بوابة الدولة
الإثنين 16 يونيو 2025 02:18 مـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

معتمد عبد الغني يكتب: ظلم المصطبة وعدالة المكان كوظيفة درامية

ظلم المصطبة
ظلم المصطبة

لطالما كان المكان عنصرًا محوريًا في العديد من الأعمال الدرامية، حيث يتجاوز دوره كخلفية للأحداث ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الصراع ذاته. ففي كثير من الأحيان، يُستخدم المكان لتسليط الضوء على التوترات الاجتماعية أو الثقافية بين الشخصيات، ليمنح العمل الدرامي بُعدًا إضافيًا. في أعمال مثل ليالي الحلمية والاختيار، كان المكان هو الذي يعكس التحولات النفسية والعاطفية لشخصياته، ويلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الأحداث. ففي ليالي الحلمية، كانت الحارة الشعبية في القاهرة تُمثل مركزًا لصراعات اجتماعية، بحيث أصبح المكان نفسه عنصرًا رئيسيًا في تصوير التوترات الطبقية والسياسية عبر الأجيال، بينما في الاختيار، كان المكان في سيناء حاضنًا لتوترات الصراع بين أبطال الجيش المصري والجماعات الإرهابية.

المكان، بخصائصه الثقافية والجغرافية، لا يمثل فقط خلفية للأحداث، بل يصبح أداة في يد صانعي الدراما لخلق الصراع وبلورة شخصيات العمل، من خلال استخدام المكان، يتم استكشاف طبيعة العلاقات الإنسانية وتحديد أولويات الشخصيات، مما يضيف طبقات من التعقيد للصراع الدرامي. وعندما ننتقل إلى ظلم المصطبة، نجد أن هذا العمل يرفع من قيمة المكان ويجعله محركًا رئيسيًا للصراع، بعيدًا عن النموذج المعتاد في الأعمال الدرامية التي تركز على الصراع بين الشخصيات فقط، في ظلم المصطبة، يُعاد تشكيل العلاقات من خلال خصوصية المكان الذي يحدث فيه الصراع، حيث تصبح دمنهور، بنسيجها الاجتماعي والتقاليد الراسخة، هي نفسها بطلًا دراميًا يقود الحكاية نحو مجرياتها.

منذ اللحظة الأولى، يوحي المسلسل بثقله الدرامي، حيث تتحول "المصطبة" من مجرد مقعد طيني تقليدي إلى رمز للسلطة الاجتماعية والتقاليد الراسخة، الخلاف بين "حمادة كشري" (فتحي عبد الوهاب) و"حسن" (إياد نصار) على حب "هند" (ريهام عبد الغفور) لا يدور فقط حول المشاعر، بل يكشف عن تنافس على المكانة داخل مجتمع مغلق تحكمه الأعراف والتقاليد، حتى اللهجة المحلية لم تكن مجرد وسيلة تعبير، بل أداة تُضفي على الحوارات إيقاعًا خاصًا، حيث يصبح للكلمات والصمت دلالات مختلفة عن تلك التي نشهدها في الأعمال الدرامية القاهرية.

لكن، وفي ظل الانزياح التدريجي نحو المركزية القاهرية في العقود الأخيرة، أصبحت القاهرة تحتكر السرد الدرامي، فتحولت إلى "بطل وحيد". رغم أن تاريخ الدراما المصرية قد شهد محاولات لاستكشاف المناطق الريفية والصعيدية، مثل الضحية (1964) والرحيل (1967) من خماسية الساقية لعبد المنعم الصاوي، أو المصراوية التي كتبها أسامة أنور عكاشة وأخرجها إسماعيل عبد الحافظ، إلا أن هذه الأعمال تراجعت لصالح الأعمال التي تتمحور حول الحياة في العاصمة.

وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، القاهرة رغم كونها الأكثر اكتظاظًا (10.4 مليون نسمة)، ليست وحدها التي تستحق التمثيل الدرامي المكثف، فهناك محافظات مثل الشرقية (8 مليون)، الدقهلية (7.1 مليون)، والبحيرة (7 مليون) تضم مجتمعات لها ثقافتها ولهجتها وصراعاتها الخاصة، لكنها نادرًا ما تظهر على الشاشة، نجاح ظلم المصطبة، الذي اختار دمنهور مسرحًا لأحداثه، قد يكون مؤشرًا على تعطش الجمهور لرؤية بيئاته المتنوعة ممثلة بصدق، بدلًا من حصر الحكايات في إطار قاهري متكرر، فالسؤال الذي يفرض نفسه، هل الدراما المصرية تعكس فعلًا حياة 107 مليون نسمة، أم أنها تكتفي بسرد حكايات تتناسب مع مركزية العاصمة وحدها؟ظلم المصطبة يقدم رؤية مختلفة من خلال تسليط الضوء على عادات وتقاليد مجتمع دمنهور وكيفية تأثير هذه العادات في العلاقات الاجتماعية، حيث تحكم الأحكام العرفية وتنظم العادات شكل الصراعات والتسويات بين أفراد المجتمع. بذلك، تُعيد الدراما تقديم صورة لواقع اجتماعي بعيد عن الصور النمطية السائدة، مما يجعل المسلسل يعكس حياة المجتمعات المحلية بصدق وعمق بعيدًا عن تكرار القصص المستوحاة من النماذج الحضرية المعهودة. ومن هنا تتجلى أهمية الدراما في استعادة هذه العوالم المنسية، ومنحها المساحة التي تستحقها.

إلا أن تصوير الأعمال الدرامية خارج القاهرة لا يخلو من التحديات الإنتاجية التي قد تؤثر على جودة العمل وسرعة تنفيذه، فإلى جانب التكلفة المرتفعة التي قد تتطلبها التنقلات والتصوير في أماكن بعيدة، يعاني المخرجون والمنتجون من نقص الاستوديوهات والمرافق الفنية المجهزة بشكل كامل في بعض المحافظات، بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الخدمات اللوجستية أقل كفاءة مقارنة بالقاهرة، مما يتطلب جهدًا إضافيًا لتوفير المعدات والإمكانيات اللازمة، كما أن التنقل بين المواقع المختلفة داخل المحافظات قد يتسبب في تأخير التصوير ويزيد من صعوبة التنسيق، ورغم هذه التحديات، فإن الأعمال التي تجرؤ على التصوير خارج نطاق العاصمة تضفي على المسلسل طابعًا فريدًا.نجاح ظلم المصطبة قد يكون دافعًا لاستكشاف المزيد من القصص التي تدور خارج نطاق العاصمة، مما يعزز واقعية الأعمال الدرامية ويجعلها أكثر تعبيرًا عن المجتمع المصري بكل فئاته، ولعل المستقبل يحمل لنا مزيدًا من هذه الأعمال، التي تعيد التوازن إلى خريطة الدراما، بحيث لا تبقى القاهرة وحدها الحاضنة لكل الحكايات.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 يونيو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.5694 50.6694
يورو 58.4178 58.5384
جنيه إسترلينى 68.5924 68.7432
فرنك سويسرى 62.3237 62.4700
100 ين يابانى 35.0933 35.1651
ريال سعودى 13.4730 13.5018
دينار كويتى 165.2326 165.6135
درهم اماراتى 13.7675 13.7955
اليوان الصينى 7.0409 7.0560

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5600 جنيه 5566 جنيه $109.90
سعر ذهب 22 5133 جنيه 5102 جنيه $100.74
سعر ذهب 21 4900 جنيه 4870 جنيه $96.16
سعر ذهب 18 4200 جنيه 4174 جنيه $82.43
سعر ذهب 14 3267 جنيه 3247 جنيه $64.11
سعر ذهب 12 2800 جنيه 2783 جنيه $54.95
سعر الأونصة 174180 جنيه 173113 جنيه $3418.34
الجنيه الذهب 39200 جنيه 38960 جنيه $769.31
الأونصة بالدولار 3418.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى