من ينقذ قلباًً يُنقذ؟؟
كتب: د. نهلة جمال
لا تخف، أنها جراحة بسيطة ولكنها عميقة تلك التي تجريها بسمتك العطوفة وأنامل رحمتك بضعيف أوقع به الحظ في بئر جهله أو خيانة من حوله فتخيط جروحه بمهارة ويسر لتتدفق دماء الأمل بأوردته من جديد .
نعم فمن منا يريد الوقوع في حفرة واتساخ ملبسه ، ومن لن يحرج من بلاهة الموقف ، ومن منا يتمني أصابته في إعداد طعام أو ترتيب حجرات أو...، وهل منا من يريد وعكة تزوره فتسكن الحياة النشطة به وتنبض الاوجاع، أو يقفز من يومه صديق ليكشف عن موقعه الجديد كعدو أو حاقد ..أعتقد إن اجابتنا جميعا هي النفي بسرعة وقوة بل والاستعاذة من شرور الناس والأحداث .
وأصدقكم القول أفعل مثلكم وانتفض لمجرد التفكير في هذه الاشياء..فلا معني أذن للوم المصاب وتجريح المخدوع و استجواب المجني عليه بل الواجب هو العلاج أولا.. باحتواء الموقف والاطمئنان علي الانسان قبل الجماد ، بالتنبية عليه بالحذر لأنه الأغلي وليس لأن مصابه يكلفنا ويعرقل خطواتنا .
ولتدرك جيدا عزيزي الناقد بدون داعي ، أن الغد قد يحمل لك بالمثل وأكثر فاحذر من لحظات قسوته واحتمي بالقلوب لتتنفس سكينة وسلام .. فمن ينقذ قلبا اليوم تنقذه القلوب في كل يوم.