بوابة الدولة
الثلاثاء 7 مايو 2024 02:20 صـ 27 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

هشام يحيي يكتب.. ”عماد الدين” نافس شوارع الفن في باريس

*مسارح شاهدة على نجومية سيد درويش ويوسف وهبي وعبد الوهاب والريحاني* *كباريهات وبنسيونات وفتوات  وراقصات وجرائم قتل

حكى لي المنتج والكاتب المسرحي سمير خفاجي.. "صاحب فرقة الفنانين المتحدين" إن شارع عماد الدين ـــ تحديدًا ـــ هو الذي لعب دورًا كبيرًا في إستدراكه نحو عشق الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص، لم يكن شارعًا تجاريًا مثل الشوارع الأخرى في قاهرة الأربعينات التي كانت تنافس باريس في النظافة والعراقة والمعمار ولكن كان عماد الدين له طابعه الخاص .. هو شارع الفن بجدارة.. واجهات المسارح الملونة.. وأفيشات دور العرض السينمائي.. ومقاهي تجمع ليلًا الفنانين والفنانات لا تغلق أبوابها ليلًا ونهار. وبارات تستقبل ذبائن من كل جنسيات العالم.. عندما كانت القاهرة مدينة (كوزموبوليتان) أشبه بـ نيويورك، التي يتحدث عنها العالم.

كان
يتكلم وذاكرتي.. تستعيد صفحات من كتاب "
شارع
عماد الدين .. حكايات الفن والنجوم" للكاتب الكبير الفريد فرج..
خاصة وهو يقول:" هذا
الشارع وحده كان يضم 15 مسرحا ودار عرض سينمائية، ومن أشهر مسارحه «الرينيسانس»
و«الكورسال» الذي قدمت عليه «أوبريت العشرة الطيبة» وكان أكبر مسارح القاهرة إلا
أنه تهدم تماما، ومسرح «برنتانيا» الذي قدمت عليه «كشكش بيك» و«راسبوتين»، ومسرح
رمسيس الذي كان يواجه مسرح الريحاني، وكان يتنافس كل ليلة يوسف وهبي والريحاني، كل
على مسرحه يقدم لجماهيره فنا هادفا. وكان شارع عماد الدين يضم مسرح «إجيبسيانا»
الذي شيده اليوناني كانغالوس، ودار عرض «الكوزموغراف الأميركاني» تاريخ هذه
المسارح يعود إلى عشرينات القرن العشرين، بعضها بقي وتحدى الزمن، وبعضها تساقطت
جدرانه حزنا على الزمن الجميل. حال الشارع الآن أفضل من الماضي بعد أن أعادت
محافظة القاهرة ترميم أغلب مبانيه وإعادة طلائها، فاستعاد الشارع جزءا من حيويته
إلا أن روح الشارع لا تزال مفقودة بعد أن غلقت مسارحه ودور السينما التي كان يكتظ
بها، فلم تعد أضواء المسارح تضوي وأفيشات السينما البراقة تجذب المارة. المسرح
الوحيد الذي يعمل بشكل موسمي هو مسرح الريحاني، إلى جانب خمس دور سينما، هي: سينما
ليدو، وسينما كوزموس، وكايروبالاس، وسينما ديانا، وبيجال. تبقى تلك المعالم
القليلة شاهدة على زمن مضى وتاريخ متفرد عن أهل الفن الذين رحلوا ورحلت معهم عظمة
تلك الحقبة التنويرية، لكنهم لم يغادروا وجدان الملايين حول العالم
".

حكايات
الشارع الأشهر.. للأسف ذهبت مع نجومه الذين رحلوا عن الحياة وغادرونا.. لكن من حسن
الحظ إن بعض من هؤلاء النجوم سجلوا حكاياتهم مع شارع عماد الدين في مذكراتهم
الشخصية "يوسف وهبي، نجيب الريحاني"، وأخرين أكتفوا بالحديث عن الشارع
في مقابلات تليفزيونية أو أحاديث صحفية. وحسب المعلومات المتوافرة على شبكة
(الإنترنيت) الوصف الجغرافي لشارع الفن والترفيه يؤكد  :
إن  الشارع يمتد  إلى مسافة تزيد على ألفي متر، وينتهي عند ميدان
رمسيس أو باب الحديد، كما كان يطلق عليها قديما، الذي يطل على محطة القطارات
الرئيسية بمصر. يطل التاريخ من بنايات الشارع الممهورة بتوقيع المعماري أنطونيو
لاشياك، كبير مهندسي السرايات الخديوية في عهد الخديو إسماعيل، أما الشوارع
الجانبية المتفرعة منه فتحمل أسماء عمالقة الفن: نجيب الريحاني، وسيد درويش وزكريا
أحمد وعلي الكسار. بين جدران هذا الشارع صدحت أم كلثوم وليلى مراد، وتغنى سيد
درويش ومحمد عبد الوهاب بألحانهم الطربية، وتألق يوسف وهبي وجورج أبيض ونجيب
الريحاني وأمينة رزق وتحية كاريوكا وسامية جمال وبديعة مصابني وغيرهم، وهنا مرت
الممثلة الأميركية جوزفين بيكر التي جاءت لمصر في أربعينات القرن العشرين، وتجمعها
مع نجيب الريحاني صورة رائعة في شارع عماد الدين هي ما بقي من تلك الزيارة، وكذلك
الفنانة الفرنسية الشهيرة سارة برنار التي كانت تقدم عروضها على مسارحه؛ فقد كان
هذا الشارع محراب أهل الفن في الشرق"

. حكى لي الفنان الكبير الراحل
محمد عوض في أكثر من حوار
 صحفي.. إن شارع عماد الدين سر شهرته ونجوميته..
وإنطلاقته الفنية.. لأنه كان واجهته الأولى وهو مازال طالبًا عاشق للمسرح يحضر
يوميًا إلى مسرح "الريحاني" للجلوس في الكواليس بين الكومبارس.. لمشاهدة
الفنان الكبير عادل خيري وهو يعيد مسرحيات نجيب الريحاني.. وإن الفرصة الكبرى
جاءته بعد مرض الفنان عادل خيري.. وإكتشاف والده بديع خيري إن هذا الممثل الشاب
نجم مسرح الجامعة يحفظ جميع شخصيات نجيب الريحاني.. وبدعم من الفنانة الكبيرة ماري
منيب قدمه بديع خيري للوقوف على خشبة المسرح.. بطلًا لفرقة الريحاني.. ويكتب أسمه
لأول مرة على أفيشات مسرحية كان في شارع عماد الدين.

الذي
إكتشفت إن هذا الأسم
أن أصل اسم "عماد الدين"
، يعود إالى شيخ غير معروف يقع جامعه في الجزء الجنوبى "محمد فريد" ومن
الحكايات المتداولة أن  أن الاسم يعود إلى فتوة
كان يتحكم في الجزء الشمالى من الشارع. وكان ذلك الجزء من الشارع موطن صناعة
الترفيه من دور السينما والمسارح والحانات والملاهي الليلية،  ويقال إن سبب ذلك أنه كان يحمى الفنانين من
الفتوات الآخرين.

وبمناسبة
حديث الفتوات يقال إن قتل الراقصة "إمتثال فوزي" صاحبة كازينو
"البسفور" التي حرض على قتلها أشهر فتوات الشارع فؤاد الشامي كان وراء
دفع النحاس باشا رئيس وزراء مصر إلى إلغاء نظام الفتوات.. القصة كاملة: "
بلغ
نفوذ "امتثال" التي كانت تتمتع بجمال خاص  مداه، مما دفع الشامى لفرض إتاوة عليها، والتي
لم تتردد في إعطائه ما طلب تجنبًا لشره، فأخذ كل فترة يطلب منها المزيد حتى ضاقت
به ذرعًا، مما جعلها ترفض دفع أى إتاوة يطلبها الشامى أو غيره من الفتوات، وأوقعها
فى الكثير من المتاعب، وبالفعل أرسل فؤاد الشامى أحد رجاله إلى امتثال للجلوس معه
فرفضت، مما أذهل الشامى، ففى الوقت الذى تدفع له بديعة وتلاطفه ترفض امتثال.

ظلّ بعدها الفتوة يفرض إتاوة
قدرها 50 جنيهًا شهريًّا وإلا قام بقتلها، أبلغت امتثال رجال الشرطة، وكان قسم
الأزبكية يطل مباشرة على كازينو البسفور، فلما علم الشامى بذلك شعر بضياع هيبته
بين رجاله، مما زاد الموقف امتناع بعض راقصات عماد الدين دفع الإتاوات، فدفع
الشامى بأحد رجاله ويدعى كامل الحريرى، مساء يوم الجمعة 22 مايو 1936م، الذي
انتظرها خلف مسرح البسفور وقام بغرز رقبة زجاجة مكسورة فى عنقها لتلقى حتفها على
الفور.

ألقت قوات الشرطة القبض بعدها على
فؤاد الشامي ورجاله، واعترفت فنانات شارع عماد الدين أيضًا بالإتاوات التى كان
يفرضها عليهنّ مقابل الحماية وعدم التعرض.

ولأن
قصة "إمتثال فوزي" مغرية دراميًا قدمتها الفنانة ماجدة الخطيب في فيلم
سينمائي.. شاركها البطولة فيه الفنان عادل أدهم وقدم شخصية فؤاد الشامي..

وإذا
كان هذا الشارع العريق إحتل صفحات في مذكرات 
كبار الفنانين والأدباء .. وكان أحيانًا مسرحًا لأشهر روايات نجيب محفوظ
"ذقاق المدق" عندما خرجت "حميدة" من الذقاق للعمل في أحد
كباريهات عماد الدين، كان أيضًا للشارع نصيب في مذكرات كبار السياسين.. وعلى سبيل
المثال:"
ذكر المرحوم احمد شفيق باشا في كتابه
"مذكراتي في نصف قرن" تاريخ افتتاح اول دار للسينما في مصر، فقال: "انه
افتتحت لاول مرة في مصر دار للسينما في "حمام شنيدر" بالقرب من فندق
شيردقي مساء 28 يناير عام 1895، وعرضت في تلك الليلة بعض مناظر لا بأس بها اطلق
عليها اسم "الفوتوغراف المتحرك" من اختراع المسيو لومبير من ليون، وقد
تهافت على مشاهدتها جمهور كبير ليرى ذلك الاختراع العجيب، بالرغم من ان اسعار
الدخول كانت "باهظة" الثمن، فقد كانت تتراوح بين خمسة قروش للكبار وبين
قرشين للاطفال!!.

وهذا المكان الذي انشئت فيه اول
دار للسينما في مصر يقع الان في حي عماد الدين مكان دار سينما "اوديون"
المخصصة لعرض الافلام الفرنسية في شارع "حمامات العوم" خلف عمارات
الخديو.

وقد شهدت هذه الدار تقلبات غريبة،
فقد تحولت اكثر من مرة من دار للسينما الى مسرح تارة، والى "كباريه"
تارة اخرى، وعملت فيها اشهر الفرق الاستعراضية والمسرحية من شرقية وغريبة وكانت في
كل مرة توصد ابوابها ثم تعود الى ماكانت عليه كدار للسينما.

وقد تغير اسمها عدة مرات فكانت
مرة دارة "الفوتغراف المتحرك" ومرة "سينما الشعب" ومرة مسرح
"ريجال" واخيرا سينما "اوديون"
.

وفي
سياق أخر في كتابه "مذكراتي في نصف قرن" يحكي: "
وفي
خلال السنوات العشر الاولى من هذا القرن، بدأت الملاهي والمسارح تزحف على عماد
الدين، ومنذ ذلك التاريخ اخذ يدب فيه العمران ليكون فيما بعد، وبالاخص في اثناء
الحرب العالمية الاولى من اشهر احياء الملاهي في العالم.

ولا يكمن ان يذكر شارع عماد الدين
دون ان يذكر معه اسم تلك الغانية اللعوب "مدام مارسيل" صاحبة الملهى
والمسرح الذي كان معروفا باسم "كازينو دي باري" واصبح مكانه الان دار
"سينما ستوديو مصر".

فقد استقدمت مدام مارسيل لملهاها
من اوروبا في اثناء الحرب العالمية الاولى، اشهر الفرق الاستعراضية واجمل الراقصات
الباريسيات واقدرهن في اصطياد القلوب.. والجيوب!.

فانتقل الى مغناها من حي الازبكية
"وملاهي الف ليلة" و"نزهة النقوس" كبراء مصر وعظماؤها وبعض
امراء الشرق، ممن كانوا مولعين بالليالي الحمراء!

وقد كانت هذه الغانية تدير الى
جانب ملاهيها، بنسيونات، درت عليها نزوة طائلة قدرت بمليون جنيه، ثم تبخرت هذه
الثروة، واصبحت الغانية المليونيرة تعيش على الكفاف الان!.

ويقال ان في حيازة مدام مارسيل
حتى اليوم "كمبيالة" بمبلغ مائة جنيه بامضاء امير شرقي ظلت محتفظة بها
كذكرى لايام العز الزائل، وقد عرضت عليها الاف من الجنيهات ثمنا لتلك الكمبيالة
ولكنها اثرت الاحتفاظ بها وعدم التفريط فيها.

ومن
النواد المسرحية في الشارع التي كانت تتحاكى عنها الصحافة الفنية ومقالات كبار
كتاب الفن وعشاق المسرح.. إن بعد الخلاف الذي دب بين أمين صدقي والريحاني.. إتجه
للعمل مع منافسه اللدود علي الكسار، مما دفع الريحاني للإستعانه بالكاتب بديع
خيري.. وشهد المسرح المصري نوعًا جديدًا من المسرح لم يكن موجودًا إلا في شارع
عماد الدين.. بعد

أن تحولت أسماء المسرحيات إلى تراشق بالألفاظ بين الريحاني والكسار.. على طريقة "الردح" في الحواري الشعبية من نوعية "راحت عليه" و "ولو".

كاتب صحفي

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9014 48.0014
يورو 51.2402 51.3663
جنيه إسترلينى 59.9151 60.0594
فرنك سويسرى 52.5177 52.6562
100 ين يابانى 30.9401 31.0067
ريال سعودى 12.7713 12.7987
دينار كويتى 155.4635 156.0616
درهم اماراتى 13.0411 13.0701
اليوان الصينى 6.6143 6.6299

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,531 شراء 3,554
عيار 22 بيع 3,237 شراء 3,258
عيار 21 بيع 3,090 شراء 3,110
عيار 18 بيع 2,649 شراء 2,666
الاونصة بيع 109,827 شراء 110,538
الجنيه الذهب بيع 24,720 شراء 24,880
الكيلو بيع 3,531,429 شراء 3,554,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى