محمد عادل فتحي يكتب: برافو محمد صلاح
هكذا يكتب التاريخ هكذا يكون الانتماء والولاء.. هكذا يكون الاحتراف الحقيقي والنموذج المشرف.. تلك هي الحكاية الأسطورية التي يعلم صاحبها كيف يصيغها ويقدمها لهذا الجيل وللأجيال القادمة.
برافو محمد صلاح.. منذ عرفته وهو نموذج للتعلم سواء للكبير أو الصغير فهو قدوة حسنة ودرس راسخ أمام أعيننا يكتب فيه كل فصل بعناية شديدة ليؤكد ما أقوله دائما بأن المال لا يصنع المجد.
صلاح لم يلهث وراء المال بل سعى لكتابة التاريخ ليأتي المال تحت قدميه فمن يلهث وراء المال لا يجني شيئا ومن يسعى لصناعة المجد والتاريخ يلهث خلفه المال. ابن نجريج البار بوطنه وأهله استمر في تقديم الدروس ووسط الإغراءات المادية، التي يسيل لها لعاب الجميع رفض الغوص في دروب الأرقام الخيالية أو التركيز في الحسابات البنكية وانفصل عن لغة المزادات والتجارة ووضع همه وتركيزه في أهداف أسمى مقدما واحدا من أفضل مواسمه مع ليفربول ليصبح رجل مدينة ليفربول الأول ليس في الملعب فقط ولكن بعقليته أيضا.
وبين اختيار الجميع لمصلحتهم المالية دون النظر لباقي الاعتبارات، والتي أرى، بعضها أهم وأبقى من المال، يظهر ابن نجريج في شوط تفاوضي طويل ظن البعض أنه لن يجدي وتفاوض علي تقديره فقط ماديًا وفي قرارة نفسه وعقله الإستمرار نحو تخليد اسمه ليس في نادي فقط لكن في مدينة ليفربول بل وفي بلاد الإنجليز بأكملها.
محمد صلاح قال للتاريخ نعم بخطة تجديد عقده وقال لا لمليارات ودولارات الأندية سواء الخليجية أو الأوروبية فقد وقف صامدا أمام المغريات الكبيرة ورفض. نعم للنجاح بمعناه الدقيق، نعم للإستمرار في القيادة الصحيحة، نعم لليفربول، نعم لأول نادي أوروبي طلب التعاقد معاه من بازل السويسري رغم عدم انضمامه لها وقتها نعم لتصدر قائمة هدافين الدوري ووضرب كل الأرقام القياسية في ليفربول، والدوري الإنجليزي. نعم لاستمرار سماع لحن " مو صلااااااه موو صلاااااااه " ضمن أهازيج مدرجات الريدز. نعم لإستمرار مسيرة ابن نجريج داخل أروقة ساحات أعتى الدوريات العالمية. نعم قالها صلاح ليعيد لنا جميعا فكرة التمسك بالحلم والاستمرار والحفاظ عليه بالرغم من كل الضغوطات المالية الجبارة، نعم للتأكيد على أن الكرة ليست أرقام أو استثمارات أو حسابات بالبنوك لتأكيد أن الأحلام والطموحات لا تباع أو تشترى.
نعم للحفاظ على مستواك وصحتك النفسية والجسمانية ولا للاستسلام للمغريات نعم للرضا ولا للزحف ورا نجاح قد يبدو ظاهرا في الأفق ولكنه يكون زائلا أسرع مما نتصور.
بين نعم ولا كان هناك محمد صلاح.
