوف بطنها من امطار

الجو مظلم وملبد بالغيوم وطرقات قريتنا مليئة بالطين وبقايا المطر

كانت قريتنا في ذلك الوقت تغط في سبات نوم عميق

لم تكن الكهرباء وصلت القرية بعد والناس نيام والشوارع لاتسمع فيها لاغية

ف الشتاء في قريتنا له طبيعة أخري لا تسمع في ليله الا نباح الكلاب التي ترتجف اجسادها من شدة البرد ومن قسوة الأمطار وغزارتها

قامت أمي تتحسس مواطن الخلل في سقف منزلنا الطيني الايل للسقوط وقامت معها جدتي التي تحتفظ بخريطة جينية لسقف المنزل الذي لا يستر سكان البيت من صبية صغار او طيور أو ماشية

نتيجة لغزارة المطر ونزوله من السقف المعروش بجذوع نخل خاوية وبعض السدة وجريد النخيل الذي أكل عليه الزمن وشرب كانت جدتي وأمي تؤمن مأوانا من المطر الذي بدأ يخرق حجب السقف متسللا حيث ننام فوق الفرن علي حصر بالية يزداد نزول المطر مخترقا السقف حيث نتكور ملتصقين فوق الفرن نلتمس بعضا من دفئه تضع أمي حلة هنا وتشت هناك وظلت جدتي هي وأمي المسكينة يوزعون أنية مطبخنا المتواضع من اناجر وقروانات وبعض الاواني الفخارية

لتلتقف المطر الذي بدأ ينزل مثل صنابير المياه من سقف البيت المتهالك

كنت طفلا صغيرا يحرك قدميه وسط برك المياه التي غطت أرضية بيتنا الطيني المتواضع وانا ألهو واجري هنا وهناك

غير عابئ ببرد او متحمل مسئولية تأمين صبية صغار لم ينبت لهم زغب ولا ريش بعد

تستشعر أمي مسئولياتها نحو صغارها بعاطفة وغريزة الأمومة وجدتي يعلو صوتها أستر يارب ..أستر يارب

وتنادي جدتي علي أمي لتتكئ أمي متعلقة بذراع جدتي النحيف الذي يشبه عصا الخيزران

وفجأة تنزلق قدم أمي في طين ووحل المطر في وسط منزلنا لتسقط علي ظهرها

تصرخ جدتي ويتعالي صراخها عديها سلم يارب ويزداد أنين إمي وصراخها علي مايبدو أن أمي كانت في حملها في الشهر التاسع وهذه الليلة المشئومة كانت ليلة ميلادها وفقا لحساباتها

تستلقي أمي متوسدة بردعة حمارتنا التي كانت بجوار حمل برسيم كان معد لافطار ماشيتنا صباحا تفرش جدتي لأمي حصيرة بالية من السمار وتضع أمي موضع المتكئة برأسها علي بردعة الحمار وحمل البرسيم

وتنادي جدتي علي والدي الذي كان يؤمن ماشيتنا من عوامل سيول المطر الجارفة بوضع بعض الخيش وبقايا قطع الملابس البالية لتقيها برد الشتاء وتحميها من المطر

وتطلب منه انه يأخذني معه لبيت خضرة الداية لنحضرها لتقوم بدورها في ميلاد أمي

إخرج حافيا ممسكا في جلباب والدي وسيول المطر تنهمر معلنة العصيان عن التوقف

يطرق والدي بيت خضرة الداية بعصاه

تفتح الداية الوقور

ايوه ياعم الحاج خير

تعالي معانا ياحاجة خضرة

أم العيال تزحلقت في الطين والوحل والبيت بينقع وجالها الطلق

حاضر روحوا وانا جايا وراكم

رجعنا للبيت في طريق عودتنا استشعرت السماء ظروفنا القاسية الصعبة وحالة أمي التي لا تسر عدو ولا حبيب

واستشعرت الطبيعة خجلا واستجاب الله لتوسل جدتي ودعاء أمي المسكينة

يتوقف المطر رويدا رويدا الا من زخاته الخفيفة التي تعلن ان شهر طوبة لايحترم صبي ولا عرقوبة

تشعل جدتي الموقد الطين ببعض القطع الخشبية التي كانت إمي قد جهزتها لمثل هذه الظروف وتسخن المياه

وتأتي خضرة الداية تتحسس الطريق وسط الروبة والطين

والوحل الذي يغطي شارعنا بفعل المطر

كان والدي قد أوقد الكلوب الذي احضره معه من احدي سفرياته لليبيا

وتدخل الخالة خضرة الداية تقابلها جدتي بالترحاب

تطمئن أمي بعد ان كانت ترتجف اوصالها ويتصبب عرقها من الم الطلق وضيق الحال وعدم جاهزية طبيعة ليالي الشتاء القاسية والقارسة البرودة والممطرة للولادة

كانت الداية أمرأة خمسينية عفية قوية البنيان مفتولة العضلات ....حلوة الكلام مع غلظة ملامح وجهها وتجهمها تدخل علي أمي وانا اتصور انها عشماوي وقد جاء لينفذ عقوبة الاعدام لإمي المسكينة

تدخل خضرة الداية متهللة مكبرة مطمئنة لامي ببعض الكلمات التي تبعث الطمإنينة وتدخل الفرحة علي قلب أمي

وتخبرها والنبي البطن ده ربنا هيرضيكي ويكرمك ببنت سترة للبيت

وهيفرح قلبك فيها

دقائق معدودات أمتلأ منزلنا علي اخره بالنسوة من أقاربنا ومن الأهل والجيران الكل يجهز مكانا خاليا من الوحل والطين الذي غطي منزلنا علي اخره

النسوة مشغولات بحمل الوحل والطين لخارج الدار وفرش رمل احمر نظيف واعداد مكانا امنا لعملية الولادة

ومجموعة اخري مشغولة بتسخين المياه وحركة دؤوب هنا وهناك وصراخ أمي يتعالي وخضرة الداية تهدئ من روعها وخوفها

وفجأة وبدون مقدمات تتعالي أصوات خضرة الداية وسط التهليل والتكبير للجدات وزغاريد النسوة معلنين استقبال منزلنا لمولودة جديدة

تغطي الفرحة علي كل ارجاء البيت

وسكانه فقد حقق رب العباد أمنية أمي بماكانت تتمناه ورزقت ببنت اخر العنقود بعد خمس من الصبية الذكور

تنفرج اسارير أمي مبتسمة لتغطي علي ألام وتعب الميلاد

يحضر والدي الجدي الماعز الذي كانت أمي قد نذرته لله لو ربنا رزقها ببنوتة ...يحضر والدي الجدي من مربطه ويستل سكينه

ويذبحه ويوزع لحمه علي كل الحضور وفاء لنذر أمي ولان ربنا أتم ميلادها علي خير

تسهر الداية علي راحة إمي وتطلب من النسوة الحضور لف المولودة الضيفة الصغيرة من برد الشتاء القارس وتطالب خضرة الداية من النسوة ان يشعلن النار في المدفأة الطينية

وان يشحتن لها بعض الملابس وتوضغ الصغيرة في الغربال ويؤذن والدي في أذنها بالاذان

وعندما لاح ضؤ الصباح وأتمت الداية عملية الميلاد علي خير

تطلب من أمي ما كانت نذرته لها من نذر

وهو ضكرين بط بلدي وتقسم الداية بأغلظ الايمان انها لن تبرح مكانها الا بجوز ضكورة البط البلدي وتفي جدتي بنذر أمي وترجع الداية محملة بكل ما لذ وطاب مجبورة الخاطر

بما جادت به ظروف بيتنا من عطايا

كانت خضرة الداية قد تلقت دورة تدريبية في مدرسة تمريض الزقازيق في الولادة وكانت خبيرة في فنون الولادة وطرق التوليد .....كانت ناظرة مدرسة تمريض الزقازيق في ذلك الوقت أجنبية أوربية وكانت الحكومة المصرية في ذلك الوقت تعقد دورات تدريبية للداية والقابضة في فنون الولادة وكيفيتها

كانت خضرة الداية تمر علي أمي بين الحين والاخر حتي يوم السبوع فقد كانت حمي الولادة منتشرة في ذلك الوقت مع حمي النفاس وبعض الامراض المستعصية التي تصيب الأمهات في فترة النفاس

وتأتي خضرة الداية يوم السبوع وتإخذ المولودة لتمر من شباك الجامع ( المسجد) عدة اشواط ثم تلف حول ضريح الشيخة سعدة وهو ضريح قريب من منزلنا

ثم يدق بالهون عدة دقات ولابد من تبخير الوالدة

ويتم شحت ملابس جديدة للطفل المولود

والكثير من مراسم السبوع القديمة التي جرفت من ذاكرتي

كان السبوع بسيطا ومتواضعا حبات فول نابت ملضومة في خيط او بعض حبات الفول السوداني وترش السبوع وهو عبارة عن بعض الحبات مما تجود به ارضنا الطيبة

مازالت صورة خضرة الداية ماثلة امام عيناي

كانت داية تتحسس ظروف النسوة الفقراء الغلابة

لم تكن هناك مستشفيات ولا ولادة قيصرية ولاشئ من هذا القبيل نسيت اذكركم ليلة ميلاد أمي كانت في الغيط تؤدي مهام عملها الشاق وجاءت مساء تحمل حمل برسيم فوق راسها وقد أدت روتينها اليومي كما يجب ان يكون وحلبت الماشية وملإت الزير بالماء ثم عشت البهائم واشعلت النار في الفرن ونظفت ظهره وفرشته لننام عليه قبل ان يزمجر شهر طوبة معلنا مطره الغزير

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى11 سبتمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 48.1491 48.2491
يورو 56.2526 56.3791
جنيه إسترلينى 65.0736 65.2425
فرنك سويسرى 60.2015 60.3642
100 ين يابانى 32.5420 32.6206
ريال سعودى 12.8336 12.8610
دينار كويتى 157.5664 157.9453
درهم اماراتى 13.1082 13.1369
اليوان الصينى 6.7587 6.7730

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5606 جنيه 5583 جنيه $117.15
سعر ذهب 22 5139 جنيه 5118 جنيه $107.38
سعر ذهب 21 4905 جنيه 4885 جنيه $102.50
سعر ذهب 18 4204 جنيه 4187 جنيه $87.86
سعر ذهب 14 3270 جنيه 3257 جنيه $68.33
سعر ذهب 12 2803 جنيه 2791 جنيه $58.57
سعر الأونصة 174357 جنيه 173646 جنيه $3643.64
الجنيه الذهب 39240 جنيه 39080 جنيه $820.02
الأونصة بالدولار 3643.64 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى