بوابة الدولة
الإثنين 29 أبريل 2024 08:03 مـ 20 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

د. محمد سيد أحمد يكتب :الناصرية بين الدروشة والرؤية العلمية !!

ليست المرة الأولى التى أتحدث فيها عن الناصرية والناصريين والتي أكاد أجزم بأنهم التيار الأكبر في الشارع المصري والعربي, لكن للأسف الشديد ما يفرقهم أكثر بكثير مما يجمعهم, وعلى الرغم من كثرة المحاولات لجمعهم تحت لواء وراية واحدة إلا أن كل المحاولات وعبر السنوات الطويلة الماضية قد باءت بالفشل, وفي الذكرى 103 لميلاد الزعيم والتي مرت علينا هذا الأسبوع تجدد الحديث عن ضرورة وحتمية وحدة الناصريين الذين يتجمعون فقط في المناسبات حول ضريح الزعيم كالدراويش يلتقطون الصور التذكارية ويتباكون على تشتتهم وتشرذمهم, وهنا لفت انتباهي أن غالبية من يدعون انتماءهم للناصرية هم في الحقيقة لا يعرفون شيئا عن الفكر والمشروع والتجربة الناصرية والتي يمكن التعرف عليها بسهولة عبر وثائق ثورة 23 يوليو ( فلسفة الثورة – الميثاق – بيان 30 مارس ), وأن أغلبهم يرتبط بالزعيم عاطفيا وليس عقليا, ومن هنا وجب تجديد ما ذكرته كثيرا حول ضرورة تحديد ماهية الناصرية والناصريين من منظور علمي.
وفي محاولة فض الاشتباك حول ماهية الناصرية والناصريين, يجب التأكيد على أن الناصرية هى تلك التجربة التي صنعها الزعيم جمال عبد الناصر عبر ثورة 23 يوليو 1952 والتي أعلنت ستة مبادئ أساسية شكلت البذور الجنينية للمشروع الفكري لجمال عبد الناصر وهى: ( القضاء على الاقطاع – القضاء على الاستعمار – القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم – إقامة جيش وطني قوي – إقامة عدالة اجتماعية – إقامة حياة ديمقراطية سليمة ), وبالطبع قام جمال عبد الناصر ببلورة مشروعه عبر ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق التقدم والتنمية الشاملة, من خلال ( الحرية – الاشتراكية – الوحدة ) باعتبارها مرتكزات رئيسية للنهضة, ومن خلال المبادئ الستة للثورة والمحاور الثلاثة للتقدم والتنمية الشاملة تشكلت المعالم الرئيسية للمشروع الناصري الذي أعلن جمال عبد الناصر أنه خاضع للتجربة والخطأ عبر الممارسات الواقعية اليومية, وهو ما يميز تجربة جمال عبد الناصر عن التجارب المستمدة من النظريات الفكرية التى تتعامل على أنها مسلمات في قوالب جامدة, لذلك ظل يصحح من أخطاء تجربته حتى اليوم الأخير في حياته.

وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر جرت الردة على مشروعه وتجربته منذ مطلع السبعينيات, وهنا بدأت تتشكل مجموعات للمقاومة سواء داخل مصر أو خارجها, تمسكت بمشروع جمال عبد الناصر وتجربته القائمة على المبادئ التي أرساها عبر ثورته, والمحاور الرئيسية لمشروع التقدم والتنمية الذي وضعه, وأطلقت مع الوقت هذه المجموعات على نفسها اسم الناصرية, أى الأشخاص الذين يؤمنون بأفكار ومشروع وتجربة جمال عبد الناصر.
إذن يمكننا الآن تعريف من هم الناصريون ؟ فالشخص الذي يدعي أنه ناصري لابد أن يكون على وعي تام بمبادئ جمال عبد الناصر ولا يخرج عن هذه المبادئ التي أرساها عبر مشروعه وتجربته, فالناصري ضد الاقطاع وسيطرته بكافة أشكاله القديمة والحديثة, والناصري ضد الاستعمار بكل أشكاله القديمة والحديثة, والناصري ضد سيطرة رأس المال على الحكم بمختلف أشكالها القديمة والحديثة, والناصري مع جيشه الوطني يدعمه ويقويه في مواجهة أعداء الداخل والخارج, والناصري مع العدالة الاجتماعية منحازا كما زعيمه مع الفقراء والكادحين والمهمشين في كل مكان, والناصري مع الحياة الديمقراطية السليمة القائمة على تمكين المواطن من مباشرة حقوقه الدستورية والعيش بكرامة في وطنه, والناصري مع حرية الانسان داخل مجتمعه وفقا للمنصوص عليه في الدستور والقانون وضد أى فعل يمس هذه الحقوق والحريات, والناصري مع الاشتراكية باعتبارها آلية لمنع الاستغلال داخل المجتمع ووسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية, والناصري مع الوحدة العربية باعتبارها آلية لمواجهة التكتلات الاقليمية والدولية الكبرى.
هذا هو التعريف العلمي للناصري وهو تعريف إجرائي يعتمد على مجموعة من المؤشرات التي يمكن قياسها في الواقع فمن تتوافر فيه هذه المقومات فهو ناصري – حتى ولو لم يعلن انتماءه للناصرية – أما من يفقد شرطا من هذه الشروط فلا يمكن أن نطلق عليه هذا المسمى, ومن هنا يمكن لكل شخص يدعي أنه ناصري أن يحكم على نفسه عبر هذه المؤشرات التي جاءت في التعريف العلمي للمفهوم, وبذلك نتخلص وبشكل نهائي من فوضى المسميات, وبالطبع ما ينطبق على الأشخاص ينطبق على المجموعات والتنظيمات والأحزاب التى ترفع راية الناصرية أو تحمل اسم الناصرية, ومن المؤكد أن تطبيق شروط المفهوم في الواقع سوف يكشف الجميع, ويحدد الموقع الحقيقي لكل من يدعي أنه ناصري سواء كان فردا أو مجموعة أو تنظيم.
فلا يمكن أن يكون ناصري من يدعم الاقطاع, أو يهادن ويطبع مع الاستعمار, أو يسكت على سيطرة رأس المال على الحكم, أو يهاجم جيشه الوطني, أو يصمت عن غياب العدالة الاجتماعية, أو لا يثور في مواجهة الاستبداد وعدم إقامة حياة ديمقراطية سليمة, أو من يقبل بفقدان حرية الانسان, أو عدم تطبيق الاشتراكية لإقامة العدالة الاجتماعية ومنع الاستغلال, أو من لا يدعم الوحدة العربية ويقف صامتا أمام ما يحدث في فلسطين والعراق وليبيا واليمن ولبنان وسورية من مخططات للتقسيم والتفتيت.
وبعد أن توصلنا إلى من هم الناصريون ؟ نأتي إلى الخطوة الأكثر إجرائية في هذا الطرح وهى الناصريون إلى أين ؟ أعتقد أن كل المحاولات التي تنادي الآن بضرورة وحدة التيار الناصري عليها أولا أن تفرز وعبر التعريف العلمي للمفهوم من هو الناصري الحقيقي سواء كان فردا أو جماعة أو تنظيما أو حزبا, وذلك عبر المواقف المعلنة والمعروفة والمسجلة حول المؤشرات المختلفة التى طرحت في المفهوم, وبعد عملية الفرز ستكون مهمة التوحيد أسهل وأيسر بكثير, فالمخلصين لأفكار ومشروع وتجربة جمال عبد الناصر يمكنهم التوحد بسهولة لأنهم لا يبغون شيئا غير إعادة إحياء مشروعهم المقاوم, أما المتمسحون فى رداء جمال عبد الناصر من الدراويش الذين يدعون زورا وبهتانا بأنهم ناصريين في حين يخالفون كل مبادئ جمال عبد الناصر فهم جزء من المؤامرة على المشروع الناصري المقاوم, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى29 أبريل 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.8560 47.9560
يورو 51.2681 51.3944
جنيه إسترلينى 59.9636 60.1081
فرنك سويسرى 52.4622 52.5776
100 ين يابانى 30.6259 30.6958
ريال سعودى 12.7592 12.7866
دينار كويتى 155.3968 155.7721
درهم اماراتى 13.0281 13.0588
اليوان الصينى 6.6085 6.6233

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,503 شراء 3,526
عيار 22 بيع 3,211 شراء 3,232
عيار 21 بيع 3,065 شراء 3,085
عيار 18 بيع 2,627 شراء 2,644
الاونصة بيع 108,939 شراء 109,650
الجنيه الذهب بيع 24,520 شراء 24,680
الكيلو بيع 3,502,857 شراء 3,525,714
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى