بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

6 سنوات على اغتيال هشام بركات.. تفاصيل «جريمة الإخوان» من نص التحقيقات

النائب العام هشام بركات
كتب سمير دسوقى -

6 سنوات مرّت على اغتيال النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات، حين فجّر عناصر الحراك المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية سيارة مفخخة بالتزامن مع مرور موكبه في شارع عثمان بن عفان بمنطقة مصر الجديدة، ظهر يوم 29 يونيو 2015، واستشهد بعد عدة ساعات داخل مستشفى النزهة الدولي أثناء محاولات إسعافه.

مرّت 6 سنوات على الحادث وعامين على القصاص له كـ"مسلم صائم" حسبما وصفته محكمة جنايات أمن الدولة العليا، والتي عاقبت 9 إرهابيين بالإعدام شنقا لإدانتهم في الحادث، ونُفذ الحكم بحقهم في فبراير 2019، ليُعلن القصاص من قتلة هشام بركات، بعد محاكمة علنية دامت لأشهر بمقر معهد أمناء الشرطة بطرة، بحضور أهالي المحكوم عليهم وفريق دفاعهم كاملا، وبعد أن أقرّت محكمة النقض الأحكام لتصبح واجبة النفاذ.

كان اعتصام رابعة المسلح هو بداية التفكير في التخطيط لاغتيال واستهداف هشام بركات، حيث شارك أغلب المنفذين فيه، كما شهدوا لحظات دخول الشرطة وفضّه بناء على أمر المستشار الشهيد، والذي أمر بضبط الجرائم التي ارتكبها عناصر الإخوان داخل وفي محيط رابعة بمدينة نصر، والنهضة بالجيزة، وهو ما كشفته التحقيقات التي جرت لاحقا في القضية.

تدريب الإرهابيين في «حماس»

منذ التحقيقات كشفت عن وقوف حركة حماس في الحادث، حيث تولّى أحد عناصرها الاستخباراتية ويُدعى "أبو عمر" مهمة تدريب الإرهابي محمود الأحمدي، أحد المنفذين، على استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها، وهو ما أعلنه اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية الأسبق في مؤتمر صحفي، عقده في مارس 2016، وكشف فيه ما أسفرت عنه 9 أشهر من التحريات والتحقيقات.

وظهر اسم الإرهابي الهارب يحي موسى في القضية، وهو المُكلف والمخطط للعملية الإرهابية، حيث تواصل عبر تطبيقات التواصل مع الإرهابيين الأحمدي وأبو القاسم يوسف، وأطلعهما على الخطة وأوصلهما ببقية العناصر المتخفيين بأسماء حركية تجنبا للرصد الأمني، كما أوصلهما بالإرهابية بسمة رفعت، والتي تولت توفير الدعم للعناصر الإرهابية، وتلقي التحويلات المالية وتسليمها لهم باليد أو من خلال زوجها الإرهابي ياسر عرفات.

كما أوضحت التحقيقات أن العناصر الإرهابية استعانوا بالإرهابي أحمد محمد هيثم الدجوي، لرصد موكب النائب العام الشهيد، وإعداد تقرير به، لموافاة "موسى" به، لوضع اللمسات الأخيرة للتنفيذ.

براميل متفجرة

وشرحت التحقيقات أن الإرهابي ياسر عرفات نقل كل من أبو القاسم والأحمدي إلى منطقة مصر الجديدة يوم 28 يونيو والذي كان محددا للتنفيذ، إلا أن الموكب غيّر خط السير مما اضطرهم للتأجيل لليوم التالي الموافق 29 يونيو 2015، حيث استقر الإرهابيون على التنفيذ بواسطة تفخيخ سيارة أشتراها "أبو القاسم" من أحد المعارض، وتم وضع برميل المواد المتفجرة بداخلها، ووضعها في المكان المحدد سلفا لمرور الموكب.

تنفيذ الجريمة

وفي اليوم التالي 29 يونيو، الموافق 12 رمضان، تحرك موكب الشهيد هشام بركات من منزله بمصر الجديدة، وأثناء مروره في شارع عثمان بن عفان، ضغط "الأحمدي" على جهاز كان معه، وانفجرت السيارة المفخخة بالتزامن مع مرور الموكب، مما أدى لإصابة الشهيد هشام بركات، ونُقل إلى المستشفى واستشهد هناك، متأثرا بإصابته، ووثّق "أبو القاسم" الحادث وصوّره بكاميرا من زاوية قريبة، واستطاع إرسال الفيديو إلى الإرهابي الهارب يحي موسى.

كما أسفر الانفجار عن إصابة حراسة الشهيد هشام بركات، وتهشم واجهات عدد من العقارات القريبة من المكان، فضلا عن اشتعال النيران في عدد كبير من السيارات المتوقفة بجوار السيارة المفخخة.

القبض على الجناة

وبعد القبض على المتورطين فى الحادث، أدلوا باعترافات تفصيلية حول العملية، ودور كل منهم، بل وأقرّ بعضهم على بعض، وأجرت نيابة أمن الدولة العليا معاينة تصويرية في مكان الحادث، ظهر فيها الإرهابيان "الأحمدي وأبو القاسم"، وهما يشرحان سبب حماسهما للعملية، وكذا موعد التنفيذ ووضعية كل منهما لحظة التفجير، حيث تولى الأول الضغط على زر التفجير عن بعد، وتولى الثاني مهمة شراء السيارة المستخدمة في الحادث وتصويره بالكاميرا، فيما اتفقا جميعا على المبرر وهو الانتقام من هشام بركات، كونه أمر بفض اعتصام رابعة المسلح، والذي كان بمثابة بؤرة إرهابية مسلحة.

إحباط مخطط إرهابي لتصفية رموز الدولة

كما أكدت التحقيقات أن استهداف النائب العام هشام بركات، كان حلقة من سلسلة اغتيالات خططت العناصر الإرهابية لاستهدافهم كان من أبرزهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعدد من الوزراء والقضاة ورجال الإعلام، حيث تولوا رصد خطوط سيرهم، إلا أن القبض عليهم أحبط هذه المخططات.

وأيدت محكمة النقض الأحكام التي أصدرها القاضي حسن محمود فريد، رئيس محكمة جنايات أمن الدولة، بإعدام 9 إرهابين ومعاقبة العشرات بالسجن المؤبد والمشدد، عما أُسند إليهم في هذه الجريمة وجرائم أخرى ارتبطت بها.