مونديال قطر 2022 بين الذكاء الاصطناعي وآراء نجوم الكرة

أيام وتنطلق منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم، (20 نوفمبر - 18 ديسمبر)، وتقام البطولة الكروية الأكبر على مستوى العالم، فى ضيافة دولة عربية للمرة الأولى فى التاريخ، وهى دولة قطر، التى بذلت كل الجهد من أجل تنظيم بطولة مشرفة.
وينتظر أكثر من مليون مشجع، سيتواجدون فى قطر لمؤازرة منتخباتهم المشاركة من المدرجات، وغيرهم مئات الملايين ممن سيتابعون المباريات عبر شاشات التلفاز، ماذا ستقدم الدولة المضيفة فى هذه النسخة من المونديال، خصوصا مع استخدام التقنيات المتطورة والتكنولوجيا الحديثة لأول مرة بالتاريخ فى المونديال؟

أيضا، اعتاد عشاق كرة القدم حول العالم، على الاهتمام بمتابعة كل ما يتعلق بالمونديال، مثل أخبار أبرز النجوم المشاركين، وآخر صيحات قصمان اللاعبين، واستعدادات المنتخبات المشاركة للتحضير للمونديال لمعرفة إلى أين ستصل فى المنافسات؟ لذا ستتابع «الأهرام العربى» من الآن وحتى موعد انطلاق البطولة نشر كل ما هو جديد وطريف، وكذلك أهم القضايا.

قبل انطلاق أى نسخة من نسخ المونديال، تخرج علينا «لعبة التوقعات»، حول المنتخب الذى سيتمكن من نيل اللقب، بداية من توقع المنتخبات التى ستنجح فى تخطى الدور الأول (دور المجموعات)، مرورا بالأدوار الإقصائية وحتى المباراة النهائية، ويحدث ذلك عبر قيام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، باستطلاع آراء خبراء اللعبة أو نجوم كرة سابقين، وهناك نجوم يهتمون بنشر توقعاتهم عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، وهو ما تهتم وسائل إعلامية أخرى بنشره، لكن قبل مونديال قطر، ظهرت تقنيات الذكاء الاصطناعى فى الصورة، لتكون وسيلة جديدة لهذه التوقعات.

بخلاف استطلاعات الرأى الجماهيرية، وتوقعات نجوم كرة القدم، ظهرت وسائل أخرى للتوقعات لاقت اهتماما جماهيريا، ولعل أبرزها "الأخطبوط بول"، والذى كان حراسه يقومون بعرض صندوقين مماثلين يحتويان على الطعام، على أن يقوموا بوضع أعلام الفريقين المتنافسين على كل صندوق، قبل المباراة التى ستجمع بينهما، وكان الصندوق الذى أكل منه "بول" يعبر عن توقعاته للفريق الفائز، وبرزت توقعات "بول"، فى مونديال 2010، حتى إن نفوق الأخطبوط فى أكتوبر من العام نفسه، صاحبه اهتمام إعلامى، وبعدها اختارته إنجلترا لمنصب "سفير رسمى" لها فى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 فى روسيا.
ومع دخول الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، أصبح له دور كبير فى "لعبة التوقعات"، فى النسخة المقبلة من المونديال، وقد كشفت تقنيات الذكاء الاصطناعى عن هوية بطل النسخة الـ22، من بطولة كأس العالم لكرة القدم، واستخدمت شبكة "أوبتا" العالمية، المتخصصة فى إحصائيات كرة القدم، أخيرا إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعى للحصول على حظوظ المنتخبات المشاركة وعددها 32 منتخبا، يتم تقسيمها على 8 مجموعات، بواقع 4 منتخبات فى كل مجموعة.
وقالت "أوبتا"، عبر موقعها الرسمى على الإنترنت: "إنه فى حالة تصدر فرنسا والبرازيل لمجموعتيهما فى كأس العالم، هناك فرصة قوية لوصولهما إلى النهائى، وإن منتخب فرنسا (حامل اللقب) لديه الفرصة الأكبر للتتويج باللقب للمرة الثانية على التوالى والثالثة فى تاريخه، بنسبة بلغت ٪17.93.

ووفقا لهذه التوقعات، فقد جاء منتخب البرازيل، بطل العالم 5 مرات، فى المركز الثانى، بنسبة بلغت ٪15.73، يليه فى المركز الثالث، منتخب إسبانيا بنسبة ٪11.53، ثم إنجلترا فى المركز الرابع بنسبة ٪8.03، وبلجيكا فى المركز الخامس بنسبة بلغت ٪7.90.
أما بالنسبة للمنتخبات العربية، فقد كشفت تلك التقنية الحديثة، أن منتخب قطر، باعتباره البلد المضيف، فرصة بلغت نسبتها ٪0.35، وتساوت فرصة منتخبى تونس والمغرب فى الفوز باللقب، لكن بنسبة ضئيلة بلغت ٪0.01 لكل منهما.
ووفقا لما نشرته شبكة "أوبتا"، اعتمادا على تقنية الذكاء الاصطناعى التى استخدمتها، فقد توقعت المنتخبات التى يمكنها تخطى دور المجموعات، بواقع منتخبين عن كل مجموعة، ويصعد منتخبى هولندا والإكوادور عن المجموعة الأولى، وعن المجموعة الثانية إنجلترا وإيران، وعن المجموعة الثالثة الأرجنتين والمكسيك، وعن المجموعة الرابعة فرنسا والدانمارك، وعن المجموعة الخامسة، إسبانيا وألمانيا، وعن المجموعة السادسة، بلجيكا وكرواتيا، وعن المجموعة السابعة البرازيل وسويسرا، وعن المجموعة الثامنة يصعد منتخبا البرتغال والأوروجواى.
أما عن توقعات نجوم كرة القدم، فقد اعتبر الدولى الألمانى السابق تونى كروس، أن منتخب البرازيل يعد المرشح الأوفر حظا للفوز بلقب بطل كأس العالم، وقال كروس : "إن المنتخب البرازيلى هو المرشح الأوفر حظا بالنسبة لى". وأضاف نجم فريق ريال مدريد الحالى: "منتخب البرازيل يضم 3 أو 4 لاعبين أراهم يوميا، وأعتقد أنهم يتمتعون بمستويات جيدة حقا"، ويلعب النجم المخضرم، إلى جوار ثلاثة لاعبين برازيليين فى فريق ريال مدريد، وهم، فينيسيوس جونيور، ورودريجو وإيدير ميليتاو.
أما أسطورة الكرة الكاميرونية والإفريقية، صامويل إيتو، جاء رأيه بعيدا عن الواقع إلى حد ما، لكنه ملئ بالتفاؤل تجاه منتخبات القارة الإفريقية، ويعتقد إيتو أن واحدا من المنتخبات التى ستمثل قارة إفريقيا فى نهائيات بطولة كأس العالم، قد يتوج باللقب العالمى.
ويشارك فى المونديال 5 منتخبات إفريقية، وهى المغرب، وتونس، وغانا، والسنغال، والكاميرون، وقال إيتو: "لم لا يتوج منتخب إفريقى؟ لدينا بلدان كبيرة ورائعة فى كرة القدم، السنغال، غانا، المغرب، تونس والكاميرون". وتابع: "قبل سنوات، غانا كانت قريبة من الوصول إلى نصف نهائى المونديال، إذا أقول إن هذا ممكن فوز منتخب إفريقى بكأس العالم)، أنا إفريقى وأحب هذه القارة وأريدها أن تكون دائما فى القمة".
وبعيدا عن توقعات النجوم، وما تفرزه وسائل الذكاء الاصطناعى، فقد هيمنت منتخبات أوروبا على لقب كأس العالم فى النسخ الأربع الأخيرة من البطولة، وتحديدا بعد آخر تتويج لأحد منتخبات أمريكا الجنوبية، وهو منتخب البرازيل الذى توج بطلا لنسخة العام 2002، وفازت إيطاليا باللقب فى 2006 ثم إسبانيا فى 2010، ثم ألمانيا فى 2014، ثم فرنسا فى 2018، لكن تراجع مستويات عمالقة القارة الأوروبية حاليا، خصوصا فرنسا وإنجلترا وبلجيكا، يفتح الباب أمام عودة الكأس إلى أمريكا الجنوبية، فى وقت يعيش فيه منتخبا البرازيل والأرجنتين فترة رائعة.
ويمكن القول إن منتخب البرتغال، هو الوحيد من كبار أوروبا الذى يرتقى للتطلعات، برغم أن قائده وهدافه التاريخى كريستيانو رونالدو، لا يمر بأفضل حالاته بعد بداية متواضعة للموسم، وكذلك هولندا على مستوى النتائج.