عبد الرحمن علي يكتب..”بنات ثانوي” خط جديد.. و”جميلة عوض” صدمة فنية


"بنات ثانوي" .. قد يكون عنوان الفيلم جذاباً وغير مُحدد للخطوط الحقيقية للفيلم، ولكنه نجح في جذب الانتباه من خلال حالة الشد والجذب التي اثيرت حوله وحول ما قدمه أبطال العمل في فترة قصيرة. فقد استطاع فيلم "بنات ثانوي" في التفوق على العديد من الأعمال الآخرى الموجودة على الساحة والمتنافسة معه، وتدور احداثه حول ٥ فتيات في مرحلة الثانوية العامة، على رأسهم الفنانة جميلة عوض التي تؤدي دور سالي محمد الفتاة التي تدرس في مدرسة حكومية بالمرحلة الثانوية بالقسم العلمي. ويضم الفيلم أيضاً كوكبة من النجوم الشباب ومنهم هنادي مهنا وهدي المفتي ومحمد الشرنوبي ومايان السيد، ميدو عادل، كريم قاسم، ومحمد مهران، وهو من تأليف أيمن سلامة، وإخراج محمود كامل، وإنتاج أحمد السبكي، ويعتبر هو العمل الأول للمخرج محمود كامل منذ 2015، بعد أخر اعماله "خارج الخدمة" للفنان أحمد الفيشاوي. فبرغم سيطرة أفلام الأكشن والجريمة والقصص المخابراتية صاحبة الميزانيات الضخمة على أغلب موضوعات السينما المصرية خلال الفترة الحالية، واحتلالها المراتب الأولى في شباك الإيرادات، إلا أن صناع "بنات ثانوي" خاطروا ليقدموا عمل يسير عكس التيار. فـ"بنات ثانوي" يأتي مقدماً لمجموعة من المشاكل الاجتماعية لمجموعة من الفتيات في سن المراهقة، مع استعراض تفصيلي لجذورهم الأسرية التي كانت احد اسباب وقوعهم في تلك المشكلات الاجتماعية. وقبل الاستفاضة في التفاصيل يجب التوضيح أن "بنات ثانوي" حقيقة يمثل عودة لسينما الواقع أو ما يعرف بالسينما الواقعية الجديدة، ويمثل استعراض وتجسيد لأفلام خان والطيب، ومن خلال السردية التي قدمها أيمن سلامة، نتذكر كتابات محمد جلال عبدالقوي، وأسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد. ومن الأشياء الملفتة حقاً في الفيلم، هو أداء الفنانة الشابة جميلة عوض، التي تتقدم بقوة في سادس أعمالها، خاصة بعد أن حصدت بجائزة أفضل ممثلة أفريقية - آسيوية، عن دورها في فيلم "الضيف"، بمهرجان نيو فيجن السينمائي الدولي بهولندا. فبعد تألق جميلة عوض في "تحت السيطرة" حيث لمع نجمها، والذي قدمت خلاله دور المراهقة المدمنة من الطبقة الغنية، جائت لتصدم الجمهور بدور مغاير تماماً لما قدمته قبلاً، حيث خرجت في "بنات ثانوي" على الجمهور بدور الفتاة الشريفة الفقيرة من أبناء الأحياء الشعبية، والذي اتقنته بشدة لدرجة إقناع الجمهور. من النقاط الهامة أيضاً كون الفيلم من إنتاج أحمد السبكي، فتعتبر نقلة نوعية في المحتوى الذي يقدمه، فقد جازف في إنتاج هذا العمل الذي يصنع شرفاً من نوع جديد لاسمه، وهو شرف الاعمال المميزة، كما يحسب له انه جازف لعرضه خلال موسم نصف العام في مواجهة افلام اخرى من فئات وانواع مختلفة. خطوط العمل تتماشى في خطوط متوازية بين المشكلات الاجتماعية وما تعانيه المرأة في حياتها مع عدة خيوط متشابكة بين الألم واللايت كوميديا تجعل المتلقى يتفاعل مع مشكلة كل فتاة ويلتمس لها العذر رغم أخطائها. لذلك أعتقد ان نجاح "بنات ثانوي" قد يكون نواة حقيقة لتغيير نوعية الموضوعات المطروحة فى السوق السينمائي فى الفترة القادمة.
ناقد سينمائي