الصحة اللبنانية: 5 قتلى و28 جريحا في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن الضربة التي نفذتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد، واستهدفت قياديا كبيرا في حزب الله، أسفرت في حصيلة نهائية عن مقتل 5 أشخاص وإصابة نحو ثلاثين آخرين.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد ظهر الأحد، أدت في حصيلة نهائية إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد، استهداف "رئيس أركان" حزب الله اللبناني في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت هي الأولى منذ أشهر، وتأتي في خضم تكثيف إسرائيل ضرباتها لتجريد الحزب من سلاحه بعد نحو عام على وقف هش لإطلاق النار بين الطرفين.
وأكد حزب الله أن أحد قيادييه العسكريين استهدف في الضربة التي طالت مبنى في منطقة حارة حريك بمعقله الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وأتت الغارة بعد ساعات من تجديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوعد بأن إسرائيل ستواصل العمل على منع الحزب من ترميم قدراته بعد الحرب التي تكبد فيها خسائر باهظة.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون المجتمع الدولي الى التدخل لوقف هجمات إسرائيل المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها.
وأشار إلى أن حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكد أنها ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أيّ تصعيد مفتوح، وبما يضمن ووقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من الأراضي اللبنانية وعودة الاسرى.
وأضاف، "لقد أثبتت التجارب أنّ الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمرّ عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه".
وقال مصدر في المكان إن الضربة أصابت الطابقين الثالث والرابع من مبنى مكون من 9 طوابق، وقد هرعت سيارات الاسعاف إلى المكان وعملت على نقل مصابين.
وأظهرت لقطات فجوات ضخمة من جهتين على الأقل في الطابقين المستهدفين، وداخلهما أشخاص ومسعفون. وفي الشارع الضيق الذي يضم مباني مرتفعة ومحال تجارية، تجمعت سيارات الاطفاء والاسعاف ومئات الأشخاص.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر بشنّ الضربة لاستهداف "رئيس الأركان" في حزب الله، من دون أن يذكر اسمه.
وجاء في بيان مقتضب للمكتب "قبل قليل، وفي قلب بيروت، هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي رئيس أركان حزب الله، الذي كان يقود عمليات إعادة البناء والتسليح .
وأضاف أن نتنياهو "أصدر الأمر بشن الهجوم بناء على توصية وزير الدفاع ورئيس الاركان"، وذلك بعدما أعلن الجيش أنه شن "ضربة دقيقة استهدفت قياديا بارزا في حزب الله في بيروت".
"الاستهداف واضح"
وأكد المسؤول في الحزب محمود قماطي أن الضربة استهدفت قياديا عسكريا.
وقال قماطي "الاستهداف واضح، أنه يستهدف شخصية جهادية أساسية في المقاومة والنتائج غير معلومة".
واعتبر أن الغارة الإسرائيلية "تخرق خطا أحمر جديدا".
وهذه أول ضربة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الخامس من حزيران/يونيو، والخامسة منذ اعلان وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله.
وشدد نتانياهو في وقت سابق الأحد على مواصلة القيام بـ"كل ما هو ضروري" لمنع حزب الله من استئناف نشاطاته وإعادة التسلح وبناء القدرات.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان أن الغارة الاسرائيلية شملت إطلاق ثلاثة صواريخ على المبنى.
وسبق لإسرائيل ان استهدفت خلال النزاع وبعد وقف إطلاق النار، عددا من قياديي الحزب بضربات في الضاحية الجنوبية.
ومع قرب حلول الذكرى الأولى لوقف إطلاق النار، كثّفت إسرائيل ضرباتها في أنحاء عدة من لبنان خصوصا في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها تستهدف عناصر في الحزب ومنشآت له.
- بيروت تطالب بتدخل دولي -
وتلقى الحزب خلال النزاع الذي بدأ في أكتوبر 2023 على خلفية الحرب بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة، ضربات قاسية على صعيد الترسانة والمنشآت العسكرية. كما اغتالت اسرائيل عددا كبيرا من قيادييه، يتقدمهم أمينه العام التاريخي حسن نصرالله ومجموعة من قادة الوحدات المركزية والميدانية.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون المجتمع الدولي الى "التدخّل بقوة وجدية" لوقف الهجمات الإسرائيلية.
وقال في بيان إن لبنان "يجدّد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤوليته ويتدخّل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعا لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة".
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه بوساطة أميركية ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، على وقف العمليات العسكرية وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني (على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود) وتفكيك بنيته العسكرية وأسلحته.
ونصّ أيضا على انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.
لكن إسرائيل واصلت شنّ الغارات، وأبقت على قواتها في خمس نقاط حدودية يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وقرّرت الحكومة اللبنانية في الخامس من أغسطس، نزع سلاح حزب الله، ووضع الجيش اللبناني خطة للقيام بذلك. إلا أن الحزب رفض باستمرار تسليم سلاحه واصفا قرار الحكومة بانه "خطيئة".
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، قُتل أكثر من 331 شخصا وأصيب 945 منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.





















