بوابة الدولة
الجمعة 3 مايو 2024 03:27 صـ 24 شوال 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

تعليقاُ على انتخابات نقابة الصحفيين.. صلاح عيسى يكتب: ”انتخابات على طريقة: فتشني.. فتش!”

هذا حديث ترددتُ كثيراً قبل أن أسوقه فى هذا التوقيت بالذات، حتى لا يسىء أحد فهمه، أو يسعى لتأويله على غير المعنى الذى قصدته منه، غير أن جانباً ملحوظاً من الخطاب الإعلامى الذى سبق أن واكب فتح باب الترشح لانتخابات التجديد لموقع النقيب ونصف أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، قد اتسم بدرجة من التشوش والتداخل والخلط، جعلنى أغالب ترددى وأنشره، قبل أن تبدأ المعركة الانتخابية بشكل رسمى ظهر غد بإغلاق باب الطعون والتنازلات، حتى لا يقود هذا التشوش إلى تداعيات تضر بمصالح الصحفيين وتضعف نقابتهم، وتقوى نفوذ الجناح المعادى لحرية الصحافة والإعلام فى كواليس الحكم وتسىء بذلك إليه، وإلى ثورتى يناير ويونيو، اللتين كان الصحفيون والإعلاميون بين قواها الضاربة.
خلاصة خطاب التشوش، أن معركة انتخابات الصحفيين تدور بين تيارين أحدهما نقابى خدمى والثانى مهنى سياسى، يسعى الأول منهما إلى إحياء ما كان يُعرف فى عهد ما قبل الثورتين بـ«نقيب الجسور» ويشترط فيه أن يكون مقبولاً من الحكومة، مرضياً عنه من النظام القائم، مما يمكنه من بناء جسور الثقة بينهما وبين النقابة، ويتيح له الفرصة للدخول فى مفاوضات ناجحة معها حول حقوق الصحفيين وامتيازاتهم من الأجور والبدلات، إلى التعطل والعلاج، ومن الشقق والمدافن إلى القروض والمعونات، بينما يسعى التيار الثانى فى نظر التيار الأول إلى تسييس النقابة، وإلى إقحامها فيما لا يدخل فى اختصاصات النقابات المهنية، ويخلق بذلك المشاكل بينها وبين الحكومة، فيسد - أو يضيق - من فرص نجاح المفاوضات معها، حول مطالب ومصالح الصحفيين.
ولو أن الذين يشيعون هذا الخطاب الآن، رجعوا إلى التاريخ النقابى منذ برزت نظرية «نقيب الجسور» فى بداية ثمانينيات القرن الماضى، لأدركوا أنها فشلت فى تحقيق الغرض منها، صحيح أن الحزب الوطنى الديمقراطى، الذى كان يحتكر الأغلبية، كان يحرص على أن يحتكر أحد كبار الصحفيين المنتمين إليه موقع نقيب الصحفيين، وأن يوفر له كل المغريات العينية والنقدية التى تمكنه من اجتذاب أصوات الناخبين لصالحه، إلا أن ذلك لم يحل بين حكومة الحزب ونوابه فى البرلمان، وبين إصدار القانون رقم 93 لسنة 1995 الذى غلّظ العقوبات فى جرائم النشر، من دون علم - أو استشارة «نقيب الجسور» وقتها «إبراهيم نافع»، ولم يحل بين هذا النقيب وبين الانضمام إلى الصحفيين حين ثاروا ضد القانون، وقيادة المعركة التى خاضوها ضد الحزب والحكومة، حتى أسقطوه، لتتأكد بذلك القاعدة التى التزم بها الصحفيون منذ تأسيس نقابتهم، وهى أنهم جميعاً يخلعون أرديتهم الحزبية على أبواب نقابتهم.
والحقيقة أن تصوير معركة انتخابات الصحفيين الحالية باعتبارها منافسة بين الموالين للدولة - الذين يسعون لاستعادة جسور الثقة بينها وبين النقابة وبين المعارضين لهذه الدولة الذين يسعون إلى تأزيم العلاقات بينها وبين النقابة، يسيئون بهذا التصوير غير الصحيح، لكل الأطراف، وفى مقدمتهم المرشحون الذين يعتبرون أنفسهم أو يعتبرهم الآخرون، من المنتمين إلى مدرسة إعادة بناء الجسور، إذ هو ينطوى على اعتراف - أو ادعاء - منهم، بأنهم سوف يخلعون أرديتهم الصحفية أمام باب النقابة، لكى يستبدلوها بأردية حكومية.
وهو تصور يسىء - كذلك - إلى النظام القائم، لأنه يوحى بأنه يسير على درب النظام الأسبق، فى محاولة الهيمنة على النقابات المهنية، بالمخالفة لنصوص الدستور التى تكفل لها الاستقلال، وتحظر على كل الجهات الإدارية التدخل فى شؤونها، بدلاً من أن تدعم استقلالها، وتعتمد عليها فى اقتراح السياسات التى تمكنها من الارتقاء بالمهن التى يشتغل بها أعضاؤها، وفى مواجهة المشاكل والعقبات التى تواجههم، فضلاً عن أن هذا التصور، سوف يقود إلى قراءة خاطئة لنتائج الانتخابات، تعطى البعض ذريعة للزعم بأن الصحفيين يعادون دولة 30 يونيو وتعطى الآخرين الفرصة للقول بعكس ذلك، فى حين أن الدولة لم تكن طرفاً فى الانتخابات من الأصل.
وليس سراً أن تصاعد الخطاب الذى أعاد إحياء سياسة مجلس «نقيب الجسور» عن مرقدها، يعود إلى تداعيات الخلاف بين وزارة الداخلية والنائب العام من جانب، وبين النقيب الحالى ومجلس النقابة من جانب آخر، حول تفسير المادة 70 من قانون النقابة، فبينما تمسك المجلس والنقيب بأن نص المادة صريح فى عدم جواز تفتيش مقار النقابة إلا بحضور وكيل للنائب العام، ونقيب الصحفيين أو من يمثله، رأى الطرف الآخر أن النص لا يشترط ذلك فى حالة صدور أمر بالقبض على مطلوبين للنيابة.
وبصرف النظر عن أن بعض التداعيات الأخرى لهذا الخلاف قد تجاوزت الحدود المقبولة، فإن الاستناد إليها كذريعة لإعادة إحياء شعار ميت وسياسة أثبتت فشلها، وفات زمانها، إذ ارتبط شعار «نقيب الجسور» بحوافز مغرية، كانت الحكومة تقدمها للصحفيين، لم يعد باستطاعتها - فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة - أن تقدمها، وتغير مجتمع الناخبين، ولم يعد أمام المرشحين سوى أن يرفع أحدهم شعار «المادة سبعين.. أو الموت الرحيم».. ويرفع الآخر - على طريقة إسماعيل ياسين.. فى فيلم «ابن حميدو» - شعار «فتشنى.. فتش»!

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى02 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.9014 48.0014
يورو 51.2402 51.3663
جنيه إسترلينى 59.9151 60.0594
فرنك سويسرى 52.5177 52.6562
100 ين يابانى 30.9401 31.0067
ريال سعودى 12.7713 12.7987
دينار كويتى 155.4635 156.0616
درهم اماراتى 13.0411 13.0701
اليوان الصينى 6.6143 6.6299

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,509 شراء 3,531
عيار 22 بيع 3,216 شراء 3,237
عيار 21 بيع 3,070 شراء 3,090
عيار 18 بيع 2,631 شراء 2,649
الاونصة بيع 109,117 شراء 109,827
الجنيه الذهب بيع 24,560 شراء 24,720
الكيلو بيع 3,508,571 شراء 3,531,429
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى