بوابة الدولة
الأربعاء 7 مايو 2025 01:27 مـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
المنصة النووية لدول البريكس تعقد أولى جلساتها في الصين مجلس الوزراء: ”قناة السويس” و”المنطقة الاقتصادية” هيئتان مستقلتان وزير الإسكان يتابع مشروعات المبادرة الرئاسية ”حياة كريمة” بمحافظات الأقصر والفيوم وكفر الشيخ عادل حمزة.. مدرب محترف يحوّل طموحاتك إلى عضلات في زمن قياسي وزير الاستثمار يلتقي السفير السويدي لبحث ترتيبات منتدى الأعمال المصري السويدي المبعوث الأممي لليمن يؤكد أن التصعيد مع إسرائيل خطير مستقبل وطن ينظم احتفالية كبرى بالزاوية الحمراء والشرابية لتوزيع جهاز العرائس بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي ويعقبه مؤتمر صحفي قاضى المعارضات يجدد حبس سارة خليفة وأفراد عصابة المخدرات والحشيش الاصطناعى وزير التعليم العالي يستقبل وزير خارجية جمهورية القمر لبحث تعزيز العلاقات الأكاديمية والبحثية رابط بيانات المعلم لطباعة صحيفة الأحوال عبر موقع الوزارة ضغوط إسرائيلية لإدراج ”توقف قصير” فى تل أبيب ضمن زيارة ترامب للشرق الأوسط

أشرف بيدس يكتب : محمد كمال المصري ”شرفنطح”

 %d8%a8%d9%8a%d8%af%d8%b3-2
حاول محمد كمال المصرى أن يختار شيئا فى حياته من تلك الأشياء التى فقدها قسراً، ربما الشهرة التى جانبته وهو يستحقها، أو البطولة التى ذهبت لآخرين أقل موهبة وإبداعا، أو الأمان والستر الذى غاب عنه فى حياة بائسة حتى لحظات النهاية، أو ولدا يستند عليه فى أواخر أيامه، فلم يجد غير الاسم الفنى، فكان "شرفنطح" ليدلل به على شخصيته، وربما يجد صدى عند هؤلاء المتغافلين، فاقتبسه من إحدى مسرحياته التى قام بتجسيدها وأطلقه على نفسه، وصار "شرفنطح" حتى نسيت جموع الجماهير اسمه الحقيقى، وهذا يُكمل مشهد الإنكار الذى عانى منه الرجل. لقد صنع محمد كمال المصرى تاريخه من فتات الأدوار الثانوية التى قد لا تلق بالا من البعض، لكن تناولها من خلاله أكسبها قيمة شغف المتابعة والاندهاش بتفاصيلها الحركية والأدائية، لتترسخ فى وجدان الجماهير، وهو الأمر الذى لم ينجح فيه الكثيرون، ومن هنا يأتى التميز والموهبة.
لم يكن "شرفنطح" هذا النحيف القصير الماكر، ضئيل الجسم ذو الشوارب المبرومة شديد الذكاء والحنكة يجيد التصنع بل كان طبيعيا خالصا، يذوب فى شخصياته الصغيرة فيصنع منها أدوارا كبيرة، يفرض أدواته بتلقائية وبساطة فتحدث ضوضاء ما كان يسعى إليها لولا عبقرية التقمص والتجسيد، فمع كل مشهد تبدأ الجماهير فى البحث عن اسمه الحقيقى، ومتابعة أخباره الشحيحة، إنه واحد من كثيرين لم يأخذوا حقهم، فعاشوا على هامش الحياة، وكان يكفيهم فقط إسعاد الجماهير، وتعاطى الفن سواء نظير مقابل أو دون مقابل لا يهم، تحلقوا حول الناس، فتحلقت الناس حولهم وبادلوهم الحب والامتنان.
عندما يؤدى فى فيلم «أبو حلموس» دور الباشكاتب "يعقوب" يخطف العقول والألباب، بإصراره على رد "اليانصيب" طالبا قيمته، وهو لا يعلم أنها كسبت آلاف الجنيهات. وفى فيلم «سى عمر» ينهب ميراث ابن أخيه، ويحول "العزبة" إلى "وسية" يفعل بها ما يحلو له. إنه "مدرس الحساب" الذى يناكف جاره نجيب الريحانى فى «سلامة فى خير» ويكيد له المكائد، وأيضا "وكيل المحامى" فى فيلم «فاطمة» الذى يقود ثورة على عائلة أنور وجدى ليجبرهم على الاعتراف بالطفل الذى ينكرونه. وفى مشهد ساخر ونادر لم يتكرر من قبل نراه فى فيلم «عفريتة اسماعيل يس» يرتدى "بياضات" فوق ملابسه لتحفظها من التلف، إنه تلك الشخصية الناشفة التى لا يستطيع أحد التغلب عليها، ولا يفرط مثقال ذرة فى حق من حقوقه ويظل يدافع عنه حتى يسترده، يا ليته فعل ذلك مع الفن الذى عشقه حتى النخاع ولم يجن منه سوى فقر الاحتفاء .
عندما نتكلم عن "شرفنطح" لا يمكننا بأى حال من الأحوال المرور عليه مرور الكرام، ونكتفى بترديد تلك الكلمات الباردة التى تتلا فى حفلات التأبين، فهو واحد من جيل عظيم عانوا ويلات الحاجة والبؤس، ولاقوا من صنوف العذاب الكثير، وكان عشقهم للفن لا يضاهيه شيء آخر، رغم يقينهم الراسخ بأنه طريق محفوف بالمخاطر، لكنهم سلكوه عن طيب خاطر وبرضاء تام، ولم يجدوا غير الأشواك ليمشوا عليها ويصنعوا مجدهم.
تنبه محمد كمال المصرى (1-8-1886 / 3-4-1961) لموهبته فى سن صغيرة جدا، واضطرته الظروف للعمل بلياتشو فى سيرك متجول بالنجوع والأقاليم والكفور، محاولا زرع البسمات على وجوه الصغار والكبار وحصد القليل من الامتنان وإن غاب كثيرا، ولأنه كان مولعا بسلامة حجازى فقد أجاد تقليده حتى التحق بفرقته، ومنها اتجه لفرقة سيد درويش ثم فرقة جورج أبيض، وعندما قذفت به مقاديره إلى نجيب الريحانى ليعمل معه، كان اللقاء الأول عاصفا وغير مُرض، ولم يحدث أى انسجام بينهما، مما دعاه للبحث عن فرقة أخرى، وبعد فترة من التجوال والتنقل قرر انشاء فرقة تحمل اسمه، ولما ذاع صيته بدأت السينما تفتح أبوابها، وكانت أول أفلامه «سعاد الغجرية» فى 1928، والغريب ان الريحانى لم يجد خيرا منه ليشاركه أعماله وكأنه اعتذار واعتراف بموهبته، وبالفعل يشترك فى 3 أفلام (سلامة فى خير، وسى عمر، وأبو حلموس). ثم تتوالى الأعمال ليشارك فى بطولة أكثر من120 فيلما سينمائيا (شهر العسل، ليالى الأنس، أحب الرقص، الستات كدة، الستات عفاريت) وكان آخر أفلامه هو «حسن ومرقص وكوهين»، كما قدم للمسرح أعمالاً كثيرة من أشهرها (مملكة الحب، المحظوظ علشان بوسة، آه من السنوات، ياسمينة، نجمة الصبح.
عند التعرض للكتابة عن هذا الجيل، نكتشف شح المعلومات وندرتها، خصوصا إذا كنا بصدد واحد من هؤلاء الذين لم يجيدوا الدعاية لأنفسهم، فكل ما كتب عن الرجل لا يتعدى 5 سطور فقط، لا تسمن ولا تغنى من جوع، بل حمل الكثير منها عبارات التهكم والتندر مثل حبه الشديد للمال، وإنه كان يلف فلوسه فى حزام حول بطنه، وقيل أيضا أن أحداً لم يكن يعرف له مكان سكن، وإنه كان دائم التواجد فى مسرح الريحانى للاتفاق على أعماله السينمائية، إضافة لاجتهادات كثيرة حول موته. برع هواة التأليف فى نسجها دون مصدر أو دليل.
أقرب أدواره إلى البطولة كانت من خلال فيلم «جواهر» أمام هاجر حمدى ومحمود المليجى، والذى جسد فيه شخصية "عبد الغنى باشا" المرابى الذى يعشق المال ولا هم له سوى جمعه وتكديسه، وعندما يغمى عليه تظن ابنته انه فارق الحياة، وأثناء تجول بعض اللصوص فى مقبرته يفيق من غيبوبته، ويرجع عن أفعال الشح والبخل، أما فيما عدا ذلك فمعظم أدواره السينمائية كانت فقيرة المشاهد، لكنها غنية بالموهبة.
تأتى النهايات الحزينة دائما لتنشف تلك الضحكات والبسمات التى اعتلت الوجوه، وتتحول لعبرات متحجرة يكسوها الوجوم والحسرة والترحم، يصاب فناننا الجميل بمرض الربو وتنكره الأيام والأصدقاء حيث لا ولد ولا سند، يتجرع عذابات المرض، ويموت وحيدا فقيرا معدما بعد أن يفرغ كيس القروش القليلة، وتتراقص على الجدران الصماء شخصياته الفرحة تسليه أو تعزيه لا ندرى، لكن السطور الأخيرة تكتب فى عدم وجود مشيعين ومعزين.
 

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى06 مايو 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.6114 50.7114
يورو 57.3225 57.4459
جنيه إسترلينى 67.5966 67.7657
فرنك سويسرى 61.3546 61.5131
100 ين يابانى 35.3802 35.4526
ريال سعودى 13.4928 13.5202
دينار كويتى 165.0462 165.4263
درهم اماراتى 13.7782 13.8073
اليوان الصينى 7.0118 7.0264

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5531 جنيه 5509 جنيه $108.46
سعر ذهب 22 5070 جنيه 5050 جنيه $99.42
سعر ذهب 21 4840 جنيه 4820 جنيه $94.90
سعر ذهب 18 4149 جنيه 4131 جنيه $81.34
سعر ذهب 14 3227 جنيه 3213 جنيه $63.27
سعر ذهب 12 2766 جنيه 2754 جنيه $54.23
سعر الأونصة 172047 جنيه 171336 جنيه $3373.36
الجنيه الذهب 38720 جنيه 38560 جنيه $759.19
الأونصة بالدولار 3373.36 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى