خبير: 4 خطوط حمراء روسية تعرقل تسوية الحرب.. وأوروبا تتحدى خطة ترامب
كشف الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن كواليس تعثر المفاوضات الروسية الأوكرانية، مؤكداً أن الاجتماعات الأخيرة، سواء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أو المحادثات الجارية في فلوريدا، لم تسفر عن أي اختراق حقيقي أو حسم للموقف، رغم الجهود الأمريكية المكثفة لإيجاد أرضية مشتركة.
الخطوط الحمراء الروسية
وأوضح خبير العلاقات الدولية، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "اكسترا نيوز"، أن هناك 4 عقبات رئيسية أو ما أسماها بـ«الخطوط الحمراء» الروسية التي تمنع التوصل لتسوية حتى الآن، وهي: معضلة الأرض: تعتبر موسكو أن إقليم الدونباس (لوغانسك ودونيتسك) وزاباروجيا وخيرسون أراضٍ روسية غير قابلة للتفاوض بعد ضمها رسمياً.
وأشار إلى أن روسيا طرحت فكرة "مبادلة الأراضي" بالانسحاب من خاركيف وسومي مقابل خروج أوكرانيا مما تبقى لها في دونيتسك، وهو ما يرفضه الرئيس الأوكراني زيلينسكي باعتباره تنازلاً عن السيادة والكرامة الوطنية.
الضمانات الأمنية: ترفض روسيا بشكل قاطع أي وجود لقوات "الناتو" على الأراضي الأوكرانية. ولفت الخبير إلى أن واشنطن عرضت ضمانات تشبه "المادة الخامسة" في حلف الناتو (الدفاع المشترك) دون عضوية، وهو ما رفضته موسكو لأنه يشرعن التدخل العسكري الغربي ضدها مستقبلاً.
تحييد أوكرانيا: تصر روسيا على حياد أوكرانيا التام وعدم انضمامها للناتو، مع تخفيض الجيش الأوكراني إلى 250 ألف جندي، بينما يقترح العرض الأمريكي 600 ألف جندي (علماً بأن قوامه الحالي 750 ألفاً).
الأصول المجمدة: يطالب الاتحاد الأوروبي بمصادرة الأرصدة الروسية المجمدة (215 مليار يورو)، بينما تقترح أمريكا استخدام 100 مليار منها لإعمار أوكرانيا، وهو ما ترفضه موسكو جملة وتفصيلاً.
المناورة الأوروبية وتهميش المؤسسات الأمريكية
وفيما يخص الموقف الأوروبي، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد أن الخطة الأوروبية لتوفير 100 مليار دولار لأوكرانيا تعكس رهان أوروبا المستمر على "الخيار العسكري" ورفض تقديم تنازلات لبوتين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعد "رفضاً ضمنياً" لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام.
وأضاف أن أوروبا تحاول تضخيم فكرة أن أي تنازل لروسيا يعني "ابتلاع أوروبا" لاحقاً، وذلك لتعزيز موقف زيلينسكي المتشدد.
وأشار إلى أن إلى تعقيد المشهد الداخلي الأمريكي، حيث يعتمد ترامب على "دبلوماسية الصفقات" عبر مبعوثه الشخصي "ويتكوف"، متجاوزاً المؤسسات التقليدية (الخارجية والبنتاجون والكونجرس)، التي ترفض بدورها تقديم تنازلات كبرى لروسيا، مما يجعل المشهد التفاوضي شديد التعقيد والضبابية حتى اللحظة.
























