وزير الاتصالات أمام الشيوخ: الهجوم السيبراني صراع عقول ومصر تواجهه بخطط استراتيجية وتعاون دولي

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الأمن السيبراني والاقتصاد الرقمي يمثلان أحد أبرز أولويات الدولة في ظل التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم الرقمي، مشيرًا إلى أن الوزارة أعدت دراسة احترافية متكاملة للتعامل مع هذا الملف الحيوي.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، حيث أوضح الوزير أن الفضاء السيبراني بات يشكل تهديدًا حقيقيًا يتجاوز حدود الأجهزة الحاسوبية، ويستهدف المنظومات الاقتصادية والمؤسسات الحيوية.

وكشف وزير الاتصالات أن التقارير الدولية تشير إلى تعرض المؤسسات العالمية لهجمة إلكترونية كل 11 ثانية في المتوسط، كما تعرض نحو 300 مليون شخص لهجمات سيبرانية خلال عام 2023، فيما بلغت كلفة التصدي لتلك الهجمات 9.5 تريليون دولار عالميًا في 2024.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن مصر تولي ملف الأمن السيبراني اهتمامًا بالغًا من خلال أدوات وآليات متقدمة لتحقيق الحماية المعلوماتية، مؤكدًا أن وزارة الاتصالات تعتمد دراسة الأمن السيبراني كمرجعية رئيسية في تطوير المنظومة الوطنية.

وأوضح أن المجلس الأعلى للأمن السيبراني المصري أطلق استراتيجية وطنية للفترة من 2023 إلى 2027، تتضمن تغيير ثقافة المجتمع نحو الأمن الرقمي، وتعزيز الابتكار، وتحفيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التهديدات المتنامية.

وأكد الوزير أن الهجمات السيبرانية لم تعد مجرد صراع أدوات تقنية، بل تحركها عقول ومخططات معقدة، مشيرًا إلى أن العالم يعاني من نقص في الكفاءات المتخصصة في هذا المجال، وهو ما تعمل مصر على تلافيه عبر تنفيذ برامج لبناء القدرات، وورش عمل توعوية وتدريبية لتأهيل الكوادر وتوعية المجتمع بأهمية الأمن السيبراني.

وأضاف أن مصر تدعو دائمًا لتعاون دولي فعّال في هذا الملف، وقد وقّعت العديد من الاتفاقيات لتبادل الخبرات وبناء شراكات استراتيجية في سبيل تعزيز القدرات الوطنية على مواجهة التهديدات

السيبرانية.